قنديل لـ«سما الفضائية»: هناك يقين أميركي بتجاوز مرحلة الخطر على الاتفاق مع إيران
أكد رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل أن «الاتفاق الإيراني الغربي حول الملف النووي قد تم، أي بمعنى عندما يخرج رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي وهو شخص ذو موقع مسؤول ليعلن النقاط التي جرى التوصل إليها، هذا يعني أن هذه هي نقاط الخلاف ويحدد الوجه الذي تمت معالجة سائر نقاط الخلاف فيه والتي فيها عدد أجهزة الطرد المركزي التي ستشغلها إيران بعد الاتفاق، والتي كانت موضوعاً خلافياً في المفاوضات».
وأضاف قنديل: «المسألة الثانية هي مصير مفاعل آراك النووي الذي يعمل على الماء الثقيل وينتج البلوتونيوم وليس اليورانيوم المخصب والذي هو الأسرع لبلوغ قنبلة نووية والذي تم تثبيته كما هو وتم تثبيت مجمع فورود النووي ليكون غرفة عمليات نووية لكل المفاعلات ومركزاً للأبحاث النووية، وفي المقلب الآخر كانت أميركا تطلب وجبات تفتيش مصرح بها يقبلها الإيرانيون وقد قبلوها».
وأشار إلى أن «المنهج الذي جرى الاتفاق عليه لمتابعة قضايا الخلاف والذي يقول إنه لا تغير إيران أي بند من بنود برنامجها النووي، بل تلتزم فقط نقطة واحدة هي أن لا تحتفظ باليورانيوم أو البلوتونيوم مخصب لديها يزيد عن حاجتها لمدة شهر وهو ما قبله الإيرانيون وهذا يندرج في الشق التقني».
أما في الشق السياسي، اعتبر قنديل: «شهدنا إشارات توضحت بعدم موافقة الرئيس باراك أوباما على استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومقاطعة خمسين شخصية أميركية لخطاب نتنياهو، وهذا يعبر عن حجم الثقة واليقين لدى الإدارة الأميركية بأنها قطعت مرحلة الخطر على مصير الاتفاق والإشارة الأخرى هي ذهاب وزير الخارجية جون كيري إلى مونترو في سويسرا واستقبال نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، بينما ما زال نتنياهو موجوداً في أميركا».
وأوضح قنديل أن «كلام كيري في السعودية منذ أيام هو جزء من الترضيات التي لا بد منها للحلفاء، وهو ما يحرص عليه الأميركيون بأن يكون للسعودية دوراً في المرحلة المقبلة»، وأضاف: «أن رصيد ايران ارتفع بفعل ما أنجزه حلفاؤها في المنطقة فضلاً عن نجاحاتها».
ورأى أن «روسيا نجحت مع الرئيس فلادمير بوتين في فرض نفسها لاعباً أساسياً، وقد استردت النفس في الأزمة السورية بأنها تستطيع تعطيل مشروع الهيمنة الأميركية ثم استردت النفس عام 2013 الذي توج بلقاء كيري ـ لافروف وزير الخارجية الروسي الذي حُسم بأن روسيا لا يمكن من دونها حل الأزمة السورية، مشدداَ على ان اتفاق أوكرانيا هو تنفيذ للمشيئة الروسية وهو ذهاب الرئيس فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى مينسك ليعلن بوتين الاتفاق من هناك، وهو نصر لبوتين على رغم الحرب الاقتصادية القوية ضد روسيا».
وأكد قنديل أن «سورية وإيران والعراق ليست بحاجة إلى المعونة السعودية لتلافي الفتنة، مشيراً على أنه للمرة الأولى منذ بدء العدوان على داعش نشهد هذا التزامن في الهجوم العسكري في سورية والعراق، فنحن أمام خطة منهجية لاسترداد مواقع استراتيجية مهمة وحاسمة وهذا ما نشهده في الجنوب والشمال السوري». ولفت إلى «ان هناك قراراً اتخذه حلف المقاومة باجتثاث داعش من تاريخ عملية القنيطرة على قاعدة إخراج السعودية من المعادلة وكف اليد «الإسرائيلية» بمعادلة الردع والآتي على تركيا إما أن تردع أو تواج «.
وتوقع قنديل أنه «في اللحظة التي يكون فيها القرار الروسي ـ الأميركي يسير على سكة الحل سنجد تتويجه هو بإعلان التفاوض السياسي بين جمهورية شرق أوكرانيا وحكومة كييف وهو يحتاج لشهرين وترجمته ببدء إعلان الاتفاق الغربي ـ الإيراني على الملف النووي، لنشهد بعدها حسماً عسكرياً لمواقع في سورية يحتاجها الأميركي ليقول لحلفائه إن اللعبة انتهت».