سعادة لـ«المستقبل»: لا مؤشر لانتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور
رأى منسق الشؤون السياسية في تيار المرده الوزير السابق يوسف سعادة أنه «لا يوجد أي مؤشر لانتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور وأن الحكومة في أزمة وأن من واجبنا الحفاظ عليها لذلك علينا أن نتفق في ما بيننا لإيجاد صيغة تضمن تسيير أمور الناس».
وتابع سعادة: «الآلية التي كانت موجودة كانت تسيّر أمور الناس بشكل طبيعي لكن للأسف المناكفات السياسية عطلتها، ونحن كمرده ليست لدينا مشكلة بإيجاد آلية تضمن تسيير شؤون الناس مع الحفاظ على دور وأهمية رئيس الجمهورية، علينا الارتقاء للمسؤولية الوطنية وعدم التلهي بالنكد السياسي وعلى الوزراء أن يتخطوا ذلك وأن يعودوا اإلى تسيير أمور الناس كما كان سائداً من قبل».
ولفت إلى أننا «ضد أن يعمل مجلس الوزراء بشكل طبيعي وكأن رئيس الجمهورية موجود ونحن مع إيجاد آلية تضمن تسيير أمور الناس فقط، مؤكداً أن لا جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، والرئيس تمام سلام يدير الأمور بشكل سليم ونحن نؤيده بعدم عقد جلسة إذا كانت الجلسة لن تفضي إلى اتخاذ أي قرار».
وتابع: «بعض الأفرقاء يهمهم أن تكون لهم قدرة تعطيلية والرئيس سلام يهمه إنتاجية الحكومة وليس تغيير الآلية وليست لديه مشكلة بعودة الأمور كما كان سابقاً، مستبعداً انفراط عقد الحكومة لأن الاستقرار في البلد مطلب لبناني وإقليمي ودولي».
ورداً على سؤال، أكد سعادة «أن كل الأفرقاء مقتنعون بالشراكة الفعلية في البلد وأن حزب الله تحديداً هو الأحرص على الشراكة وعلى استمرار عمل الحكومة».
وفي الشأن الرئاسي، أكد سعادة أن «الكرسي الرئاسي ليس بخطر ونحن نفضل الإتيان برئيس قوي يمثل الوجدان المسيحي على الإتيان برئيس وسطي ونحن لا نوافق على منطق التهويل الذي يمارس في هذا الملف، وتحديداً على غبطة البطريرك، كل الدول لها رأيها بالملف الرئاسي واللعبة باتت في الخارج أكثر من الداخل لكننا نرى أن على القوى المسيحية أن تتفق على مواصفات الرئيس وأن نكون ممراً اجبارياً لأي اتفاق إقليمي دولي في هذا الملف».
وأوضح سعادة أن «اتفاق المسيحيين لا يلغي دور المسلمين لكن شركاءنا في الوطن لن يعترضوا على أمر يُجمع عليه كل المسيحيين»، معتبراً أن «التعددية الموجودة لدى المسيحيين دليل عافية وصحة شرط أن لا تتحول من نعمة إلى نقمة».
وأضاف: «نحن نشجع كل حوار في البلد خصوصاً بين المسيحيين وأن العماد ميشال عون يضع الوزير سليمان فرنجيه بأجواء الحوار مع القوات ونحن نلمس من الفريقين أن هناك نية للوصول إلى تفاهمات معينة، لقد شبع المسيحيون من الخلافات وعلينا أن نتفق على ثوابت معينة في ما بيننا من دون أن نبني على الحوار توقعات كبيرة جداً».
وشدد على أن «المهم أن يقدر المتحاورون تجاوز أحقاد الماضي والاكتفاء بالخلاف على المستوى السياسي فقط، نحن كمرده استطعنا أن نتجاوز الماضي بيننا وبين القوات وتواصلنا في ما بيننا في السابق واتفقنا على تنفيس الاحتقان في الشارع والاكتفاء بالخلاف السياسي، ممنوع علينا اليوم كمسيحيين أن نستمر بأحقاد الماضي خصوصاً في هذه المرحلة التي يتعرض فيها المسيحيون لحملة اضطهاد في العراق وسورية وليبيا». وقال: «نحن كمرده نعرف حجمنا ولا نخاف على دورنا ولذلك نحن نرتاح للحوار بين التيار والقوات ونشجعه ولا نخاف منه».
وأشار سعادة إلى أن «الحوار بين المستقبل وحزب الله أمر جيد وإيجابي في ظل الصراع السني ـ الشيعي في المنطقة ونحن كمسيحيين نستفيد جداً من الحوار لأنه ليس من مصلحة أحد أن ينفجر البلد وعلينا أن نطمئن لهذا الحوار لأن الفريقين لا يستطيعان وليس لديهم أي رغبة بإلغاء الدور المسيحي، فالحوار ساهم بالكثير من الأمور أهمها الخطة الأمنية وإزالة الصور والشعارات الحزبية».
وعن الوضع الأمني أكد «أن ما يحدث على الحدود وفي المنطقة أمر مخيف ومقلق وعلينا أن نكون جميعاً كلبنانيين بصف واحد لمواجهة الإرهاب التكفيري، مضيفاً: «الإرهاب ليس له مكان في الشارع المسيحي وأن من يؤيد «داعش» من المسيحيين بالتأكيد لديه مشكلة نفسية وعقلية».
وتمنى سعادة أن ينتهي ملف العسكريين المخطوفين بشكل سعيد مع تأكيده أن هذا الملف شائك وأنه لا يرى نهاية قريبة له، وقال: «نحن نتعاطى مع إرهاب وهؤلاء الإرهابيون يملكون ورقة ضغط كبيرة اسمها العسكريون وهم غير مستعدين للتنازل عنها في الوقت الحالي ونحن نؤيد أي قرار تتخذه الحكومة لإنهاء هذا الملف».