برّي تعلن إنشاء المدينة البارالمبية في «أنصار» بمواصفاتٍ عالمية

رعى وزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي افتتاح مهرجان العام الرياضي 2015 للرياضة البارالمبية، في المدرسة اللبنانية للضرير والأصم – بعبدا، في حضور رئيسة اللجنة البارالمبية رندة عاصي بري وأعضاء الاتحاد اللبناني لرياضة المعوّقين وفاعليات رياضية وإعلامية واجتماعية.

وتخلل الحفل تكريم الأندية والجمعيات والمؤسسات الآتية: نادي لوى الرياضي، نادي «غوود ويل» الرياضي، نادي الهادي الرياضي، نادي الجريح الرياضي للمعوّقين، الجمعية الرياضية لمنتدى المعاقين – طرابلس، المدرسة اللبنانية للضرير والأصمّ – بعبدا، مجمع نازك الحريري للإنماء والقدرات الإنسانية، مركز إيراب للتدريب على النطق، جمعية رعاية اليتيم – صيدا، الجمعية الإنجيلية اللبنانية للمكفوفين.

وألقت مديرة المدرسة اللبنانية جانيت شمعون كلمة رحبّت من خلالها بالحضور وأثنت على دور المؤسسات الراعية، ثم تحدّثت بري فقالت: «يحزنني اليوم ونحن نطلق فعاليّات الموسم البارالمبي الرياضي لعام 2015 ألّا يكون معنا وبيننا رائد من رواد الرياضة اللبنانية لا بل هو واحد من باعثي النهضة الرياضية في لبنان، وهو الذي تعوّدنا على حضوره الدائم وعلى بصماته في كل الأنشطة، عنيت به فقيد الرياضة رئيس اللجنة الأولمبية الأسبق أنطوان شارتييه. نفتقد شارتييه الإنسان والرياضي والمربّي والمنظّم، وهو أبى قبل الرحيل إلا أن تكون له بصمات على هذا الموسم الرياضي الذي نطلقه اليوم، واسمحوا لي أن أقترح نيابة عنكم بأن تحمل دورة الربيع في كرة الطاولة والتي ستنظم في نيسان المقبل، دورة أنطوان شارتييه وهذا أقل الوفاء».

وأضافت: «قد لا يعلم الكثيرون ممن يهتم بالشأن الرياضي أن الرياضيين من ذوي الاحتياجات الإضافية قبل أن يكون لهم أولمبياد خاص بهم، كانوا قد اقتحموا الرياضة من خلال المشاركة في الأولمبيادات العالمية العادية في أربعينات القرن الماضي، أي قبل ظهور الألعاب البارالمبية، فاللاعب الأميركي جورج آيسر والرياضي المجرّي كاولي تكاكس حققا 6 ميداليات في يومٍ واحد، ثلاثة منها ذهبية. الأول كان بقدمٍ واحدة والثاني بيد واحدة وفازا برياضة الرماية. وفي عام 1943 فازت الرياضية الدانماركية ليز هارتيل بميداليتين فضيتين في مسابقة ترويض الخيول على رغم إصابتها بشلل الأطفال».

وتابعت شمعون: «أستعرض هذه العيّنات التاريخية لأقول أن هناك خطأً شائعاً في النظرة لمصطلح ذوي الاحتياجات الإضافية ليس حصراً في الموضوع الرياضي، إنما بكل ما يتصل بشؤون حياتهم وحقوقهم وقدراتهم. لكن من خلال ميدان الرياضة ومن خلال الإنجازات التي تحققها هذه الشريحة الرياضية في المسابقات الإقليمية والدولية، بدءاً من أولمبياد سيدني إلى أثينا وصولاً إلى دورة الألعاب البارالمبية الآسيوية في أنشيون، أصبح لدينا القناعة الراسخة بأننا لسنا أمام ذوي احتياجات إضافية، إنّما أمام أشخاص من ذوي قدرات إضافية. وبصراحة أكثر أقول إن هؤلاء الرياضيين وبجهدٍ متواضع وبصمت بعيداً من أضواء الإعلام، استطاعوا أن يحققوا ما عجز عن تحقيقه الرياضيون الذين تواكبهم الأضواء وشاشات التلفزة والنقل المباشر، علماً أن الاستثمار الرسمي على الرياضة بشكلٍ عام حتى الآن لا يحظى بالاهتمام اللازم. وللأسف كل الحكومات لم تدرك الجدوى الإنسانية والثقافية والرسالية من عائد الاستثمار على الرياضة بكلّ قطاعاتها ومنها الرياضة البارالمبية».

وقالت شمعون: «عندما نقول رياضة نعني الشباب ونعني الجسم السليم والعقل السليم، عندما نقول رياضة نعني التلاقي والتواصل الحضاري والأخلاقي، وبانتظار أن تعي الدولة اللبنانية أهمية الرياضة ودورها المحوري في تشكيل شخصية لبنان بين الأمم الأخرى. نفتتح اليوم الأنشطة البارالمبية لعام 2015 ويهمّنا أن نؤكّد جملة من العناوين التي تراها اللجنة البارالمبية اللبنانية عناوين أساسية للمساهمة في النهوض وزيادة الوعي حيال أهمية الاستثمار على عائد الرياضة بشكلٍ عام والرياضة البارالمبية بشكلٍ خاص.

أولاً: إن الاهتمام بفئة الاحتياجات الإضافية يمثّل علامةً فارقة ومقياساً لتقدم الدول وتحضّرها، والاهتمام بهذه الفئة الوطنية ضرورة تفرضها الاعتبارات والقيم الإنسانية والتنموية باعتبار هؤلاء شريحة مجتمعية مهمّة ينبغي توظيفها من خلال العمل على رفع قدراتها وإزالة المشاكل التي تواجههم.

ثانياً: إن الرياضة بالنسبة لهذه الفئة من الناس هي واحدة من المجالات التي من خلالها يستطيعون تحسين مهاراتهم البدنية والشخصية والاجتماعية والنفسية، بحيث تؤمن لهم الاندماج بالمجتمع وتقوّي لديهم الشعور بالانتماء إلى المجتمع وإلى الوطن وتجعلهم أكثر ثقة وقبولاً في المجتمع الذي ينتمون إليه.

ثالثاً: للإعلام دور مهم في دعم رياضة ذوي الاحتياجات الإضافية، وعليه نأمل أن تأخذ الرياضة البارالمبية جزءاً مهماً في المساحة الإعلامية المخصّصة للرياضة، لأن تسليط الأضواء على هذه الرياضة يسهم في رفع مستوى الوعي الجماهيري ويشجّع الأشخاص من ذوي القدرات الإضافية على ممارسة الرياضة ويسهم أيضاً في توعية الأسرة والمجتمع كونه جزءاً أساسياً من عملية التربية.

رابعاً: إننا ندعو الحكومة اللبنانية وسائر سلطاتها التشريعية والقضائية والتنفيذية إلى ضرورة الإسراع في تطبيق القوانين والاتفاقيات الدولية الخاصة بالمعوقين وجعلها قوانين نافذة في حياة الدولة والمجتمع في لبنان».

وأضافت شمعون: «بانتظار أن تعي الدولة مسؤوليّاتها حيال حقوق ذوي الاحتياجات الإضافية ومنها الحقّ في ممارسة الرياضة. يسعدني اليوم ونحن نفتتح عاماً رياضياً بارالمبياً أن نكرّم الشخصيات التي دعمت هذا القطاع سواء بإمكانات مادية أو معنوية أو رفدته بخبراتها الرياضية الطويلة. يسعدني اليوم باسم نادي لوى الرياضي وباسم الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين واللجنة البارالمبية اللبنانية، أن أزف للرياضيين من ذوي الاحتياجات الإضافية بشرى اقتراب تحقيق الحلم بإنشاء المدينة البارالمبية في مدينة أنصار في الجنوب اللبناني، والتي أنشأتها الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين إيماناً منها بضرورة تحفيز الرياضة كرافد للتربية الصحيحة».

وتابعت: «أشير هنا إلى أن كل المنشآت التي تحضنها المدينة هي ذات مواصفات عالمية، فمع هذه المدينة الحلم تكون الرياضة البارالمبية اللبنانية قد دخلت تحدياًَ جديداً يستدعي من الجميع وبخاصة من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اللبنانية، المبادرة نحو صوغ رؤية لمقاربة ملف الرياضة البارالمبية بمزيد من العناية والرعاية والاحتضان الرسمي».

واختتمت: «أنتهز فرصة هذا اللقاء لأوجه عناية اللجنة البارالمبية اللبنانية، أعضاء وإداريين، وعناية الأندية اللبنانية المنضوية في اللجنة، إلى ضرورة الاستعداد الجيد للمشاركة في دورة غرب آسيا للألعاب البارالمبية التي ستقام في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولنا ملء الثقة بأبطالنا الذين سيشاركون في أكثر من رياضة، بأن يرفعوا اسم لبنان عالياً وأن يكونوا دائماً على منصّات التتويج».

حناوي

من جهة أخرى، قال وزير الشباب والرياضة: «بدايةً كل التهنئة والثناء والتقدير لجهود السيدة الفاضلة رندة بري التي أقدمت على الأمر الذي يهابه كثيرون رجالاً ونساءً، عنيت به رعاية واحتضان وتطوير المعوّق، حيث ساهمت في تحويله إلى طاقة جديدة ومتجدّدة قادرة على المساهمة في دورة الحياة اللبنانية بكل أبعادها ومستوياتها. وهذا الدور الرائد لبري يدل على أن المرأة اللبنانية كانت السباقة في إثبات طاقتها ومقدرتها على المساهمة في التربية والتثقيف والرعاية وتغليب منطق السلام والحدّ من الفقر والجوع والمرض والتدهور البيئي وتعزيز فرص التنمية المستدامة». وأضاف: «حفلنا اليوم برهانٍ كبير على إرادة الحياة في لبنان والتي لا تقوى عليها الصعاب أياً كان مصدرها وخطرها، وإشارةً واضحة إلى من يريد الاستثمار على الإنسان بأن المجال مفتوح وواسع إذ لا يضيع جهد وتعب ومال. وفي هذه المناسبة العزيزة أؤكد مضي وزارة الشباب والرياضة في دعم ورعاية واحتضان كل نشاط يصبّ في خانة تنمية الشباب لا سيما المعوّق، لأنه المجال الأنقى والأسمى الذي تتجلى فيه كل معاني الإنسانية حيث رفاهية الإنسان أولاً وأخيراً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى