نتنياهو من الكونغرس: لعدم توقيع اتفاق نووي مع إيران
فيما كان رئيس حكومة العدو بنيامين نتيناهو يلقي خطابه امام الكونغرس الاميركي وسط مقاطعة عشرات النواب الاميركيين، كانت الاخبار تشير إلى قرب التوصل الى اتفاق نووي مع ايران، بحسب ما اكدت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني، التي لفتت ايضاً الى أن «نشر المخاوف» من ابرام اتفاق مع ايران «غير مفيد».
وشكلت ايران محور خطاب نتنياهو بل ربما العنوان الوحيد أمام الكونغرس الاميركي، حيث حثّ الدول الغربية على عدم توقيع الاتفاق النووي المحتمل في شأن البرنامج النووي الإيراني، معتبراً ان الاتفاق النووي المطروح سيئ جداً وهو يقدم تنازلات لطهران ويترك لها بنية نووية قوية. حسب تعبيره.
وأشار نتنياهو إلى وجود ثغرتين عالقتين في شأن الملف النووي، الأولى بأن «الاتفاق النووي المطروح يقدم تنازلات لطهران»، والثانية في أن «الإتفاق الذي يجري التفاوض عليه بين إيران والقوى الكبرى سيترك إيران مع برنامج نووي «واسع النطاق» ولن يمنعها من امتلاك القنبلة الذرية، على حدّ قوله.
ورأى نتنياهو ان «سعي إيران لإمتلاك سلاح نووي» وتحركاتها الإقليمية تهدد الأمن «الإسرائيلي»، معتبراً انه عليها ان تغير سلوكها قبل عقد اي صفقة نووية معها.
وحمل خطاب رئيس حكومة الإحتلال جملة من المغالطات والإفتراءات المقصودة تجاه ايران، حيث اتهمها بالسعي الى تطوير قنبلة نووية والهيمنة على أربع عواصم عربية في الشرق الأوسط.
وزير الداخلية «الإسرائيلي» جلعاد أردان قال: «كثيرون في السعودية والدول العربية سيدعمون مضمون خطاب نتنياهو» في حين رأت القناة العاشرة «الإسرائيلية» أن نتنياهو وللمرة الأولى لم يطالب بأن لا يكون لإيران القدرة على التخصيب.
وحاولت الإدارة الأميركية طمأنة «اسرائيل» وتهدئة مخاوفها، قائلة على لسان مسؤول أميركي في مونترو بسويسرا، حيث تدور جولات نووية جديدة بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين برعاية أوروبية، إنه «وبمعزل عمّا سيحصل في الملف النووي، سنواصل التصدي بحزم لتوسع ايراني في المنطقة ولعدائية ايرانية في منطقة الشرق الاوسط».
وبعد الخطاب جاء رد البيت الأبيض سريعاً، إذ قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن نتنياهو لم يقدم في كلمته أمام الكونغرس بديلاً للمحادثات النووية الجارية مع إيران.
وفي تصريح صحافي قال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن منطق خطاب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» يقتضي ضرورة تغيير النظام في إيران بدلاً من تقديم حل لملف طهران النووي. وتابع قائلا إن «المطالبة ببساطة بأن تستسلم إيران تماماً ليست خطة ولن تدعمنا أي دولة في هذا الموقف»، مضيفاً أن نتنياهو لم يقدم «خطة عمل ملموسة».
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال إن نتنياهو أخطأ في الماضي بشأن الملف النووي الإيراني، مؤكداً في الوقت نفسه أنه ليس على خلاف شخصي معه. واعتبر أوباما وفي مقابلة تلفزيونية أن الخلاف مع «إسرائيل» هو خلاف عابر لن يكون له ضرر دائم.
من جهتها، حذرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني من ان نشر المخاوف بخصوص ابرام اتفاق مع ايران حول برنامجها النووي، قائلة: «نحن نقترب» من تحقيق نتيجة.
وفي إشارة الى انتقادات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو لكن من دون تسميته، قالت موغيريني للصحافيين في جنيف ان «نشر المخاوف غير مفيد في هذه المرحلة»، وخصوصاً «في هذه الساعات التي نقترب فيها من تحقيق نتيجة».
وقالت موغيريني «اود أن أطلق نداء ومناشدة لجميع الشخصيات العامة لتسهيل الجهود الدبلوماسية التي كانت صعبة للغاية بدلاً من تعريضها للخطر». وأضافت «في هذه الجولة الاخيرة من المحادثات ظهرت مؤشرات مشجعة».