ظریف: نحن الرابحون سواء نجحت المفاوضات أم لا

قال وزیر الخارجیة الإیراني محمد جواد ظریف: «سواء نجحت المفاوضات أم لا، نحن الرابحون، لأن ما حققناه من مكاسب وإنجازات خلال هذه السنوات تمثلت بالعزة والاتكاء علی الذات، هذه المكاسب التي لا یمكن أن تلغی، والأمریكیون والغرب قبلوا بهذه الحقیقة».

وخلال حديثه أمام مجلس خبراء القیادة في إيران، قدم ظريف تقریراً عن آخر اجراءات فریق التفاوض النووي والسیاسة الخارجیة للجمهوریة الإسلامیة في إيران علی الصعید الدولي.

وأشار الوزير الإيراني إلی رسالة 47 سناتوراً أميركیاً إلی المسؤولین الإیرانیین بخصوص إلغاء جمیع الاتفاقات بعد انتهاء دورة الرئیس أوباما، وقال: «هذا النوع من الرسائل التي تعتبر غیر مسبوقة وغیر دبلوماسیة، في الحقیقة تؤكـد لنا أن الولایات المتحدة غیر قابلة للثقة».

وأضاف أن «مكاسب الغرب، تمثلت بأداة الحظر والضغوط علی الأمم المتحدة والتي بدأت بعد انتصار الثورة وتسخیر وكـر التجسس الأميركي ولم تكن جدیدة علی إیران».

وفي السياق، اعتبر جو بايدن نائب الرئيس الأميركي محاولة الجمهوريين إفشال الجهود الدبلوماسية الخاصة ببرنامج إيران النووي «خطأ خطيرا»، محذراً من احتمال الخيار العسكري.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض أمس إن «المفاوضات الحالية تقدم أفضل الآفاق لسنين طويلة من أجل تجاوز الخطر الجدي الذي تمثله طموحات إيران النووية. ويعتبر تعطيل الحل السلمي خطأ جدياً، خصوصاً أن الدبلوماسية ما زالت تعمل». وأكد أنه «من دون الدبلوماسية أو زيادة الضغط على إيران يزيد احتمال اللجوء إلى القوة العسكرية، وذلك في وقت تقوم قواتنا بمحاربة الدولة الإسلامية».

وذكر نائب الرئيس الأميركي بأن الغالبية الساحقة من الاتفاقات الأميركية الدولية تعمل دون مصادقة الكونغرس، مشيراً بهذا الخصوص، كمثال قريب على نجاح الدبلوماسية، إلى الاتفاقات الروسية – الأميركية المشتركة إزاء حل مشكلة السلاح الكيماوي السوري.

وكان البيت الأبيض قد ندد بشدة بالموقف الذي وصفه بـ «المنحاز» لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين وجهوا رسالة إلى طهران مفادها أن أي اتفاق نووي قد تعقده مع الرئيس باراك أوباما لن يستمر بعد أن يترك الحكم.

وقال المتحدث باسمه جوش إيرنست إن هذه الرسالة تشكل «استمراراً لجهد منحاز يهدف إلى إضعاف قدرة الرئيس باراك أوباما على قيادة السياسة الخارجية»، مضيفاً أن «هذا يعني أن الجمهوريين يقولون بوضوح إن هدفهم هو تقويض المفاوضات. هذا الأمر يطرح تساؤلات فعلية عن هدف أولئك الذين وقعوا على هذه الرسالة».

وأشار أرنست إلى أن المفاوضات ليست فقط بين الولايات المتحدة وإيران، ولكن بين إيران ومجموعة دول 5+ 1 التي تضم الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا، داعياً الجمهوريين إلى تقديم اقتراحات حقيقية بدل محاولة إضعاف موقف أوباما.

من جهة أخرى، انتقد الرئيس الأميركي رسالة بعض أعضاء الكونغرس، ووصفها بالتحالف الغريب بين أعضاء في الكونغرس والمتشددين الإيرانيين.

جاء ذلك في وقت أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم تستطع توضيح الجانب العسكري المحتمل في برنامج إيران النووي خلال مفاوضاتها في طهران التي أجريت أول من أمس.

في حين أكد نائب الأمين العام للوكالة الدولية تيرو فاريورانتا الذي ترأس الوفد في اجتماع طهران إحراز تقدم في تبادل المعلومات بشأن برنامج إيران النووي، وقال للصحافيين في فيينا لدى عودته من الاجتماعات «هذه القضايا تستغرق وقتاً لحلها ونحن نحلها»، مشيراً إلى أن الاجتماع التالي سيعقد في طهران الشهر المقبل، واستطرد: «نتوقع أيضاً أنه في منتصف نيسان ستكون هناك إجراءات جديدة مقترحة».

وأبرمت إيران مع الوكالة في تشرين الثاني من عام 2013 اتفاقاً إطارياً يلزم طهران تقديم المعلومات حول المسائل التي تهم الوكالة، ويسمح لها بالاطلاع على الوثائق والوصول إلى العاملين والمنشآت بهدف تبديد شكوك المجتمع الدولي حول برنامجها النووي.

ونفذ الاتفاق في البداية بشكل ديناميكي إلا أنه لم يعد يعطي نتائج ملموسة منذ صيف العام الماضي. وتجرى المفاوضات بين إيران والوكالة بشكل مستقل عن مفاوضاتها مع السداسية إلا أنها تتبادل التأثير.

من جهة أخرى، أعلن سفير ومندوب إيران الدائم في الوكالة الدولية رضا نجفي أن الاجتماع المقبل بين إيران والوكالة سيعقد منتصف الشهر المقبل، مشيراً إلى المحادثات التي أجريت بين الجانبين الاثنين في طهران، وقال: «إن المحور الأساس لهذا الاجتماع هو الخطوتان العمليتان المتبقيتان، إذ تبادلنا وجهات النظر حولهما بإسهاب وتم بحث ومناقشة المزيد من المعلومات في هذا الصدد»، مضيفاً: «إنه تم الاتفاق على مواصلة التعاون ودراسة التسريع في هذا التعاون وتقرر عقد اجتماع آخر في طهران منتصف نيسان».

ووصف نجفي الاجتماع بالجاد وتناول القضايا الفنية، وأضاف: «إن الأسئلة والردود أثبتت أن الطرفين عازمان جدياً على التعاون ونأمل بأن نحقق تقدماً أكبر في المستقبل».

وشهدت طهران جولة جديدة من الاستشارات التقنية بين الوكالة وإيران، التي كان عليها تقديم معلومات حول الجانب العسكري المحتمل في برنامجها النووي منذ آب الماضي غير أنها لم تفعل ذلك.

وترأس وفد الوكالة الدولية إلى طهران نائب مديرها العام للضمانات تيرو فاريورانتا. وجرى في شباط الماضي لقاء بين مدير الوكالة يوكيا أمانو ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وبعده مع نائبه عباس عراقجي، أعلن بعدهما أمانو أن على إيران تسريع تقديم المعلومات، وأن عملية توضيح الجانب العسكري المحتمل في برنامجها النووي «لا يمكن أن تطول إلى ما لا نهاية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى