موسكو: كييف تتهرب من اتفاق مينسك بالحديث عن عمليات لحفظ السلام

قالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أمس إن الاتحاد مستعد لتصعيد العقوبات على روسيا غير أن الأولوية تبقى لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم الشهر الماضي في مينسك.

وأضافت موغيريني إن ما يحتاجه الوضع اليوم هو تعزيز بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، وقالت: «لن ترفع العقوبات حتى يحدث تطور جيد بالفعل على الأرض ومن جهة أخرى نحن مستعدون دوماً لزيادة الضغط إذا ما وجدنا حاجة لذلك».

ومضت بالقول: «حتى الآن بدأ تطبيق وقف إطلاق النار لكن ليس بشكل مثالي مع استمرار الانتهاكات على الأرض لكن بالتأكيد المسار إيجابي»، وأضافت: «نحتاج إلى تعزيز بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الموجودة على الأرض حالياً».

وحذرت المسؤولة الأوروبية من العودة إلى عقلية الحرب الباردة، وقالت: «أي محاولة للعودة إلى منطق المواجهة التي تستدعي استراتيجية الخمسينات من القرن الماضي ليست طريقة تفكير أوروبية. وإذا وقع آخرون في موسكو في هذا الفخ أو يروجون له فلن نقع نحن بدورنا في هذا الخطأ».

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن الاتحاد الأوروبي سيعد لعقوبات جديدة محتملة على روسيا يمكن تنفيذها بسرعة إذا ما انهار اتفاق مينسك.

واعتبر غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي أن اقتراحات كييف حول «عمليات لحفظ السلام» شرق أوكرانيا هدفها التهرب من تنفيذ اتفاقات مينسك.

تصريحات كاراسين جاءت أمس من برلين، حيث عقدت «رباعية النورماندي» اجتماعاً على مستوى نواب وزراء الخارجية وبمشاركة ممثلة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في مجموعة الاتصال هايدي تاليافيني ورئيس بعثة المراقبة الخاصة التابعة للمنظمة أورتوغرول أباكان.

وأعرب كاراسين عن أمله في أن يكون لاجتماع برلين تأثير في تحركات كييف المقبلة، وعلى الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن خطة للمستقبل.

من جهة أخرى، أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن كييف لم تنفذ التزامها بإجراء إصلاح دستوري، معرباً عن أسفه لاستبعاد ممثلي دونيتسك ولوغانسك عن المشاركة في أية مبادرات دولية.

وقال إن «عمليات ما بدأت تتطور، ويتعلق ذلك قبل كل شيء بالقسم العسكري من اتفاقات مينسك، لكن العملية السياسية والإصلاح الدستوري للأسف لم يبدآ حتى الآن». كما أعرب عن شكوك بشأن إمكان طرح قضية عقد قمة جديدة لـ «رباعية النورماندي».

وفي السياق، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أندريه كيلين أن كييف لم تفعل شيئاً حتى الآن من أجل إعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية الاجتماعية مع شرق أوكرانيا.

وقال كيلين في كلمة ألقاها في المجلس الدائم للمنظمة إنه «يجب تنفيذ اتفاقات مينسك بالكامل. نلفت الانتباه إلى أن كييف لم تفعل شيئاً حتى الآن حول بنود مينسك المتعلقة بإعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية الاجتماعية مع دونباس واستئناف دفع المعاشات والمعونات الاجتماعية».

وأعرب عن أمله في تفعيل الحوار في مجموعة الاتصال الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية وتشكيل لجان عمل لمختلف المجالات بأسرع ما يمكن، مؤكداً أنه يمكن حل الأزمة فقط في حال توصل الأوكرانيين أنفسهم إلى اتفاق فيما بينهم، داعياً كييف إلى إيجاد لغة مشتركة مع القوى السياسية كافة والمناطق في البلاد والتخلص من التطرف والتشدد القومي.

من جهة ثانية، دعا الدبلوماسي الروسي إلى عدم تجاهل محاولات تأجيج الفتنة الطائفية في أوكرانيا، مشيراً إلى تعرض مسيحيين وقساوسة أرثوذكس للإهانة والتخويف.

ونقلت وكالة دونيتسك للأنباء أمس عن وزارة الدفاع في «جمهورية دونيتسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد في شرق أوكرانيا أن القوات الأوكرانية خرقت نظام الهدنة خلال الساعات الـ24 الأخيرة 15 مرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى