روسيا تخرج من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا
أعلنت روسيا خروجها الكامل من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا ابتداء من يوم أمس بعد أن علقت العمل بهذه المعاهدة عام 2007.
جاء ذلك في بيان لرئيس الوفد الروسي إلى مفاوضات فيينا حول مسائل الأمن العسكري والرقابة على الأسلحة أنطون مازور في الجلسة العامة لفريق التشاور المشترك حول معاهدة القوات التقليدية في أوروبا.
وأوضح مازور أن الجانب الروسي حاول خلال سنوات طويلة الحفاظ على نظام الرقابة على الأسلحة التقليدية، وبادر إلى إجراء مفاوضات بشأن تكييف معاهدة القوات التقليدية، إلا أن دول حلف شمال الأطلسي فضلت تجنب التزام قواعد الاتفاق من خلال توسيع الحلف.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو قررت عام 2007 تعليق العمل بالمعاهدة المذكورة لكنها لم توقف مشاركتها في عمل فريق التشاور بهدف إقامة نظام جديد للرقابة على القوات التقليدية، إلا أن الحوار بهذا الشأن توقف عملياً عام 2011.
وأكد مازور أن خروج روسيا من معاهدة القوات التقليدية في أوروبا لا يعني رفضها الحوار حول إقامة نظام جديد للرقابة على القوات التقليدية في أوروبا يخدم مصالح روسيا وغيرها من الدول الأوروبية في حال تهيئة الظروف لذلك.
من جهة أخرى، قال ميخائيل أوليانوف مدير قسم شؤون عدم الانتشار والرقابة على الأسلحة في الخارجية الروسية أمس إن بلاده لن تعود إلى معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، مشيراً أن المعاهدة المذكورة وضعت أثناء وجود حلف وارسو، وبالتالي فإنها غير متناسبة مع الواقع الحالي.
وأكد الدبلوماسي الروسي أن موسكو مستعدة لإجراء مفاوضات لصوغ اتفاق جديد للرقابة على الأسلحة التقليدية في أوروبا، لكنها لا ترى أية خطوات سياسية من قبل الغرب في هذا الاتجاه. وقال: «لدى اتخاذ القرار بشأن تعليق معاهدة القوات المسلحة التقليدية أكدنا استعدادنا لوضع اتفاق جديد يتناسب مع الواقع الحالي وتقوم على مبادئ المساواة. نحن ما زلنا مستعدين لمثل هذه المفاوضات، ويبدو أن الشركاء في الناتو يدلون بتصريحات مشابهة، إلا أننا لا نرى أية خطوات عملية من جانبهم».
وقررت دول «الناتو» أخيراً تعزيز قواتها في دول شرق أوروبا. وبدأت الولايات المتحدة منذ يومين بنشر 3 آلاف جندي لإجراء مناورات في دول بحر البلطيق تستمر لمدة ثلاثة أشهر، وذلك في إطار عملية «أتلانتيك ريزولف».
وكانت معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا قد وقعت في 19 تشرين الثاني عام 1990 في باريس من قبل ممثلي الدول الأعضاء في حلف «الناتو» وكذلك أعضاء حلف «وارسو»، ودخلت حيز التنفيذ في 9 تشرين الثاني عام 1992.
ونصت المعاهدة على الحد من القوات التقليدية لدول الحلفين العسكريين وكذلك الحد من نشر القوات على خط التماس بين الحلفين، بهدف منع وقوع هجوم مفاجئ وشن هجمات واسعة النطاق في أوروبا.
وجرى تطوير المعاهدة بسبب تغير الوضع السياسي العسكري في أوروبا لاحقاً بسبب زوال حلف «وارسو» بعد توقيع اتفاق بهذا الشأن في براغ في 1 تموز عام 1991 وتفكك الاتحاد السوفياتي في أواخر العام نفسه، وكذلك توسع حلف شمال الأطلسي.
تجدر الإشارة إلى أن بولندا والتشيك وهنغاريا انضمت إلى حلف «الناتو» عام 1999، ثم انضمت كل من بلغاريا ورومانيا ولاتفيا وليتوانيا وإستونيا وسلوفاكيا وسلوفينيا إلى الحلف في 2004، وحصلت كرواتيا وألبانيا على العضوية الكاملة فيه عام 2009.
وتم في قمة اسطنبول لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي في 19 تشرين الثاني عام 1999 توقيع اتفاق حول «تكييف المعاهدة»، إلا أنه لم يدخل حيز التنفيذ بسبب امتناع معظم الدول الموقعة عليه عن تصديقه.
وفي 13 تموز عام 2007 وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً حول تعليق الاتحاد الروسي التزامه بمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا والاتفاقات المتعلقة بها.
وفي السياق، تعتزم رابطة الدول المستقلة إجراء مناورات عسكرية جنوب روسيا باستخدام منظومات الصواريخ «إس-300» و»إس-400» بالإضافة إلى راجمات القذائف الصاروخية «بانتسير-إس».
وأعلن ممثل قوات الدفاع الجوي-الفضائي الروسية أليكسي زولوتوخين أمس أن ممثلي القوات المسلحة للدول المنضمة لنظام الدفاع الجوي الموحد في رابطة الدول المستقلة، ناقشوا الاستعدادات للتدريبات المزمع إجراؤها في أيلول المقبل في قاعدة آشولوك قرب أستراخان الجنوبية.
وأوضح زولوتوخين أن الضباط «تعرفوا إلى خصائص الإعداد العملي عن طريق منظومات تدريبية خاصة باستخدام منظومات الصواريخ «إس-300-فافوريت» و»إس-400-تريومف» إضافة إلى الراجمات «بانتسير-إس» والتي ستشارك في تدريبات «الصداقة الحربية – 2015» في جنوب روسيا.
كما تطرق الضباط الى موضوع العمل المشترك على إعداد ضباط مؤهلين للنظام الموحد لقوات الدفاع الجوي في رابطة الدول المستقلة. وتم النظر في آفاق تطوير هذا النظام والتدرب على عملية التحكم بالقوات لدى مواجهة قصف جوي كثيف، ومواجهة التهديد الإرهابي في الجو، واختطاف الطائرات.
وذكر في وقت سابق أن مناورات «الصداقة الحربية – 2015» ستصبح أهم نشاطات الإعداد العسكري لقوات الدفاع الجوي-الفضائي.