أبو فواز: ما يحدث في بلادنا سيحدّد وجه أمتنا والعالم العربي والعالم أجمع لسنوات طويلة مقبلة

أقامت مديرية أوتاوا في الحزب السوري القومي الاجتماعي بمناسبة عيد مولد باعث النهضة الزعيم أنطون سعاده في قاعة كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس، بحضور عميد شؤون عبر الحدود في الحزب سامي أبو فواز، وعضوَي المجلس القومي حبيب حجار ونزار سلوم، ومدير المديرية يوسف الغريب وأعضاء الهيئة. كما حضر قنصل لبنان في أوتاوا سامي حداد، سفير فلسطين في كندا سعيد حمد، ممثل رئيس بلدية أوتاوا عضو المجلس البلدي الياس الشنتيري، الآباء غطاس حجل ـ كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس، مكاريوس وهبي ـ كنيسة الروم الكاثوليك، فادي عطا الله ـ كنيسة السريان للأرثوذكس، إمام جامع الإمام علي الشيخ أبو عمار الجياشي، وفد جمعية «أهل البيت» في أوتاوا برئاسة السيد كمال فحص، وفد التيار الوطني الحر برئاسة أنور مفلح، وفد الجمعية الفلسطينية الكندية برئاسة برهان شحروري، وفد الجمعية السورية الكندية برئاسة المهندس منير يوسف.

أفتتح الاحتفال بالنشيدين الكندي والحزبي، ثمّ الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الأمة، وألقى عريف الاحتفال مذيع المديرية أحمد الحاج كلمة اعتبر فيها أن الاحتفال بمولد سعاده، هو احتفال بمقاوم أبى الظلم والعقم الفكري والتجهيل ومارس البطولة والعنفوان ورفض الاحتلال ورموزه.

ثم قدم النادي السوري الكندي عرضاً تصويرياً لمدة عشر دقائق تمّت فيه الإضاءة على فلسطين باعتبارها قضية قومية من خلال تحديد هويتها، وذلك في حوار حول التعابير المستخدمة وتصحيحها وشرح وتبيان ما يعني تغييب الذاكرة والتاريخ.

وألقى الغريب كلمة المديرية وجاء فيها: إنّ امتنا في الوقت الحاضر تعاني ما لا تعانيه أمة على وجه الأرض، لا في الحاضر ولا في الماضي، فالمستعمر الغربي قتل الهنود الحمر وأبادهم… وأطلقت قوى الشرّ الفكر الأصولي الديني، وأخذت تغذيه من خلف الستارة، مقهقهة لأفعاله، مصفقة لإنجازاته، وآخرها إحراق الطيار الأردني، وذبح عدد من العمال المصريين، وعرض هذه الأفعال المجرمة للعالم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كلّ ذلك لصبّ الزيت على النار وجعل أبناء الأمة، يغرقون في التفرقة والكره والتمزق والشرذمة، إنه العقل المخطط الذي جعل هدفه تدمير أمتنا تدميراً كاملاً، وعدم إبقاء حجر على حجر.

وألقى سرجون نحريب كلمة الطلبة باللغة الانكليزية فقدّم نبذة مختصرة عن بدايات الحزب، وأهمية العمل النهضوي، وأعرب عن اعتزازه بمعرفة الفكر القومي الاجتماعي.

وألقى الشنتيري كلمة عبّر فيها عن اعتزازه بالفكر النهضوي المتقدّم عند سعاده، ودوره الرائد في إعطاء المرأة حقوقها، وفي الحياة الاجتماعية والحقوقية منذ بداية تأسيس الحركة القومية الاجتماعية.

وأكد أبو فواز في كلمته، أننا في بلاد الاغتراب وفي الوطن وأينما وُجدنا، نحن أبناء سورية الموحدة، بثوابت قسمنا نعتصم لنؤكد أننا النهضة الحقيقية والتعبير الأكمل والأجمل والأحقّ عن أمتنا.

ولفت إلى أنّ الأمة تعيش حالياً أصعب محطاتها التاريخية، إلا أنّ ذلك لا يثنينا ولا نرى إلا الأمل في بلادنا. فما تشهده أمتنا هو مخاضٌ عسيرٌ لمدنيتها وللوعي السوري القومي الاجتماعي فيها… وما السير بين كلّ هذه المآسي إلا طريقٌ آخره نور مهما أظلم، فأبناء الحياة في بلادنا، هم مقاوموها والواعون المشروع التفتيتي الذي يتربّص بها، هم سيف أمتنا وترسها وسيذودون عنها حتى الاستشهاد.

واعتبر أبو فواز أنه لا بدّ من الربط بين الصراعات التي يشهدها العالم، في ظلّ الأطماع الغربية ببلادنا، والتقسيم الذي حلّ بأمتنا بموجب اتفاقية سايكس ـ بيكو ووعد بلفور ونشوء الدولة اليهودية في جنوبنا السوري، في فلسطين، وهيمنة دولية يقودها منتصرو الحرب، حماة الأمم المتحدة كما يدّعون…

وأشار إلى أنّ المعركة التي تدور في أوكرانيا لا تنفصل عن تلك المعركة التي تدور في الشام، وقد تختلف وجوه من يدير رحى القتال بينهم إنما النتيجة واحدة، من يسيطر، أميركا ومن معها أم القوى التي ترفض هذه التبعية والممثلة اليوم بروسيا وإيران والشام ودول أميركا الجنوبية وعدد من الدول التي أثبتت فعلاً أن لا وجود لقطبية دولية واحدة، بل هناك مصالح وشعوب وقوميات يجب أن تحترمها هذه الدول المهيمنة التي تسخّر القوانين الدولية لمصلحتها، وإن لم تحترمها بالرضا فبحدّ السيف.

واعتبر أنّ ما يحدث في بلادنا، وفي الشام والعراق على وجه التحديد، سيحدّد وجه أمتنا والعالم العربي، والعالم أجمع لسنوات طويلة مقبلة.

وأضاف: لقد انتصرنا حين أعلنا المقاومة من فلسطين المحتلة إلى لبنان والشام والعراق وكلّ تراب أمتنا، في وجه الصهاينة وعملائهم من جماعات الإرهاب.

وشدّد أبو فواز على ضرورة أن نكون متّحدين لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضدّنا من كلّ حدب وصوب، فعدوّنا الصهيوني يعدّ العدة ونحن نعدّها أيضاً. ويجب ألّا يغيب عنا أنّ وحدتنا هي العدة الأقوى في مواجهته وفي مواجهة «داعش» وغيره من التنظيمات التي زرعها المشروع الأميركي ـ الصهيوني في بلادنا.

بعد ذلك جرى منح «وسام الثبات» لكلّ من علي محيي الدين عواضة وعادل نقولا الأيوبي، كذلك منحت المواطنة ياسمين طه «وسام الصداقة». كما قدمت مديرية أوتاوا ثلاث منح دراسية لطلاب متفوّقين للدراسة في الجامعات الكندية، وهم إدوار حداد، غادة أيوب وعلي طه. وتلقت المديرية بطاقة معايدة من وزير العمل في مقاطعة أوتاوا ياسر نكفي. وتخلل الاحتفال إنشاد أغانٍ قومية ووطنية قدّمها الفنان رامي بدر برفقة عدد من الموسيقيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى