حنا لـ«المركزية»: ضعف المسلّحين لوجستياً يبقي المبادرة في يد الجيش اللبناني
إزاء المعلومات التي تتحدث في شكل شبه يومي عن حشد «جبهة النصرة» عديدها والعتاد في القلمون استعداداً لشن هجوم على الجيش اللبناني، طمأن العميد المتقاعد الياس حنا الى ان للجيش وعياً تكتياً، ويأخذ احتياطاته في أي نقطة يمكن ان يهجم منها المسلحون وهو متمركز اليوم في المواقع الامامية.
وأشار حنا الى ان «عامل الطقس مهم جداً ويقال ان المعارك قد ترتفع وتيرتها بعد ذوبان الثلج وهو الاسلوب المسمى «Spring Offensive» أو هجوم الربيع الذي تعتمده طالبان والقاعدة في أفغانستان مثلاً». لكنه سأل: «ماذا يعني الحشد؟ قال: «عندما تحشد النصرة للقتال بطريقة تقليدية، تصبح هدفاً سهلاً للجيش السوري الذي يملك الطيران وللجيش اللبناني الذي يمتلك طوافات ومدفعية وقدرة نارية لا بأس بها»، مضيفاً: «عندما ألهت النصرة الجيش في الهجوم سابقاً، كان ذلك لأنها فاجأته ولم يكن يتوقع الهجوم، لكن لا يمكن ان يتفاجأ الجيش مرتين من العدو نفسه وفي المكان نفسه ووسط المعطيات ذاتها».
وتابع: «صحيح انه تمت مباغتة الجيش مرتين، مرة في عرسال ومرة في تلة الحمرا في رأس بعلبك، لكنه بات اليوم يملك الوعي التكتي للمكان والزمان ويأخذ احتياطاته في أي نقطة يمكن ان يأتي منها الهجوم وهو متمركز في المواقع الامامية»، لافتاً الى ان «السلاح الذي تلقاه ولو أنه لا يغير معادلات عظيمة، الا انه يعطيه اضافة نوعية».
وأكد حنا ان «العمليات التي نفذها حزب الله والجيش السوري في جنوب دمشق، ساهمت في قطع طريق التواصل بين الجنوب السوري والخاصرة اللبنانية»، لافتاً الى ان «هذا لا يعني ان لا خطر، فالخطر موجود وهناك مناوشات، لكن ليس في الحجم الذي يتم تصويره، فالعامل اللوجستي أي تأمين العديد والعتاد يشكل نقطة ضعف للنصرة وهذا يبقي المبادرة في يد الجيش اللبناني الذي يمكن ان يحضّر مع حزب الله لهجوم». وقال: «دخول الجيش اللبناني سورية مستبعد، وهو ينسق مع حزب الله ولو في شكل سري، أما تنسيقه مع الجيش السوري فله بعد سياسي لا يمكن لأحد تخطيه في لبنان».
واذ أوضح ان «النصرة وداعش يواجهان مشاكل كبيرة في شمال سورية»، تحدث أيضاً عن خلافات بين التنظيمين، كما ان «داعش تواجه مشاكل في كوباني وتكريت والعراق، لذلك فالاهتمام ينصب اكثر على تلك المنطقة في الوقت الراهن».