الجيش من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الهجوم
محمد حمية
لم ينتظر الجيش اللبناني قدوم فصل الربيع وذوبان الثلوج ليلتقط إرهابيو «داعش» و«النصرة» أنفاسهم ويعاودون شن هجمات على الجيش والقرى الحدودية، بل حزم أسلحته وبدأ منذ فجر أول من أمس عمليات هجومية ضد أهداف للمسلحين تمكن بنتيجتها من السيطرة التامة على مرتفعي صدر الجرش وحرف الجرش شمال شرقي تلة رأس الحمرا باتجاه الحدود اللبنانية السورية.
لا شك في أن هذه العمليات التي يقوم بها الجيش تكتسب أهمية خاصة في ضوء المعلومات التي تحدثت عن هجوم كبير سيشنّه المسلحون على قرى البقاع فور انحسار العاصفة، والتي كان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير في السادس عشر من شباط الجاري حذر من حدوثها، بحديثه عن «حتمية المعركة على السلسلة الشرقية»، داعياً «الدولة إلى حسم أمرها». وقال: «اليوم على السلسلة الشرقية في الجهة المقابلة هناك داعش والنصرة، وعندما يذوب الثلج هناك استحقاق وعلى الدولة أن تحزم أمرها وكيف ستتعامل مع هذا الخطر على التلال والجبال، هذا الأمر يحتاج إلى قرار ويجب أن نجدد التحية لضباط الجيش اللبناني والقوى الأمنية ورجال المقاومة».
الانتقال من استراتيجية الدفاع إلى استراتيجية الهجوم، عنوان حركة الجيش العسكرية في السلسة الشرقية بحسب مراقبين، الذي أشاروا إلى «أن بدأ بقلب الموازين والمعادلات العسكرية التي كانت قائمة سابقاً عبر فرض أمر واقع على المسلحين، واستعادة زمام المبادرة منهم.
ها هو الجيش يسبق ومعه المقاومة التي تحدث عنهما السيد نصرالله اتفاق السياسيين على استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب في الدفاع عن الوطن فيما تتلهى الحكومة بأمور ثانوية وتتجاهل خطر الإرهاب القادم من قلب الجرود إلا عين الجيش والمقاومة الساهرة والحارسة للوطن.
وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي تفقدا مواقع الجيش في رأس بعلبك، واطلعا على سير العمليات العسكرية خلال جولة قاما بها في المنطقة، فيما تتجه الأنظار إلى تعامل الحكومة مع التطورات الجديدة وما إذا كانت ستلاقي إنجازات الجيش في وسط الطريق وتأخذ هي الأخرى زمام المبادرة السياسية وتأخذ قرارات تصب في حماية إنجازات الجيش وتضحياته عبر تزويده بالسلاح الكافي والتنسيق مع الجيش السوري وإعلان وفاة ما يسمى سياسة النأي بالنفس إضافة إلى تحصين الساحة السياسية عبر انجاز الاستحقاقات الدستورية.