صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
خطاب نتنياهو في الكونغرس سيدمر العلاقات مع واشنطن
كتبت صحيفة «هآرتس» أنه بعد وقت قليل على سفر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن استعداداً لإلقاء خطابه أمام الكونغرس الأميركي، دعا ضباط كبار رئيس الحكومة إلى إلغاء خطابه لأنه ـ بحسب رأيهم ـ يضر بشكل مدمر بالعلاقات مع الولايات المتحدة، ووفقاً لكلام الضباط الكبار السابقين، أعضاء حركة «قادة من أجل أمن إسرائيل»، فإنه «من غير الممكن قبول مثل هذا الصدع بين الدولتين».
رئيس الحركة اللواء احتياط أمنون رشف، قال: «إن الخطاب في الكونغرس سيؤدي فقط إلى اقتراب إيران من القدرة النووية العسكرية»، موضحاً: «أن السبيل لوقف المشروع النووي الإيراني هو تعزيز الحلف بين الدول، بين الولايات المتحدة و«إسرائيل» وبين «إسرائيل» والمجتمع الدولي، من غير الممكن إخفاء الصدع مع الأميركيين، من غير الممكن القبول بصدع كهذا، نعتقد أن هذا الأمر يشكل خطراً واضحاً وفورياً على أمن «إسرائيل»».
وادّعى المدير العام لوزارة الدفاع السابق، اللواء احتياط عاموس يارون أنه ليس صحيحاً الفصل بين منظومة علاقات «إسرائيل» والولايات المتحدة وبين الجمهوريين والديمقراطيين.
وقال اللواء احتياط عميرام ليفين، قائد المنطقة الشمالية سابقاً، إنه من الصعب عليه الخروج ضد رئيس الحكومة نتنياهو، لأنه كان قائده لفترة طويلة، لكنه أضاف: «لقد علمت نتنياهو كيفية التوجيه والوصول إلى الهدف، وهذه المرة يؤسفني أن أقول نتنياهو أنت مخطئ في التوجيه، الهدف في طهران وليس في واشنطن».
من جانب آخر، كما تنقل الاذاعة «الإسرائيلية»، انتقد الوزير السابق النائب يعقوب بيري من حزب «هناك مستقبل» كيفية تعامل رئيس الوزراء مع الملف النووي الإيراني معتبراً إياها مضرَّة.
نتنياهو: هل يتوقعون مني أن أطأطئ رأسي وأوافق على اتفاق نووي خطير؟
في مقابلة مع الإذاعة الحريدية «صوت برما»، قال رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو إنه ذاهب إلى الولايات المتحدة في محاولة لوقف الاتفاق النووي الآخذ بالتبلور بين إيران والدول الست والذي يشكل برأيه «خطراً على دولة «إسرائيل».
ورأى نتنياهو أن «الاتفاق الجارية بلورته مع القوى الكبرى، يعطي إيران مع الوقت القدرة على إنتاج عدد كبير من القنابل النووية، من هنا فإن واجبي كرئيس لحكومة إسرائيل، أن أحاول إقناع الجهة الوحيدة التي ربما ستمنع من تحقيق هذا الاتفاق وهو الكونغرس الأميركي وهذا ما سأفعله».
وبحسب نتنياهو فإنه «في فارس إيران هناك نظام رفع مرّة أخرى راية تدمير دولة اليهود، بواسطة الكثير من القنابل النووية».
كذلك تطرق نتنياهو إلى الأزمة بينه وبين إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على خلفية إصراره على إلقاء خطاب في الكونغرس، وقال: «العلاقات بين الدولتين قوية كفاية كي تبقى على رغم الخلافات في الرأي».
وتابع: «عندما يكون هناك موضوع بإمكانه أن يشكل خطراً على وجودنا ومستقبلنا فإنه من واجبي الوقوف أمام الموقف الأميركي».
وأشار نتنياهو إلى أن «إسرائيل لا يمكنها أن تسمح بحصول إيران على القنابل النووية، فهذا أمر خطير، ماذا يتوقعون مني؟ أن أطأطئ رأسي وأوافق على اتفاق خطير؟».
التوتر بين «إسرائيل» والإدارة الأميركية سيستمر لأسابيع عدة
نشرت المواقع «الإسرائيلية» عن نتنياهو قوله قبيل سفره إلى الولايات المتحدة: «أتوجه إلى واشنطن في رحلة مصيرية وحتى تاريخية، أشعر أني مبعوث من قبل جميع مواطني إسرائيل، حتى الذين لا يوافقونني، مبعوث الشعب اليهودي كله، أشعر بالقلق الكبير والصادق على أمن جميع مواطني إسرائيل، على مصير الدولة، مصير شعبنا وسأفعل كل ما بوسعي لضمان مستقبله».
وفي مقابلة مع الإذاعة «الإسرائيلية» أكد وزير ما يسمى «شؤون الاستخبارات الإسرائيلي» يوفال شتاينيتس، أن «إسرائيل تعرف جميع التفاصيل التي تحتاج إليها في ما يتعلق بالاتفاق الآخذ بالتبلور بين الدول الكبرى وإيران».
ورأى شتاينيتس أن «المعارضة لإلقاء خطاب نتنياهو في الكونغرس تنبع من اعتبارات حزبية» وتوقع أن يستمر التوتر في العلاقات مع الادارة الأميركية لأسابيع عدة أخرى إلا أنها ستعود إلى سابق عهدها بعد الانتخابات في إسرائيل».
من جهتها نقلت صحيفة «هآرتس» عن دبلوماسيين غربيين قولهم: «إن التقدم الذي حصل أخيراً في المفاوضات الجارية بين الدول الكبرى وإيران يعود إلى تنازلات إيرانية تتمثل بموافقة طهران على تعطيل عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي الموجودة بحوزتها والتخلي عن الجزء الأكبر من مخزون اليورانيوم المخصّب بدرجة متدنية».
وأكدت أن العديد من القضايا ما زالت مفتوحة وأن احتمالات التوصل إلى اتفاق إطار حتى الموعد المحدد لذلك في نهاية الشهر الجاري ضئيلة.
وأشارت مصادر دبلوماسية غربية مطلعة على سير المفاوضات، كما تنقل صحيفة «هآرتس» إلى أن «القضية الأهم التي ما زالت مدار خلاف بين الجانبين هي مطالبة إيران برفع جميع العقوبات الدولية المفروضة عليها فور التوقيع على الاتفاق، الأمر الذي تعارضه الدول الكبرى علماً بأنها تصر على رفع العقوبات بصورة تدريجية تماشياً مع وفاء طهران بالتزاماتها».
«إسرائيل» تطلب مساعدات عسكرية إضافية على رغم العلاقات المتوترة مع واشنطن
نشرت وكالة أنباء «بلومبيرغ» أن «إسرائيل توجهت لواشنطن على رغم الأزمة الكبرى في تاريخ العلاقات بين حكومة «إسرائيل» والإدارة الأميركية وطلبت للسنة الثانية على التوالي إضافة مبلغ 300 مليون دولار كمساعدة إضافية، وذلك ضمن الموازنة التي سيتقدم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما للكونغرس الأميركي بهدف تمويل خطة الدفاع الصاروخية لإسرائيل».
ووفقاً لما جاء في تقرير الوكالة، فإن «الطلب الإسرائيلي يهدف لتمويل منظومتي الدفاع الجوي العصا السحرية وحيتس 3، وطلبت من الأميركيين زيادة 317 مليون دولار بالإضافة إلى مبلغ 158 مليون دولار كان البنتاغون الأميركي قد طلبها من الرئيس الأميركي كمساعدة لإسرائيل».
وجاء في التقرير أيضاً أن «مدير إدارة مشروع حوما في وزارة الحرب الإسرائيلية يئير رماتي قد التقى في واشنطن مع مشرعين ومساعدين من لجنة الأمن بالكونغرس الأميركي مطلع شهر شباط من أجل طلب المزيد من الأموال من الولايات المتحدة وشكرهم على المساعدات التي تقدمها الإدارة الأميركية لإسرائيل».
وأضافت وكالة «بلومبيرغ» في تقريرها أن «الولايات المتحدة تقوم بتمويل برامج الخطط الصاروخية لإسرائيل بما في ذلك منظومة القبة الحديدية، وذلك بشكل مواز للموازنة السنوية التي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة بقيمة 3.1 مليار دولار سنوياً».