لافروف: لا توجد خطط لتوسيع «النورماندي» في شأن أوكرانيا
مددّ الرئيس الأميركي باراك أوباما العقوبات التي تفرضها بلاده على روسيا عاماً آخر، حيث نصّ البيان الصادر عن البيت الأبيض الذي أعلنه أمس على أن الوضع القائم لا يزال كما في السابق يشكل «تهديداً غير عادي لأمن الولايات المتحدة وسياستها الخارجية».
وأشار البيان إلى أن أوباما مدد «حالة الطوارئ المعلنة في المرسوم 13660». والمرسوم المذكور صدر في 6 آذار عام 2014، وفرض بموجبه لأول مرة ما يسمى بـ«نظام حالة الطوارئ» ضد روسيا. ووصف أوباما التهديد المذكور بأنه يأتي من «السياسة والذين يقوّضون العملية الديمقراطية والمؤسسات في أوكرانيا، ويهدودن السلام والأمن والاستقرار والسيادة ووحدة التراب، ويسمحون بالاستخدام غير السليم للإمكانات التي تعود إليها».
واختتم أوباما بيانه بالإشارة إلى أن جميع حزم العقوبات التي فرضت ضد روسيا عام 2014 مددّت لعام آخر، بما فيها العقوبات الاقتصادية الأخيرة التي فرضت على القرم في كانون الأول من العام الماضي.
وفي السياق، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن واشنطن من خلال تمديد سريان مفعول العقوبات ضد روسيا تحاول إجهاض عملية السلام في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش أمس، «كلما يظهر ما يشير إلى تسوية سلمية للأزمة الحادة في أوكرانيا تبدأ واشنطن، التي كان لها دور في انقلاب العام الماضي بكييف، بزعزعة الوضع».
وأشار بيان الخارجية الروسية إلى أن الإدارة الأميركية تعلن تمديد العقوبات وتهدد بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا وكذلك «دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» في وقت يتحقق فيه بالفعل نظام وقف إطلاق النار المتفق عليه في 12 شباط في مينسك.
وتساءل لوكاشيفيتش: «ما هذا إن لم يكن محاولة للقضاء على بوادر الثقة المحدودة بينهما دونيتسك ولوغانسك والسلطات الأوكرانية وتقويض عملية السلام أو إفشالها تماماً؟»، مشيراً إلى أن ذلك يتعلق أيضاً بوعود توريد أسلحة أميركية إلى أوكرانيا تشجع خطط «فريق الحرب» في كييف.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو ترحب بجهود العديد من شركائها، بما في ذلك بيلاروس، لتسوية الأزمة الأوكرانية، مؤكداً أن «إطار النورماندي» للمفاوضات لم يتغير.
وأكد لافروف أمس، أن موسكو تبحث الأزمة الأوكرانية مع جميع شركائها، مشيراً إلى أن هذه القضية ستطرح للنقاش أيضاً خلال زيارة رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي إلى روسيا اليوم الخميس.
وأوضح أن الجانب الإيطالي أعرب قبيل زيارة رينتسي عن اهتمامه بمناقشة تسوية الأزمة الأوكرانية وكذلك النزاعات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بخاصة في ليبيا، مشيراً إلى ضرورة تعزيز دور منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تسوية الأزمة في أوكرانيا.
وقال الوزير الروسي: «وثيقة باريس الموقعة في اجتماع وزراء خارجية «رباعية النورماندي» دعت إلى توسيع عدد أعضاء بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وتزويدها بمعدات إضافية وتخصيص مزيد من الأموال لها، والآن يجب تنفيذ ذلك»، مؤكداً أنه يمكن بحث صيغ أخرى لمراقبة تنفيذ الاتفاقات، لكن من دون إضرار بما اتفق عليه.
وأشار لافروف إلى أن كييف ترفض اقتراح تشكيل لجان عمل في إطار مجموعة الاتصال الثلاثية الخاصة بتسوية الأزمة، وأعرب عن قلقه من محاولة كييف المماطلة في عملية تنفيذ اتفاقات مينسك، مؤكداً ضرورة تنفيذ هذه الاتفاقات بشكل كامل، بما في ذلك تشكيل لجان عمل خاصة بإجراء إصلاح دستوري وإعادة ترتيب علاقات اقتصادية اجتماعية وغيرها.
الى ذلك، أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن قافلة مساعدات إنسانية جديدة وصلت صباح أمس إلى مدينة دونيتسك في شرق أوكرانيا.
وقال أوليغ فورونوف نائب مدير المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة التابعة لوزارة الطوارئ الروسية إن «أكثر من 80 شاحنة نقلت إلى دونيتسك أغذية ومستلزمات أولية»، مشيراً إلى أن نقل المساعدات الإنسانية جرى من دون أية حوادث.