كاغ: دمشق متعاونة جداً مع بعثة الكيماوي
على وقع التحضيرات المستمرة لانطلاق الانتخابات الرئاسية السورية، ازدادت حدة التنافس بين المرشحين الذين بدأوا بتقديم طلبات ترشيحهم إلى المحكمة الدستورية العليا، ليصبح عدد المتقدمين بترشيحاتهم إلى هذه الانتخابات ستة أشخاص، فبعد تقديم كل من حسان النوري
وماهر حجار أوراق ترشيحهم إلى المحكمة الدستورية العليا، قدم أمس كل من سوسن عمر الحداد وسمير أحمد معلا ومحمد فراس ياسين رجوح وعبد السلام يوسف سلامة أمس، أوراق ترشيحهم إلى المحكمة لمنصب رئاسة الجمهورية.
وأعلن رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام تلقي المجلس كتباً من الحداد ومعلا ورجوح وسلامة يعلنون فيها تقديمهم طلب ترشيح أنفسهم لمنصب رئاسة الجمهورية مع الوثائق المطلوبة قانوناً لدى المحكمة الدستورية العليا، ويبينون فيها أن رئيس المحكمة الدستورية العليا القاضي عدنان زريق زوّدهم بكتاب خطي رسمي بهذا الخصوص، مشيراً إلى أن المرشحين الأربعة طلبوا إعلام أعضاء مجلس الشعب بواقعة الترشح آملين بأن يحظوا بتأييدهم في ذلك.
يأتي ذلك في وقت رحبت رئاسة الجمهورية العربية السورية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «facebook» بالجو الديمقراطي والحرّ الذي تسير به مرحلة الترشّح لشغل منصب الرئيس في سورية، وشدّدت على أن تقديم عدد من المرشحين طلباتهم للمحكمة الدستورية هو ظاهرة ديمقراطية وإيجابية، ويمثل تطبيقاً للدستور والقوانين بأفضل صُورِه.
ودعت المواطنين السوريين كافة إلى التعامل بإيجابية مع هذه العملية، خصوصاً أنها تتيح أمامهم العديد من الخيارات عند ممارستهم حقهم الدستوري في الإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحهم، مؤكدة أن رئاسة الجمهورية تقف على مسافة واحدة من كل المرشحين ليختار السوريون مرشحهم ورئيسهم بكامل الحرية والشفافية والمسؤولية.
من ناحيته، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في سورية عبر الحوار السوري السوري، داعياً جميع الدول للمساهمة في انطلاق هذا الحوار لوقف العنف وليقرر الشعب السوري مصيره بنفسه.
وأشار ظريف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي سيباستيان كورتس في طهران أمس إلى وجود بعض الدول التي تحاول فرض إرادتها على الشعب السوري، مشدداً على أن لا أحد يقدر على فرض إملاءاته على الشعب السوري، وقال: «إن للانتخابات الرئاسية في سورية دوراً مهمّاً في حل الأزمة فيها، إذ أن الفرصة مؤاتية لاجتماع كل التيارات السياسية للاستفادة من هذه الفرصة بأفضل وجه لإحلال السلام في سورية».
إلى ذلك، أكدت رئيسة البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة في سورية سيغريد كاغ، وفاءَ دمشق بالتزاماتها في إتلاف ونقل الأسلحة الكيماوية، إذ بلغت نسبة إنجاز الاتفاقية 92 في المئة.
وأعربت كاغ في مؤتمر صحافي عقدته في دمشق أمس عن تفاؤلها بإتمام الاتفاقية قبل المهلة المحددة التي تنتهي في 30 حزيران، مشيرة في ردها على أسئلة الصحافيين، إلى أن الحكومة السورية كانت متعاونة جداً بعد انضمامها إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، وبذلت ما في وسعها للتخلص من الأسلحة الكيماوية قبل 30 حزيران.
وأشارت كاغ إلى أن «المهمّة تنحصر في المرحلة الحالية بإخراج الـ 8 في المئة المتبقية من هذه الأسلحة ضمن الظروف الحالية بأسرع وقت، ومنع وصولها إلى الأيادي الخطأ لأن تأثير ذلك يمكن أن يكون سلبياً جداً، ولفتت إلى أن البعثة تحصل على معلومات الاعتداء على القوافل التي تنقل الأسلحة من الحكومة السورية وتنقلها بدورها إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المنظمة، كاشفة عن تزويد الحكومة السورية البعثة بوثائق عن حادثة أو اثنتين لمحاولات اعتداء على مواقع الأسلحة، ما أجبر الحكومة السورية على نقلها إلى مواقع أخرى».
وأكدت المنسقة المشتركة أن مهمّة البعثة هي العمل مع الحكومة السورية للتخلص من البرنامج قائلة: إن «البعثة غير معنية بتقويم الدول أعضاء منظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول إنجاز الاتفاقية، بل التحقيق والتفتيش حول الأسلحة ورفع التقارير بنسب الإنجاز إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس المنظمة».