تشييع بدر عيد في حكر الضاهري وجبل محسن يمنع الفتنة
شيّع بدر عيد بعد ظهر أمس في الجزء السوري من مسقط رأسه حكر الضاهري في عكار، بعد أن توفي ليل أول من أمس متأثراً بطلق ناري أصابه في الرأس، خلال توجهه في سيارته من الحيصة إلى الكويخات، وشارك في التشييع شقيقه النائب السابق علي عيد.
وحافظت منطقة جبل محسن في طرابلس على هدوئها، فيما نفذ الجيش انتشاراً بين الجبل وباب التبانة وسير دوريات لحفظ الأمن.
وأجرى قاضي التحقيق في الشمال ميشال سركيس كشفاً ميدانياً على مسرح الجريمة في بلدة الكويخات، في حضور ضباط ممثلين عن الأجهزة الأمنية ورئيس بلدية الكويخات عمر الحايك. وعاين القاضي سركيس سيارة المغدور من دون الإدلاء بأي تصريح.
وليس بعيداً، كشف القيادي في الحزب العربي الديموقراطي علي فضة أن «المغدور لا تربطه أي صلة بالحزب ولا يحمل أي صفة قيادية. وتفيد المعلومات أنه قتل برصاص مسدس كاتم للصوت، وعلى الأجهزة الامنية والقضائية أن تكشف حقيقة ما تعرض له الرجل، لأن المنفذين يهدفون الى بث الفتنة». وأكد أن «ولي الدم، علي عيد يعمل على منع الفتنة وعدم استغلال هذه الجريمة. وطلب من أعضاء الحزب وأبناء الطائفة التروي والهدوء وعدم الوقوع في فخ الجماعات الإرهابية»، معتبراً أن «جهة واحدة تقف وراء اغتيال عيد وجريمة تفجير المقهيين في جبل محسن والهدف اثارة الفتنة».
وصدرت مواقف نددت بالجريمة. وقال رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ الدكتور أسد علي عاصي في بيان: «عادت الفتنة من جديد لتطل برأسها على لبنان، وتحديداً من شماله، وهذه المرة عبر هذا الاغتيال». وأشار إلى أن «هذا العمل الإجرامي الجبان يحمل بصمات التكفيريين الذين يحاولون زعزعة الاستقرار في هذا البلد لأن فكراً ظلامياً كهذا لا يتنامى إلا في ظل الفوضى والفلتان الأمني».
ودعا إلى «التمسك بمنطق الدولة وجيشها الحامي لسيادتها وأمنها»، مطالباً «الدولة وأجهزتها الأمنية بالإسراع في كشف ملابسات هذه الجريمة النكراء وتقديم الفاعلين إلى العدالة وتفويت الفرصة للمصطادين بالماء العكر».
وحيا «أهل عكار وطرابلس الذين اثبتوا من جديد وعيهم وصمودهم وتمسكهم بمنطق الدولة».
واتهم حزب الله عصابات الإرهاب والتطرف بارتكاب الجريمة. ورأى في بيان أن «هذه الجريمة هي محاولة من هذه الجماعات، التي تعيش على الدم والفرقة، لتأجيج نار الفتنة وزرع بذور الخلاف بين أبناء الوطن الواحد، وذلك في محاولة لضرب الاستقرار في لبنان عامة، وفي منطقة الشمال في شكل خاص».
وتقدم الحزب «من علي عيد وعائلته، وأهلنا في جبل محسن وعكار بأحر التعازي بالمصاب الذي ألم بهم، راجين للشهيد الرحمة والمغفرة، وكلنا أمل أن تتعزز حالة الصبر التي أبدوها في مواجهة هذا الحدث الجلل، وأن يبقوا مثالا في التعالي على الجراح والثبات في مواجهة محاولات دفع البلد إلى الانزلاق في مواجهات طائفية ومذهبية، لا تخدم إلا المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرمية، ومن يقف وراءهم من قوى إقليمية ودولية لا تريد الخير للبنان والمنطقة».
ودعا «القوى المختصة إلى بذل كل الجهود المطلوبة للكشف عن المجرمين والقبض عليهم لينالوا العقاب الذي يستحقونه».
ورأى لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية أن «هذه الجريمة النكراء حلقة في مسلسل استهداف الشخصيات والعائلات الوطنية في طرابلس والشمال عموما، وعلى رأسها عائلة رئيس الحزب الديموقراطي الأستاذ علي عيد، الذي يدفع ثمن مواقفه الوطنية والقومية الداعمة للمقاومة، وذلك من خلال التصرفات الحاقدة والكيدية لبعض السياسيين والمسؤولين».
واعتبر أن «جريمة الإغتيال يتحمل مسؤوليتها جميع من عمل في السنوات والأشهر الماضية على محاولات إحداث الفتنة المذهبية، وما زال يعمل بكل وقاحة وجرأة على رفع منسوب التحريض بين اللبنانيين عموما وأهل الشمال خصوصاً، وهؤلاء معروفون لدى جميع اللبنانيين، ومن البديهي أن توجه اليهم أصابع الإتهام، وعلى رأسهم الوزير أشرف ريفي، الذي يضع نفسه رأس حربة في التحريض وإثارة النعرات والعداوة بين الأفرقاء في لبنان ويعمل على نسف أجواء الحوار والاستقرار السائدة في البلد».
وأكد عضو كتلة «المستقبل» النائب هادي حبيش أن «عكار ستبقى عصية على الفتن ولن تجرّ اليها مهما حاول المتربصون بها شراً».
ورأى «اللقاء الوطني» أن الجريمة تندرج في سياق محاولات إثارة الفتنة وإعادة أجواء الاضطراب الأمني إلى محافظة الشمال بعدما نجح الجيش والقوى الأمنية في توجيه ضربات قاصمة للجماعات الإرهابية التكفيرية وفرض الأمن والاستقرار في طرابلس وعكار».