حردان: الاستقرار أولوية أساسية ولتبادر الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع سورية لصدّ المخاطر الإرهابية التي تتهدّدهما معاً
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ الاستقرار في لبنان أولوية أساسية، مجدّداً تأكيده على ضرورة أن تبادر الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع الحكومة السورية في مختلف الشؤون التي تهمّ الجانبين، وخصوصاً لصدّ المخاطر الإرهابية التي تتهدّد لبنان في سلسلته الشرقية، كما تتهدّد سورية.
وقد استقبل حردان أمس أمين عام حركة النضال العربي النائب السابق فيصل الداوود، وبحث معه عدداً من المواضيع والمستجدات على الساحتين اللبنانية والقومية.
وأكد الجانبان، خلال اللقاء، على تحصين الساحة اللبنانية، والتشدّد في ملاحقة العابثين بالأمن والاستقرار، معتبرين أنّ جريمة اغتيال شقيق رئيس الحزب العربي الديمقراطي المدانة والمستنكرة، واستهداف الجيش اللبناني وضباطه وجنوده، يدلان على أنّ هناك مجموعات لا تزال منغمسة في مشروع الفتنة والتوتير، والمطلوب من القوى الأمنية اتخاذ كلّ التدابير والإجراءات اللازمة بحق هؤلاء.
وإذ لفت الجانبان إلى أهمية المناخات الحوارية بين القوى والشرائح المختلفة، شدّدا على أولوية دعم الجيش وتسليحه وتوفير كلّ الإمكانيات له من أجل القيام بدوره كاملاً في الدفاع عن لبنان ومواجهة الإرهاب والتطرف.
ودعا حردان والداوود الى أن يبادر لبنان عبر حكومته إلى التنسيق مع سورية حول مجمل المواضيع، وتفعيل الاتفاقيات المشتركة، لا سيما الاتفاقات العسكرية، لمواجهة خطر المجموعات الإرهابية التي تتخذ من سلسلة لبنان الشرقية أوكاراً لتهديد أمن لبنان واستقراره.
جبري
كما استقبل حردان أمين عام حركة الأمة الشيخ عبد الناصر جبري، على رأس وفد من قيادة الحركة ضمّ محمد زين، خالد عضوم، وسعيد عيتاني، وحضر اللقاء مدير الدائرة الإعلامية في «القومي» العميد معن حمية.
وجرى خلال اللقاء استعراض الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، وتشديد على ضرورة حشد الطاقات في مواجهة الاحتلال والإرهاب والتطرف.
وتطرّق المجتمعون إلى الإجراءات اللبنانية في حق السوريين، لا سيما تلك المتخذة على النقاط الحدودية، وأكدوا ضرورة إعادة النظر بهذه الإجراءات حتى لا تتكرّس سلوكاً مناقضاَ لطبيعة العلاقة الأخوية المصيرية بين لبنان وسورية، وبما يضمن حماية لبنان.
وأكد حردان خلال اللقاء أنّ الاستقرار في لبنان أولوية أساسية، وصونه يتمّ باعتماد إجراءات أمنية مدروسة تحول دون أيّ تهديد أمني له، لا أن تتحوّل إلى إجراءات عمومية تطال كلّ السوريين سواء المقيمين في لبنان أو القادمين إليه للزيارة أو للتجارة والتعلّم والاستشفاء.
وجدّد حردان تأكيده على ضرورة أن تبادر الحكومة اللبنانية إلى التنسيق مع الحكومة السورية في مختلف الشؤون التي تهمّ الجانبين، خصوصاً أنّ هناك معاهدة أخوة وتعاون وتنسيق واتفاقات مشتركة، وأن يشمل هذا التنسيق موضوع الإجراءات المتخذة، والتنسيق العسكري لصدّ المخاطر الإرهابية التي تتهدّد لبنان في سلسلته الشرقية، كما تتهدّد سورية.
وقال الشيخ جبري للصحافيين: تشرّفنا بزيارة معالي الوزير أسعد حردان، الذي له رؤيته وأبعاده وآفاقه الكبيرة، وكانت إطلالة على المنطقة عموماً ولبنان خصوصاً، واستوقفتنا معاملة الدولة اللبنانية للأخوة السوريين، ونحن مع الأمن في هذا البلد والالتزام بقوانينه، ولكن هذا ليس على حساب التعامل الإنساني مع الأخوة السوريين القادمين من سورية، ولا سيما اليوم ونحن نرى الأخوة الآشوريين ومظلوميتهم، وما يلحق بهم من خلال الأعمال الإجرامية، من قبل «داعش» وأمثالها، لذلك نحن نشدّ على يد الدولة اللبنانية لاستقبال الآشوريين وكذلك جميع الأخوة السوريين، من دون تمييز عنصري ولا فئوي، تحت سقف القانون، والسوريون أخوة لنا شئنا أم أبينا، وعلينا أن نحملهم في صدورنا وعقولنا ووطننا ونقف إلى جانبهم، ما زال واحدهم ملتزماً بالقوانين والآداب العامة، ولذلك نطالب الدولة اللبنانية بالإجراءات القانونية التي هي إنسانية وتتوافق مع الاتفاقيات القائمة بين سورية ولبنان، وقد توافقت عليها الدولتان.
أضاف: كذلك نطالب الدولة اللبنانية أن تقارب بحكمة وإدراك مسألة التعاطي الديبلوماسي مع الدولة السورية، فلا يصحّ أبداً أن نعترف بالدولة السورية من خلال سفيرها، ثم نرفض أن نتعاطى مع الدولة كدولة فندير ظهرنا لدولة اعترفنا بها، خصوصاً أن لا منافذ للبنانيين إلا من سورية وعبرها، فيما نرى اليوم أنّ هناك تنفيذاً مبطناً لما طرحه البعض سابقاً لجهة وضع حدود وخطوط بين سورية ولبنان من خلال قوات دولية وما شابه، واليوم أضفنا إليها المنافذ الرسمية التي ينبغي أن تكون منافذ طبيعية للسوريين واللبنانيين، ولذلك اتفقنا مع معاليه على أن يكون هذا شأن عام نتواصل ونتكلم فيه في جميع وسائل الإعلام وفي كلّ المحافل والمنتديات.