اميل لحّود القوى السياسية أمام امتحانات وطنية
أكد النائب السابق اميل اميل لحود «أن ما يحكى عن صفقة تتصل بالمدعو فضل شاكر، يأتي ضمن مسلسل التفريط بدماء شهداء الجيش من قبل البعض في السلطة السياسية، والتنازل عن هيبة الدولة لمصلحة سلطة المذاهب التي أخرجت شادي المولوي وغيره من السجن وهربته مع آخرين أيضاً إلى مخيم عين الحلوة أو إلى خارج لبنان وأسقطت عشرات الضحايا بين جبل محسن وباب التبانة لتصرف لاحقاً في مكافآت وزارية».
وسأل لحود في تصريح امس: «هل علينا أن نصدق أن فضل شمندر ليس مذنباً، وأن الموقوفين الذين يخرجون من السجن على رغم تورطهم في محاربة الجيش كانوا يدافعون عن أنفسهم»؟
ورأى أن «القوى السياسية كلها أمام امتحانات وطنية، فإن وافقت على هذه الصفقة أو وقفت في موقف المتفرج منها، فعلى الشعب أن ينتفض عليها وأن يرفض أن يكون دم جيشه مجرد حساب في بنك السياسة، يتحول سنداً ليباع أو يوضع في حساب بحثاً عن فائدة سياسية».
وعلى صعيد آخر، أشار لحود الى «أن البعض في فريق 14 آذار لم يعد يملك سوى التحريض لتجييش جمهوره في ظل عجزه عن حشده في مناسباته، بعد أن اعتمد في ذلك على استغلال الدم لسنوات».
واستغرب «ما يروج له عن مخططات لاستهداف شخصيات في هذا الفريق»، مذكراً أن شقيق النائب السابق علي عيد اغتيل منذ أيام وسبق ذلك تفجيران انتحاريان في جبل محسن»، سائلاً: «هل بات دم شهداء فريقنا السياسي مباحاً ودم شهدائهم محمياً»؟
ولفت الى «أن الاستمرار في الامتناع عن اتخاذ قرار سياسي بالتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري يزيد من حجم خطر الإرهاب الذي يتعرض له لبنان وشعبه، خصوصاً أن الجيش السوري يملك معلومات وخبرة في محاربة المجموعات الإرهابية، وذلك خشية أن يفسر ذلك بأنه اعتراف بشرعية القيادة السورية، وكأن هذه القيادة في انتظار بعض السياسيين الذين نموا في ظلها قبل أن ينقلبوا عليها، في حين أن هذه الشرعية باتت مكرسة على صعيد العالم بقطبيه، خصوصاً أن المعركة في سورية هي التي تحدد مسار الخريطة الدولية الجديدة».
ورداً على الموقف الأخير للسفير الأميركي في لبنان الذي انتقد تدخل حزب الله في سورية، قال لحود: «إن الإدارة الأميركية هي آخر من يحق له التحدث عن التدخل في شؤون الآخرين، فسلوكها لم يؤد سوى إلى حروب ومآس وانتشار للإرهاب، بوجهيه «الإسرائيلي» والتكفيري».
وتابع: «يأتي تدخل حزب الله في سورية لأن المواجهة الميدانية هي الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب الذي تسلل الى لبنان وأسقطت تفجيراته عدداً كبيراً من الضحايا، من دون أن تنفع الضربات الجوية حتى الآن، في وقت تعمد تركيا ودول عربية على تدريب الإرهابيين وتسليحهم وتسهيل مرورهم الى سورية، وصولاً إلى الحدود مع لبنان».
واختتم: «إن من يحمي لبنان من خطر الإرهاب ليس، بالتأكيد، تصريحاً لسفير أو لسياسي، بل هي تلك الأيادي القابضة على البنادق وعينها على الحدود والداخل، في مواجهة العدوين «الإسرائيلي» والإرهابي، سواء من الجيش اللبناني أو المقاومة».