مشاركات
أهو الربيع بنسائمه؟ أو الورد بخمائله؟
يهبّ فيك الحنين… ينتابك فرحٌ حزين
لِمَ الآن؟ أتذكر؟
لقد مرّت ثمانٍ من السنين
كنّا معاً على «درج الياسمين»!
وكانت الشام في «مهرجان الياسمين»!
أتذكر؟ أتذكر تلك الياسمينة، التي زرعها الرّئيس في حديقة قلعة دمشق العرين؟
أنشد الأطفال، ورقصت الورود والرياحين
ليتني مثل تلك الزهرة النادرة، لأنني أعشق أن تزرعني في ترابك، وأن أحيا تحت سمائك.
ليتني مثل تلك القلعة الممتدة في تاريخ المدينة، القديمة في عراقتها، والخالدة في زمنها الآتي
تروي حجارتها أسطورة الحضارة المهيبة التي لمّا تمحها بشاعة الإنسان ولا قسوة القدر
ليتني مثلها تحميها النسور، وتسجع في سمائها الحمائم
يا براعم أملي في تشرين
أيكون آذار، وبشراه البتول، وعبق التاريخ المبين؟!
من قال إنّ الزهور لها من الزمن الربيع؟!
ها هي في رحاب المدينة القلعة، رقّةٌ وصمود، تواضعٌ وشموخ، فطرةٌ وجلال
ها هي في عينيك، مواسم عطرٍ، ومواكب شوقٍ
إنّها زهورٌ لا تعرف الذّبول! تماماً كحبّي روحك، وحبّي تلك المدينة وفرادتها، وأصالتها
وكأنّها ولدت فيّ قبل الحياة، فكان حبّها… الروح!
سحر عبد الخالق
أنا السوريّ
أنا السوريّ أحيا في الأعالي
ولا أرضى سوى قمم الجبال
ومن يحلو له شتمي وسبّي
سأجعل رأسه تحت النعال
أنا السوريّ لا أخشى المنايا
وأبلغ دائماً عمق المنال
ولو واجهت كلّ الكون أقوى
على صدّ النوائب في النزال
ولي في النصر ذاكرة تباهت
بها روح الشموخ بلا اعتلال
أخوض البحر لا أخشى رياحاً
وأقطع كل صحراء الرمال
وفكري سامق الرؤيا وقلبي
عزيز في سكوني وانفعالي
وقافيتي مسطّرة بمجدٍ
غنيٍّ فاق كلَّ احتمال
أنا السوريّ حُرّ في وجودي
وحبر الشمس يسكب ماء بالي
وما هانت أحاسيي لطاغٍ
أتى ومناه صلبي واحتلالي
وأمجادي رواها الكون عزّاً
فليس المجد يرضى بالجدال
نذرت دمي وروحي لنصر أرضي
وأولادي وأحوالي ومالي
صنعنا المعجزات وسوف نبقى
أسود الأرض في صنع المحال
الشاعر المهندس سامر الخطيب