قالت له

قالت له: قد أكون مخطئة، لكنك وا و د تخفون سراً. قال : اقترب عيدك. أ تذكرين؟ قالت: حقاً! وماذا ستهدونني؟ قال لها: عودة نهائية الى الوطن. فلم يعد لبقائنا هنا من معنى، أنت تذوبين كالشمعة أمامنا. دموعك التي تغرق الوسادة ليلاً، الحزن الذي يقطر ألماً من عينيك، تنهّداتك كلما تذكرنا ا هل واأقارب، إلى متى ستظلين منتحبة بقلب وروح كئيبين؟ ما شفعت لنا رفاهية العالم وأمنه وبحبوحة العيش فيه فأنت ظللت رهينة الحنين الى الوطن، تطلبين الرحمة بصمت قاتل. أليست ا نانية ان تجبر ا خرين على العيش كما تريد؟! وأنت في كلّ الأوقات كنت مثال التفاني.

قالت له: لم أكن أعلم انني ممثلة سيئة إذ لطالما وثقت أنني أعطيكم بالضبط ما تريدون، وأعتذر منكم جميعاً. لقد انتظرت هنا طويلاً على حافة الجنون، أبحث عن أجوبة لشعور يمزقني من الداخل. ولكن الحياة تمنح مرة واحدة أوَليس من العبث عيشها وسط البؤس؟ لحظة، كيف سنتدبّر أمورنا هناك؟ عملك، دراسة ا و د، عملي؟! يهمّ يهمّ، ليست مشكلة، طالما هناك إرادة فهناك دائماً حلول. هذه أسعد لحظات حياتي أحبك، أحبكم جميعاً، وأحبكم كثيراً. وهرعت تساعد في الترتيب للعودة.

رانية الصوص

قالت له: لماذا تتعاكس مواعيدنا مع البحر والشمس؟ فكلما دخل أحدنا خرج الآخر وكلما التقينا معهما صار الموج او الغيوم سبباً لعدم رضا أحدنا وإعلان انسحابه، فقال لها: هذا إنْ صحّ في كلينا صار الفراق قريب، وإنْ كان يصيب أحدنا فالآخر يتحمّل منه القلق والارتباك لأنهما من علامات تناوب الفصول في الحياة وأن نجد الأعذار لمن نحبّ خير من ان نعاتب، فكلنا نحتاج أحياناً إلى خلوة مع الشمس والبحر. فقالت له: إنْ جاء دورك أبلغني مسبقاً بهذه الحاجة، فليس لديّ صبرك ولا حلمك وسعة صدرك، لأنّ سوء الظن في عرف المرأة من حسن الفطن.

قالت له: أشعر ذاتي في الحبّ كالعاصفة وفي الغيرة كالبركان وفي العتب كالطوفان وفي الغضب كالزلزال، فقال لها أشعر: ذاتي في الحبّ كالحلم وفي الغيرة كالأرق وفي العتب كالنعاس وفي الغضب كالكابوس، فقالت ومعنى هذا الاختلاف، قال لها: أنت تتفهّمين سرّ إعجابي بمذيعة الأرصاد الجوية لأنني دائما مع كارثة من كوارث الطبيعة فقالت له: وآمل منك إذن أن تتفهّم خصوصية انفرادي بطبيب العائلة لأنني أعيش مع مريض النوم المتعدّد الأعراض.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى