بوتين: منعنا تطور الأحداث في القرم وفق سيناريو دونباس

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن خطوات موسكو الحازمة لضمان الاستفتاء في القرم قبل عام، كانت تنطلق من ضرورة منع تطور الأحداث وفق سيناريو دونباس بشرق أوكرانيا.

وقال الرئيس في مقطع من فيلم وثائقي ستعرضه قناة «روسيا 1» بعنوان «القرم… الطريق إلى الوطن الأم»: «عندما كنا نعمل في القرم بقدر كبير من الثبات والحزم، كنت أنطلق من احتمال مثل هذه العواقب المأسوية التي نراها اليوم في دونباس».

وأردف: «ولمنع مثل هذا التطور للأحداث، اضطررنا لاتخاذ الإجراءات الضرورية لمنح سكان القرم فرصة التعبير الحر عن إرادتهم. إن الهدف النهائي من كل ما حصل كان منح سكان القرم الفرصة ليعبروا عن الطريقة التي يريدون العيش وفقها مستقبلاً».

وفي وقت سابق، نقلت القناة مقطعاً آخر من الفيلم الوثائقي، قال فيه بوتين إن روسيا لم تكن لتتخلى عن سكان شبه جزيرة القرم بعد استفتائهم على الانضمام إليها، ولم تكن لتترك مصيرهم تحت رحمة القوميين.

وأضاف: «فكرت فيما لو قرروا أخذ صلاحيات أكثر بحكم ذاتي وقوانين مع بقائهم جزءاً من الدولة الأوكرانية فليكن لهم ذلك، لكنهم إذا ما اختاروا غير ذلك فلا يمكننا التخلي عنهم، وقد رأينا جميعا نتائج الاستفتاء وفعلنا ما كان واجباً علينا فعله».

وتابع الرئيس الروسي قوله إن القرم وسيفاستوبل أصبحتا منطقتين روسيتين فقط بعد إجراء استفتاء في آذار 2014، حيث اختارت غالبية السكان الانضمام إلى الاتحاد الروسي، ووفقاً لمعاهدة الانضمام يعتبر كل سكان القرم مواطنين روسيين، إلا إذا ما قدم من يرفض ذلك طلباً خطياً لإبقاء الجنسية الأوكرانية، وبحسب تقارير صادرة عن دائرة الهجرة الروسية فقد بلغ عدد من رفض الجنسية الروسية 3 آلاف و427 شخصا فقط من أصل نحو مليونين هم سكان القرم.

إلى ذلك، حذرت موسكو حلف «الناتو» وشركاءه من المخاطر التي تنطوي عليها توريدات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وأكد مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي ألكسندر غروشكو للصحافيين أمس، تحذير دول الحلف، في معرض تعليقه على الاجتماع الدوري الذي عقده مجلس الشراكة الأورو-أطلسية في بروكسيل.

وأوضح غروشكو أن روسيا دعت خلال الاجتماع إلى تعزيز قدرات بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي التي تعمل في أوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أن 50 دولة تشارك في أعمال المجلس، منها الدول الـ28 الأعضاء في حلف الناتو و22 دولة شريكة، بينها روسيا وأوكرانيا.

وفي السياق، وصل وزير الخارجية الألماني فرانك – فالترشتاينماير مساء الأربعاء إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أشاد خلالها الوزيران بإحراز تقدم في سحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس بين طرفي النزاع في شرق أوكرانيا.

وأكد الوزيران أن الأوضاع في شرق أوكرانيا لا تزال متوترة على رغم وجود تقدم في تنفيذ اتفاق مينسك، ووجها الدعوة لطرفي النزاع إلى احترام حالة وقف إطلاق النار التام.

وشددا على أهمية إعادة التشغيل الفوري للخدمات البنكية للمدنيين في عدد من المناطق في مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك بدعم تقني من ألمانيا وفرنسا كما نص على ذلك إعلان قادة «رباعية النورماندي» في 12 شباط.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن الهدف الرئيسي لزيارة شتاينماير واشنطن التي تستغرق 3 أيام، هو إقناع القيادة الأميركية بعدم توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.

ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية الألمانية أن شتاينماير سيشير خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين إلى أن عملية السلام في أوكرانيا وإحراز تقدم في تطبيق اتفاقات مينسك بحاجة إلى مزيد من الوقت.

والتقى شتاينماير نظيره الأميركي جون كيري، كما التقى أمس لديه سوزان رايس مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي. كما ينوي الوزير الألماني عقد لقاءات مع ممثلي الكونغرس بينهم العديد من أعضاء الكونغرس الذين يصرون على توريد الأسلحة لكييف.

وجاء في بيان رسمي صدر عن شتاينماير قبل توجهه إلى واشنطن «نحن أقوياء عندما نتمسك بالعلاقات العابرة للأطلسي، عندما تعمل أوروبا والولايات المتحدة سوياً، وعندما تعمل برلين وواشنطن معاً».

وكان جو بايدن نائب الرئيس الأميركي قال خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنيكو بأن الولايات المتحدة سترسل مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا. وأشار إلى طائرات من دون طيار وسيارات مدرعة رباعية الدفع بين المعدات المزمع إرسالها، حيث أعلن مسؤولون أميركيون أن الدفعة الأولى من المساعدات الموعودة سترسل خلال أسابيع.

وذكرت وكالة «أسوشيتد برس» أن الولايات المتحدة ستمد أوكرانيا بعدد من الطائرات من دون طيار صغيرة الحجم من طراز «Raven»، إضافة إلى 230 سيارة رباعية الدفع، بما فيها 30 سيارة مدرعة متعددة الوظائف.

وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن كل المساعدات العسكرية المقدمة لكييف ليست قاتلة وأن الطائرات من دون طيار لا تحمل أسلحة، كما تقدر قيمة الطائرات من دون طيار والأجهزة المتعلقة بها بـ 75 مليون دولار، فيما لم تفد مصادر رسمية أميركية بمعلومات حول عدد السيارات وقيمتها.

ودعت وزارة الخارجية الروسية المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية إلى حثّ كييف على التخلي عن سياستها غير الإنسانية حيال الفئات المهمشة في شرق أوكرانيا.

وأشار بيان صادر عن الخارجية أمس، إلى أن كييف الرسمية تخلت من جانب واحد عن دفع المعاشات والمعونات الاجتماعية لسكان مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك منتهكة بذلك كل المبادئ القانونية والأخلاقية.

واتهمت الخارجية الروسية الحكومة الأوكرانية بمخالفة التزاماتها وفقاً للمواد 9 و11 و12 للميثاق الدولي حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تتعلق بالحقوق في الضمان الاجتماعي وتحقيق أعلى مستوى معيشة ممكن وكذلك أعلى مستوى في مجال الصحة.

وأكد بيان الخارجية الروسية أن سياسة كييف تقوم على أساس التمييز بين السكان بحسب مكان إقامتهم، وهو أمر يتعارض أيضاً مع الميثاق المذكور.

وأشار البيان إلى عدم تنفيذ كييف أي من التزاماتها الخاصة باستئناف عمل النظام المصرفي وإعادة ترتيب العلاقات الاقتصادية الاجتماعية مع منطقة دونباس، بما في ذلك استئناف دفع المعاشات والمعونات، وفقاً لاتفاقات مينسك، وذلك بعد مرور شهر على توقيعها.

وفي السياق، أعلن فلاديمير ستيبانوف نائب وزير الطوارئ الروسي أن قافلتي شاحنات تحمل مساعدات إنسانية ستتوجهان إلى شرق أوكرانيا في 19 و26 آذار الجاري.

وقال ستيبانوف للصحافيين أمس، إن قافلة المساعدات الإنسانية الـ19 سترسل في 19 آذار، مضيفاً أن «قافلة المساعدات الـ 20 ستتوجه إلى دونباس في 26 آذار».

تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن وزارة الطوارئ الروسية أرسلت منذ آب الماضي إلى مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك في شرق أوكرانيا 18 قافلة نقلت أكثر من 24 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى سكان المناطق المتضررة هناك.

كذلك يذكر أن قافلة المساعدات السابقة كانت طارئة ونقلت مساعدات إلى عائلات العمال، الذين قتلوا وأصيبوا بجروح في انفجار بمنجم فحم في مقاطعة دونيتسك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى