الراعي: كيف تُفسّر ظاهرة «داعش»المشبوهة في التفاهمات مع الدول الإقليمية والدولية؟
جدد البطريرك الماروني بشارة الراعي إدانة التعدي الوحشي من التنظيم الإرهابي المعروف بـ«داعش» على المسيحيين الآشوريين في الحسكة والبلدات والقرى المسيحية المجاورة لها في سورية، معلناً خلال عظة بقداس الأحد في الصرح البطريركي في بكركي: «تضامنه الكامل معهم، مع الخمسة آلاف الذين هجروا واستولى الإرهابيون على بيوتهم وممتلكاتهم وجنى عمرهم، ومع المئتين من النساء والكبار والصغار الذين خطفهم التنظيم، وما زال مصيرهم مجهولاً».
وطالب الراعي الدول المعنية ومجلس الأمن والأسرة الدولية بإعادة جميع هؤلاء الأخوة إلى بلداتهم وقراهم، وحماية المواطنين الآمنين. كما طالب مجدداً وباستمرار بعودة المسيحيين الذين هجروا من الموصل وبلدات ومدن سهل نينوى.
وقال: «من المؤلم والمؤسف حقاً أن تنظيم «داعش» لم يكتف بمجزرة البشر، فقد ارتكب مجزرة التاريخ الأثري الحضاري الآشوري المحفوظ في متحف الموصل». وتساءل: «أترى داعش مجرد تنظيم أم دولة قديرة تلبس قناع هذا الاسم؟، وإلّا من أين قوة داعش وكيف تفّسر هذه الظاهرة المشبوهة في التفاهمات مع الدول الإقليمية والدولية؟، أهكذا تبنى الديمقراطية وتتم الإصلاحات السياسية في البلدان العربية الموعودة «بربيع عربي؟».
ووجه البطريرك الراعي تحية تقدير ودعم للجيش اللبناني الذي أظهر شجاعة ومهارة فنية عالية في عملية دحض مواقع «لداعش» في جرود رأس بعلبك.
وأمل الراعي أن يهدي الله المسؤولين المعنيين إلى المخرج الأساسي من دوامة النزف القاتلة، ويرشدهم إلى المدخل الوحيد لحياة الدولة بكل مقوماتها، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم قبل فوات الأوان، ولافتاً إلى «أن الفراغ الرئاسي ليس مادة لابتكار البديل من وجود رئيس، ولا رئاسة الجمهورية أمر قابل للاستغناء عنه ولو للحظة»، موضحاً أنه «في هاتين الممارستين، أي آلية البديل والاستغناء مخالفة واضحة للدستور، وعبثاً يحاولون تبريرها بقراءة مجتزأة له. فالدستور وحدة متكاملة ومواده تفسر بعضها بعضاً».
وفي نشاطه، استقبل البطريرك الراعي وفداً من الحزب التقدمي الاشتراكي جاء لتقديم التعزية بوفاة المطران فرنسيس البيسري باسم الحزب ورئيسه النائب وليد جنبلاط، وقد ضم الوفد النائب ايلي عون، أمين السر العام ظافر ناصر، مفوض الإعلام رامي الريس، وأعضاء مجلس القيادة وليد صفير، بهاء أبو كروم وربيع عاشور.
وكانت مناسبة للحديث عن الأوضاع الداخلية في لبنان وأزمة الفراغ الرئاسي، وقد نقل فيها الوفد قراءة النائب جنبلاط ورغبته بـ«ضرورة إيجاد حل لهذه الأزمة التي لم يعد يحتملها لبنان لأنه في غياب الرئيس تتعطل حياة المؤسسات وتزداد الأمور تعقيداً، ولا بد من التعاون بين جميع الأطراف لإيجاد مخرج فوري لانتخاب رئيس للجمهورية».
وكان الراعي قد تلقى اتصالات هاتفية من رئيس الحكومة تمام سلام، الرئيس السابق ميشال سليمان، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ومن النائب طلال ارسلان.