نكد لـ«البناء»: فرصة لجذب المستثمرين إلى البقاع رغم امتعاض المغرضين وتخفيف الأعباء المالية عن كاهل المواطن والحدّ من التلوث

زحلة ـ أحمد موسى

وعد أسعد نكد ووفى، وكان وفاؤه بإيصال الكهرباء 24 24 ساعة لزحلة وقضائها لـ 16 قرية وبلدة بمثابة انتصار لـ 53 ألف مشترك يشكلون ما يزيد عن مئتي ألف نسمة منتشرين على بقاع أرض تضمّ مئات المؤسسات الصناعية والزراعية والسياحية والتجارية، فضلاً عن المؤسسات الكبيرة والصغيرة والمتوسطة الدخل، على مجموعة صغيرة تسرق أموال المواطنين الكادحين، من خلال «فواتير» تارةً «وهمية» وأخرى «مرتفعة السعر»، من دون احتساب ما يصرفونه من كهرباء، هو عمل «مافياوي» بامتياز من قبل أصحاب المولدات، فضلاً عن تلوث البيئة والخطر الذي تشكله هذه المولدات على الصحة العامة.

مروحة ابتزاز للمواطنين، في ظلّ غياب أي محاسبة رسمية، غِيابٌ دَفَعَ بعض أصحاب المولدات إلى رفع منسوب ابتزازهم للمواطنين على خلفية طرح موضوع الاشتراكات المرتفعة لبدلاتهم المالية التي يستوفونها من المشتركين في زحلة وقرى قضائها.

أبدى المواطنون ارتياحاً عارماً في زحلة وقضائها، فرفعت اللافتات مرحبّة وشاكرة وممتنة لمن أنجز ما كان بالنسبة إليهم حلماً بالنور وطرد العتمة. حزم الأمر وشكلت الهمّة الجامعة وحدة تكاملية بين «شركة كهرباء زحلة» بشخص رئيس مجلس إدارتها ومديرها العام أسعد نكد، وبين أبناء مدينة زحلة وأهالي وسكان 16 عشرة بلدة وقرية في قضاء زحلة، ناهزوا 53 ألف مشترك، يشكلون نحو 200 ألف نسمة، «فكهرباء زحلة منوّرة ولا تناور» وفق تعبير نكد لـ«البناء».

خروج على «الاتحاد»

قبل أيام من انطلاق العمل بمشروع إنتاج الكهرباء، من قبل شركة كهرباء زحلة، وتزويد المدينة بالكهرباء 24 24ساعة، كخطة تجريبية كانت تجربة ناجحة، برز انقسام في مدينة زحلة، محوره خلافات بين أصحاب المولدات، الذين أكد أغلبهم رفض ما أطلق عليه اسم «اتحاد أصحاب المولدات في البقاع الأوسط»، معلنين الخروج منه، لا سيما أنهم ضدّ الاستمرار في سياسة الترهيب والابتزاز، مؤيدين مشروع الإنتاج المقدم من كهرباء زحلة، ومبدين استعدادهم لوضع أنفسهم ومولداتهم في تصرّف الشركة. كما أكدوا أنّ «الاتحاد» لا يعنيهم، لا من قريب ولا من بعيد وهم غير معنيين بأيّ من قراراته التي وصفوها بأنها «غير رسمية وغير قانوينة»، وخصوصاً أنّ الاتحاد لا يملك أية صفة قانونية، وأنه يُدار من قبل شخص واحد، لا همّ له سوى الابتزاز وبات معروفاً لدى الجميع ولدى كلّ الأجهزة الأمنية والعسكرية التي اتخذت قراراً بمتابعة المخالفات والخروقات من قبل المخلين.

وقد برز استياء شعبي عارم في زحلة وقرى قضائها، من الأسلوب الذي اتبعه أصحاب المولدات الخاصة وابتزازهم المشتركين الذين استبشروا خيراً بما وعد به أسعد نكد ووفى في تأمين الكهرباء لزحلة وقضائها 24 24ساعة، فحقق لهم حلماً بعد عشرات السنين من «حكم العتمة وضجيج الموالدات وابتزاز أصحابها لهم»، لافتين إلى الجشع لدى هذه الفئة التي استنزفت أموالهم منذ سنوات طويلة، من دون حسيب أو رقيب من وزارة الطاقة، رغم تراجع أسعار المحروقات، وخصوصاً المازوت.

شلهوب

وفي هذا السياق، سأل رئيس جمعية تجار زحلة إيلي شلهوب: إلى متى نبقى أسرى أصحاب المولدات وجشعهم؟ فرغم انخفاض سعر صفيحة المازوت 7000 ليرة، لا يزال أصحاب المولدات يستوفون البدلات نفسها، بحيث تتجاوز أسعار الطاقة عند بعضهم 900 ليرة للكيلواط الواحد، بتجاهل كامل لكلّ تعاميم وزارة الطاقة التي تحدّد لأصحاب المولدات تسعيرة الكيلو واط الواحد شهرياً، فأصحاب المولدات لا يعترفون إلا بتسعيرتهم التي تفوح منها رائحة الجشع ولا شيء غيره. وأكد شلهوب لـ «البناء» «أنّ مشروع إنتاج الطاقة وتغذية مدينة زحلة وقرى قضائها التي تتغذى بالكهرباء من شركة كهرباء زحلة 24 24 ساعة، انتصار على العتمة التي طالت طويلاً وتخفيف للتلوث الناجم عن المولدات الخاصة، والأهم تخفيف العبء الاقتصادي الذي أنهك جيوب المواطنين في المنطقة، ما وفر على المواطن أعباء إضافية طال انتظارها لسنوات»، مناشداً «كلّ المعنيين في القطاع الكهربائي في لبنان بالتدخل لوقف مهزلة مافيا المولدات التي استفحلت مؤخراً وازدادت وقاحة مع قيامها بتظاهرة من أجل عرقلة عجلة مشروع الإنتاج الذي تنفذه كهرباء زحلة».

وأوضح شلهوب أنّ «التجار والقطاعات الاقتصادية كانوا في صدد رفع شكوى إلى وزارتي الاقتصاد والداخلية للجم احتكار وابتزاز أصحاب المولدات الذين لم يبادروا إلى تخفيض أسعار البدل المالي الذي يتراوح بين 150 و 200 ألف لقاء كلّ خمسة أمبير، مع الإبقاء على 900 ليرة كسعر للكيلواط».

سلّوم

وأكد سعيد سلوم، من جهته، «أنّ الاعتراضات على هذا المشروع تأتي من أصحاب المولدات فقط، لأنّ هؤلاء «سيتضرّرون» بعد أن تتأمّن الكهرباء 24/24 ساعة لمدينة زحلة وقرى وبلدات القضاء التي تتغذى من مشروع كهرباء زحلة». وقال: «حتى الآن لا إدارة حكيمة في لبنان لقطاع المولدات من قبل الدولة».

وأوضح «أنّ شركة كهرباء زحلة لها الحقّ في إنتاج الكهرباء وتوزيعها، أما أصحاب المولدات فلا صفة قانونية لهم في الموضوع»، معلقاً آمالاً كبيرة «على تحريك العجلة الاقتصادية والصناعية والزراعية والسياحية والخدماتية، من خلال مشروع إنتاج كهرباء زحلة الذي أبصر النور أخيراً». ويلفت سعيد سلّوم إلى أنه «مع وصول الكهرباء 24 24ساعة يومياً يجعلنا، كصناعيين، أمام حركة إنتاجية أفضل»، مشيراً إلى «أنّ كهرباء زحلة شجعت المستثمرين وجذبت المزيد من الاستثمارات في مجالات عدة في البقاع، وبالتالي نكون أمام نهضة استثمارية وإنتاجية ووظائفية».

تجمع المخاتير

يعتبر تجمع مخاتير قضاء زحلة وبلديات القضاء، وهو من المؤيدين لمشروع الإنتاج، أنّ مطالبه تحققت في «مكافحة ظاهرة أمعنت طويلاً في سرقة أموال أهالي قضاء زحلة، من دون حسيب ولا رقيب أو أي رادع، من خلال وصول مشروع إنتاج كهرباء زحلة الذي يراعي المصلحة الاقتصادية لأكثر من 53 ألف مشترك، ضمن امتياز كهرباء زحلة، ما يؤمن مصلحة أكثر من مئتي ألف بقاعي انتظروا هذا الحلم للتخلص من كابوس المولدات».

نكد

أشرف عشرات المهندسين والفنيين اللبنانيين والبريطانيين على مشروع إنتاج الطاقة لزحلة والذي يؤمن التيار الكهربائي بالكامل، بطاقة إنتاجية تصل إلى حدود 60 ميغاوات.

ومع بلوغ المشروع مراحله الأخيرة، امتعض عدد من أصحاب المولدات الخاصة في زحلة، مهدّدين بإحراق معمل الإنتاج وعدم السماح بتنفيذ المشروع على حساب مولداتهم، حتى أنّ بعضهم أطلق الرصاص على عدد من محولات الشركة، بهدف تعطيلها وثني الشركة عن عن المضي في تنفيذه.

اكتملت الهيكلية الفنية لمعمل الإنتاج، بالكامل، وتمّت تجربته الأولى بنجاح، وفق ما أكده رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لشركة كهرباء زحلة أسعد نكد، الذي أعلن لـ «البناء» أنّ «الحلم تحقق والمعمل أنجز، في إطار مواصفات عالمية ومعايير بيئية وصحية، وأنّ العتمة انتهت وحلّ مكانها النور الذي يستحقه مشتركو كهرباء زحلة الذين لم يتأخروا يوماً عن دفع مستحقاتهم المالية، والأهم من كلّ ذلك أن المعمل يستوفي كلّ الشروط المطلوبة بيئياً وصحياً، وفق كلّ الدراسات الفنية والبيئية، على عكس المولدات الخاصة التي تنتشر بين المنازل مع قساطل دخان يصل مباشرة إلى غرف الأهالي».

البقاع، وزحلة تحديداً، أمام تجربة نموجية في العام 2015، أطلقتها مؤسسة كهرباء زحلة بهدف تأمين الكهرباء 24/24 في مناطق زحلة والجوار. الأنظار شاخصة إلى تغذية زحلة وقضائها بالتيار الكهربائي بعد العتمة التي دامت طويلاً، وفي هذا الإطار أوضح نكد «أنّ مشروع تأمين الكهرباء لزحلة 24/24 قد بدأ، وأنّ التيار تأمّن، دفعة واحدة، في القرى والبلدات التي تتغذى من المشروع وهي: زحلة، أبلح، نيحا، النبي أيلا، الفرزل، رياق، علي النهري، حارة الفيكاني، تعلبايا، سعدنايل، برّ الياس، المرج، الروضة، قاع الريم، وحزّرتا».

وأضاف: «هذه المناطق تتبع لكهرباء شركة زحلة، والمشروع هو عبارة عن 60 ميغاوات تؤمّن الكهرباء 24 /24 ساعة لـ53 ألف مشترك»، موضحاً «أنّ المشروع ينطلق من كون دفتر شروط مؤسسة كهرباء زحلة يسمح لها بالإنتاج والتوزيع، وهي ستقوم بإنتاج الكهرباء وتوزيعها 24/24، في أوقات التقنين.

ولفت نكد إلى «أنّ أصحاب المولدات ليست لهم أي صفة رسمية، فالفارق كبير في التعرفة بين تأمين الكهرباء بواسطة المولدات وتأمينها عبر معمل الكهرباء، وفي نسبة التلوث»، مشيراً إلى «النقمة الكبيرة التي يواجهها أصحاب المولدات والناجمة من الأسعار الخيالية التي يتقاضونها من أهالي زحلة، وخصوصاً أنهم لا يلتزمون بالتسعيرة التي تضعها وزارة الطاقة».

وأضاف: «إنّ مؤسسة كهرباء زحلة تلحظ تأمين إضاءة الطرقات، حتى خلال الليل، أي الفترة الممتدة من منتصف الليل حتى السادسة صباحاً، عكس المولدات التي لا تؤمّن الكهرباء في هذا الوقت، كما أنّ توفير الكهرباء 24/24 سيؤمّن ضخّ المياه على مدار الساعة، فضلاً عن نمو الحركة الاقتصادية والزراعية والصناعية والحركة اليومية، وخصوصاً بعد تخفيف أعباء مالية عن كاهل المواطنين ، وإيصال الكهرباء التي نؤمنها على التوتر المتوسط وليس المنخفض، كما هي الحال بالنسبة إلى المولدات، فالمعمل يدفع ضرائب للدولة، في حين أنّ أصحاب المولدات لا يدفعون شيئاً، والمعمل يؤمّن الكهرباء بفولتاج ثابت على عكس المولدات».

وتابع نكد: «نسعى من خلال هذا المشروع إلى جذب المستثمرين إلى منطقة البقاع لإنشاء مصانع، نظراً إلى الكهرباء المتوفرة على مدار الساعة، بكلفة أقل من بقية المناطق، إلى جانب توفر الأراضي لهذا النوع من المشاريع».

وشرح كيفية عمل المعمل قائلاً: «ينتج معمل زحلة الكهرباء بواسطة الفيول ويمكن تحويله في المرحلة المقبلة إلى الإنتاج على الغاز الذي سيحقق وفراً يتخطى 40 في المئة».

وختم نكد: «إنّ التسعيرة المعتمدة، هي نفسها التي تعتمدها مؤسسة كهرباء لبنان، لكنها تأخذ في الاعتبار ساعات التقنين، أي بما يوازي نحو 130 إلى 140 ليرة عن كلّ كيلوواط تغذية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى