صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
خطاب نتنياهو بعيون «إسرائيلية»: بُكائيّ… ألحق الضرر بـ«إسرائيل» ولم يأت بجديد
انتقدت صحافة العدو اليوم خطاب رئيس كيان الاحتلال «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو الذي ألقاه أمام الكونغرس الأميركي الثلاثاءأ وأجمع المحللون الصهاينة على أن الخطاب لم يضف أي جديد على ما هو معروف من مواقف «إسرائيلية» حتى الآن، ولم يقدم أي خطة أو بديل عملي من خيار التفاوض مع إيران لحل المسألة النووية.
في هذا الإطار، كتب المعلق الصحافي في صحيفة «معاريف» يوسي ميلمان، مقالاً انتقد فيه خطاب نتنياهو واصفاً إياه بالخطاب «البكائي والفارغ»، وقال: «لقد سارع عضو الكنيست أوفير أيكونيس وياريف لفين إلى اعتبار خطاب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الكونغرس أمس خطاباً تاريخياً، ماذا يمكننا أن نتوقع من مواليه قبل أسبوعين من الانتخابات؟ نتنياهو الذي يحب مقارنة نفسه بتشرتشل لم يلق خطاباً تشرتشلياً بصيغة «الدم والعرق والدموع» باستثناء فصاحته الخطابية وقدرته البلاغية الإنكليزية فقد كان خطاباً ينقصه الإلهام، بل كان خطاباً بكائياً».
وقال يوسي ميلمان: «إن الخطاب لن يتضمّن بديلاً دبلوماسياً عالمياً، ولا مبادرة سياسية إزاء الفلسطينيين تبلور تحالفاً جديداً في الشرق الأوسط ضد إيران، ولا بديلاً عسكرياً. كان هذا هو نتنياهو التقليدي المعجب بكلماته وبخطاباته ويفضل ألا يفعل شيئاً. لهذا فهو لم يعرض أي شيء على الإدارة الأميركية».
ورأى أن «إيران الآن هي دولة على الحافة النووية. إذا تم توقيع الاتفاق فإنه لن يغير من هذه الحقيقة، فقط سيعطيها الشرعية الدولية»، معتبراً أنه «إذا تم توقيع الاتفاق، وليس واضحاً إذا كان سيوقع، لن يغير هذا الحقيقة لكنه سيبعد إيران لسنة من القدرة على إنتاج السلاح النووي، خطاب رئيس حكومة «إسرائيل» سيغير القليل في هذا المجال».
خطاب نتنياهو ذرّ للرماد في العيون
من جهة أخرى، كتبت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها أن خطاب نتنياهو «رفع إلى الذروة ذر الرماد في العيون من جانب المتنافسين في حملة الانتخابات الحالية. فكلهم يتجاهلون التهديد الوجودي الحقيقي لـ«إسرائيل» وقدرتها على العيش كدولة يهودية وديمقراطية وهو الاحتلال الذي لا ينتهي للمناطق، فإصرار إسرائيل على السيطرة على ملايين الفلسطينيين عديمي حقوق المواطن في الضفة الغربية، وعلى توسيع المستوطنات وإبقاء سكان قطاع غزة تحت الحصار، هو الخطر الذي يهدد مستقبلها».
وتابعت «هآرتس»: «إن إسرائيل ترهن مقدراتها الوطنية كي تبقي على النظام المزدوج للديمقراطية لليهود والابرتهايد للفلسطينيين، والوهم بأن الاحتلال مريح وهادئ ومعظم الإسرائيليين منعزلون عنه من شأنه أن يتلاشى، ففي السنوات الأخيرة التي ساد فيها هدوء أمني نسبي في الضفة، خرجت إسرائيل ثلاث مرات إلى حروب في غزة قتل فيها آلاف المواطنين الفلسطينيين، وذلك فقط من أجل الإبقاء على الوضع الراهن وقد شكّلت هذه الحملات العدوانية ووقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس وصمة عار أخلاقية على الجيش الإسرائيلي وعلى السياسيين الذين بعثوا به إلى غزة».
نتنياهو لم يأتِ بجديد أفضل من الخيار الدبلوماسي الأميركي
اعتبرت «القناة الثانية» في تلفزيون العدو أنه «رغم ذكر نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس إيران 107 مرات إلا أنه لم يأتِ بجديد أفضل من الخيار الدبلوماسي الأميركي، لكنه حقق الصورة التي أراد، إذ وقف أعضاء مجلسَي النواب والشيوخ على أقدامهم 22 مرة، وصفّقوا، وأحياناً الديمقراطيون لم يقفوا، و4 مرات ردد كلمة سلام».
وقال معلق الشؤون السياسية في «القناة الثانية» أودي سيغل إن «هناك تعليقاً من مصادر أميركية رفيعة المستوى تحدثت معنا عن خطاب نتنياهو وقالت لم يقدم أي خطة عمل عملية عن كيفية العمل مع الإيرانيين. المنطق الذي قدّمه نتنياهو في خطابه هو تغيير النظام في إيران لكنه ناقض نفسه. فمن جهة هو يقول إن هذا النظام صامد منذ 30 سنة ومن جهة أخرى يقول إنه ضعيف ويمكن التأثير فيه. بالفعل هذا غير واضح».
دول الخليج تدعو أوباما إلى الإصغاء إلى خطاب نتنياهو
وأشار معلق الشؤون العربية في القناة العاشرة تسفي يحزكيلي إلى أن «دول الخليج تدعو أوباما إلى الإصغاء إلى خطاب نتنياهو في المسألة الإيرانية، وان هناك أصواتاً في دول الخليج وفي السعودية تثني على خطاب نتنياهو وتقول إن نتنياهو يقول بلسان العرب ما لا يستطيعون هم قوله وأنهم هم أيضاً مهددون من قبل إيران فالصورة متغيرة في نصف السنة – السنة الأخيرة في الشرق الأوسط. ليس فقط أنه يوجد في السعودية ملك أكثر قلقاً من التهديد الإيراني، بل إيران تبيّض نفسها وتبيّض ذراعها الإرهابية على شاكلة الحرب ضد داعش، إنهم يقاتلون داعش في العراق ويُبقون هناك موطئ قدم، وهذا يُقلق العالم العربي، حتى أكثر من داعش».
وتابع يحزكيلي: «لذا توجد في الظاهر حالياً رياح عربية داعمة لخطاب نتنياهو – ضد الاتفاق النووي مع إيران والكثير الكثير من القلق وانعدام ثقة عربي بأن يراعي الأميركيون مصالحهم».
هرتسوغ: بعد التصفيق بقي نتنياهو وحده
من ناحية ثانية، قال زعيم المعارضة الصهيونية اسحاق هرتسوغ: «لا شك أن نتنياهو يخطب بشكل جميل، ولكن تعالوا نعترف بالحقيقة: الخطاب الذي سمعناه، مهما كان مؤثراً، لم يوقف البرنامج النووي الإيراني. هذا الخطاب لن يؤثر في الاتفاق المتبلور، لا بالمضمون ولا بالجدول الزمني. الحقيقة الأليمة هي أنه بعد التصفيق، بقي نتنياهو وحده، إسرائيل بقيت منعزلة والمفاوضات مع إيران ستستمر من دون مشاركة إسرائيلية. هذا الخطاب هو تخريب شديد للعلاقات الإسرائيلية الأميركية، فهو لن يغير موقف الإدارة ولن يؤدي إلا إلى توسيع الشرخ مع صديقتنا الكبيرة».
ليفني: خطاب نتنياهو ألحق ضرراً بـ«إسرائيل»
فيما اعتبرت أحد أركان المعسكر الصهيوني تسيبي ليفني أن «هذا الخطاب ألحق ضرراً بإسرائيل، فهي فقدت قدرتها على التأثير في قضية المشروع النووي الإيراني».
وأضافت ليفني: «أن خطاب نتنياهو زاد من عزلة إسرائيل، من واجب الزعيم معالجة المشاكل وعدم إشاعة المخاوف».
أما وزير الداخلية الصهيوني من حزب «الليكود» غلعاد أردان، فقال: «أعتقد أن الكثيرين هذا المساء في العالم العربي وفي السعودية وأماكن أخرى سيدعمون محتوى خطاب نتنياهو».