«روسيسكايا غازيتا»: تحوّل في خطط كيري الدبلوماسي
صرّح وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية خلال عرض خطط السياسة الخارجية الأميركية المستقبلية في واشنطن، أنه ليس من حق الولايات المتحدة الأميركية اليوم، بخلاف فترة «الحرب الباردة» اقتراف أخطاء جدية في السياسة الخارجية، اعتماداً على هيمنتها العسكرية والاقتصادية. وأشار كيري إلى أنه خلال فترة الحرب الباردة لم يكن من الصعب على الزعماء اتخاذ القرارات، كما هي الحال في الوقت الحاضر. وبحسب رأيه كان عدد الخيارات آنذاك أقل، وكانت أبسط وأوضح: الشيوعية أم الديمقراطية، الشرق أم الغرب.
ويضيف: «كانت الولايات المتحدة آنذاك تسمح لنفسها باتخاذ قرارات خاطئة، ومع ذلك كانت تبقى رابحة، لأنها كانت تقريباً القوة المسيطرة اقتصادياً وعسكرياً في العالم. أما اليوم فقد برزت دول نامية، لذلك يجب أن تكون السياسة الخارجية فعالة».
وأضاف: «اليوم علينا أن نشق طريقاً صعباً في عالم سريع التغير، يواجه تهديدات مثل نمو التطرّف الديني والاديولوجيات الراديكالية».
كما اعترف كيري، بأن الدبلوماسية الأميركية تواجه صعوبات على الساحة الأوكرانية وفي سورية والشرق الأوسط. هذا من جانب، ومن جانب آخر نجحت الجهود التي بذلتها بشأن مشكلة السلاح الكيماوي السوري، ومسألة البرنامج النووي الايراني. إن فرز هاتين المشكلتين يثير الاهتمام، لأن تسويتهما كانت ثمرة التعاون الأميركي الروسي، الذي قررت واشنطن تجميده حالياً.
لم يكشف كيري تفاصيل السياسة الخارجية الأميركية المستقبلية، واكتفى بالإشارة إلى أن الوثيقة لم تشمل كافة التفاصيل، لأنها تركز على التحديات الأساسية فقط. وأضاف: «هذه الوثيقة هي برنامج نجاح الولايات المتحدة. علينا التفكير بكيفية استعراض قوتنا، لكي نصل إلى الأهداف العظيمة وحماية مصالحنا. علينا أن نكون مرنين وقادرين على التكيف مع الظروف بسرعة».
وختم كيري حديثه بالقول: «ليست الولايات المتحدة دولة متميزة، لأنها تعتقد ذلك، بل لأنها تقوم بأعمال متميزة استثنائية، وعلينا مواصلة ذلك».
ويعلق الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر على السياسة الخارجية الأميركية، قائلاً: لكي تثبت الولايات المتحدة دورها كوسيط، عليها المساهمة بنشاط في العملية، كما فعلت هيلاري كلينتون، عندما كانت وزيرة الخارجية. لا أريد كشف الرسائل التي استلمتها من كيري، لكني حذرته من أنه لدي صياغة أسس العمل، لا داعي للخروج عن مبادئ القانون الدولي، التي كانت الولايات المتحدة تراعيها دائما… أعتقد أن إعادة النظر بأسس الأمم المتحدة المتفق عليها بالإجماع، خطوة إلى الوراء. إن انضمام القرم كان أمراً لا بدّ منه. أنا لا أعتقد أنه كان بإمكان الولايات المتحدة أو أوروبا عمل شيء لمنع ذلك. أنا آمل وأثق، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يستخدم القوة في شرق أوكرانيا. لأنه يملك وسائل أخرى للتأثير، وإقناع الناس بالتوجه نحو روسيا لا نحو الغرب. أعتقد أنه ليس بإمكاننا منع ذلك.