وزيرة الثقافة الكولومبيّة: الثقافة حلّ وحيد لنشر السلام

«الثقافة والقراءة هذان هما رهاني كولومبيا» لخلق مدنيين محترمين يمتلكون حساً نقدياً يفيد كأداة رئيسية في تحقيق السلام، خاصة في مرحلة «ما بعد الصراع المسلح» الذي استمر أكثر من نصف قرن بين الحكومة والمتمردين وانتهى بمفاوضات حدثت في السنوات الأخيرة في هافانا.

إنّه بعض ما قالته وزيرة الثقافة الكولومبية ماريا غارثيس كوردوبا، في المعرض الدولي للفن المعاصر في مدريد، مؤكدة أن «الإبداع الفني والتمتع به قادر على خلق أفق جديد للبلد، وهو يعلم الناس قبول الصراعات بطريقة أخرى، سواء الفردية أو الجماعية والقومية. أما القراءة فهي الأداة الأساسية لتطوير البلد».

أضافت كوردوبا أن زيادة الحضور الفني لكولومبيا في المشهد العالمي نتيجة طبيعية للمواهب الفردية وللسياسات العامة والخاصة، مشيراً إلى أن وزارة الثقافة التي أنشئت عام 1997 بعدما كانت هيئة معنية بالثقافة، تقوم بدور المسهِل للأنشطة الثقافية والسياسية والاقتراحات الإقليمية، وهي لا تفكر في «الدولة فحسب بل في الحوار مع المناطق من خلال المساعدات والدعم والمنح والبرامج المختلفة في بلد يتمتع بثقافة متنوعة واحتياجات ومتطلبات مختلفة. وأردفت الوزيرة الكولومبية قائلة: «الفنون التشكيلية المعروضة هذا الأسبوع في مدريد دليل قاطع على هذا التنوع الثقافي داخل البلد الواحد، كما أنه انعكاس للاستراتيجية التي تجمع أربعة مشاهد تتكامل في ما بينها: أولها الموهبة الفردية للفنانين، وثانيها الكلّيات السبع عشرة للفنون الجميلة في كولومبيا والتي يعمل طلابها ومدرّسوها على تحفيز الإبداع في مدنهم، وفي الوقت نفسه يطوّر الطلاب/ الفنانون مشاريعهم وفضاءاتهم في المدن البعيدة عن مسرح الحوادث في تلك الجامعات، من خلال مبادرات خاصة أو من خلال منح واتفاقيات مع الحكومة. إن المشهد الثالث يشير إلى الصالون الوطني للفنانين الذي بدّل شكله، منذ بداية هذا القرن، إذ أضحى أولاً محفزًا للمبدعين للمشاركة في الصالونات الإقليمية، ثم إن الأعمال التي تعرض هناك تعرض من ثمّ في الصالون الإقليمي، ومن هناك تخرج إلى الصالون الوطني. وهذه المراحل الثلاث تعطي بعدًا آخر للإبداع إذ يؤدي تعدد أماكن العرض لكثرة عدد المشاهدين».

المشهد الرابع، تقول الوزيرة، هو ما يسمى بـ «معرض الفن في بوغوتا» الذي أنشأته عام 2005، غرفة التجارة، «وهناك نجد غاليريات من كولومبيا والعالم أجمع، ما يسمح، بحسب كوردوبا:»بزيارة الفنانين والخبراء الدوليين ويعطي مساحة للتركيز مع الفنانين الكولومبيين وبعدها شراء أعمالهم والترويج لها في مناطق مختلفة من العالم».

تعاون الثقافة الكولومبية مع الفنانين كان نتيجته توسيع المشهد الفني وإثراءه، وبدأ مع فنانين مثل فرناندو بوتيرو، مرورًا بالمعاصرين دوريس سالثيدو، وصولاً إلى الأكثر شباباً مثل أوسكار مورييو.

في جانب آخر، تؤكد الوزيرة أن مركز الثقافة الكولومبية هو الكتاب، القراءة، وتشير إلى أن 37 من موازنة الوزارة، أي نحو 156 مليون يورو، موجهة للتشجيع على القراءة وإنتاج الكتب وإنشاء المكتبات العامة. وهو النشاط الذي يتم بالتعاون مع وزارة التعليم. وتضيف: «نريد إرساء جذور المتعة بالكتب وألا يشعر الطالب مثلاً بأنّه واجب إلزامي».

تبرهن الوزيرة عن أهمية ذلك بوجود 7 آلاف و900 معهد «للإقامة العائلية»، وهي بيوت تستقبل الأطفال من سن صفر إلى ست سنوات من العائلات الفقيرة لتربيتهم وزرع عادة القراءة فيهم وتعليمهم الفنون. بالإضافة إلى المراكز الثقافية المزودة مكتبات لجذب الأطفال إلى الكتاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى