قصائد شعريّة للأطفال دون العاشرة في مجموعة «أقمار الدنيا»

قصائد قصيرة للأطفال دون سن العاشرة كتبها الشاعر جيكر خورشيد في مجموعة شعرية حملت عنوان «أقمار الدنيا» خاطب فيها عقول الأطفال ودعاهم إلى بساتين شعرية قوامها الأخلاق النبيلة وحب الطبيعة والناس. ويبدأ الشاعر من محبة الطفل لأبويه ومعلمه، إضافة إلى الطرائق الايجابية التي يستخدمها في تعامله مع الطبيعة والكون بغية إنشاء جيل وطني، فهو يزرع الأمل والفرح في نفوس الأطفال ويصور لهم الدنيا والكون بمكوّنات جمالية تخلو من الكذب والخوف وتقتصر على المحبة والبهاء. يقول في قصيدة «أقمار الكون» «يا أطفال كالأقمار غنوا غنوا كالأطيار نملأ هذا الكون صياحا نشدو نرقص كالأوتار نقفز فوق العشب الزاهي نتدفق مثل الأنهار». والشمس عند الشاعر تحكي وتصغي، فيدفع الطفل إلى مخاطبتها وثمة بينهما علاقة حميمة فيطلب منها أن تضيء له وأن توقظ بنورها البلبل الجميل الذي سيعزف له ألحاناً عذبة ثم يتخيل نفسه غيمة تمطر على الأرض فتساهم في إنماء الخير وفرحة الإنسان. يقول في قصيدة «شمس الكلمات»:

«ألا يا شمس كلماتي أضيئي بالهوى ذاتي/ وخلي بلبلي يصحو… ويشدو سحر أبياتي/ تعالي غصن زيتون وطيري كالحمامات/ لعلي غيمة أعدو وأهمي فوق واحاتي»

كما يزرع الشاعر القيم النبيلة بين الطفل وأبويه وينمي ظاهرة الحنان لتنمو العلاقة بينهم وتصبح أعظم وأسمى، فالأب والأم هما الأحبّ للإنسان. يقول في قصيدة «أمي .. أبي»: أمي أبي إليكما قلبي يحن دائما/ كم أدمع سخية .. علي قد سكبتما/ لسوف أبقى أبدا أرفع رأسي للسما/ أدعو أهي راجيا عيشا سعيدا لكما».

يعتمد الشاعر خورشيد على القصة الشعرية فيربط بين النغمة الموسيقية وارتفاع وتيرة الحدث الذي يبدأ به النص، ثم يسلسل المعاني بتوازن رقيق، كما في قصيدة «معلمي»: أهواك يا معلمي .. يا قدوتي وملهمي/ أراك مثل شمعة تنير حولي عالمي/ أنت الذي أطلقتني .. كمارد من قمقم»

يلجأ الشاعر أيضاً إلى انتقاء التفعيلات التي تهز مشاعر الأطفال وتحضّهم على الفرح والرقص كما في قصيدة «عصفوري»، جاعلاً العلاقة فيها بين الطفل والعصفور علاقة تعتمد على المحبة والتعايش الجميل:

«عصفوري أجمل عصفور يتنقل حولي ويدور/ عصفوري ينقر شباكي فأراه خلف البلور/ يشدو لي حتى يوقذني فأفيق وقلبي مسرور».

تتفاوت قصائد المجموعة الصادرة لدى الهيئة السورية للكتاب في 34 صفحة من قطعاً كبيراً بين مستوى ممتاز وآخر عادي فتفوقت القصائد الأخيرة في المجموعة على القصائد الأولى، وتبدو قصيدة «عصفوري» أكثر تماسكاً لناحية البنية التركيبية وانسياب النغمة الموسيقية من قصيدة «أقمار الدنيا» غير أن قصائد المجموعة كلّها تعتبر قفزة نوعية في أدب الأطفال إذ تساهم في ترسيخ قواعد الأدب الأصيل بنفوس أطفالنا وزرع القيم السامية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى