الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ البلجيكي لـ«البناء»: الأميركي غير مستعدّ للتصعيد مع روسيا

باريس ـ نضال حمادة

في اجتماع حلف شمال الأطلسي قبل الأخير الذي عقد في باريس بين 7 و9 نيسان الجاري، وحضره كلّ من وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، وأمين عام الحلف الأطلسيص راسموسن، والرجل الثاني في الحلف السفير الأميركي فيرشبوي والجنرال في الجيش الأميركي بريدلوف قائد القوات الأميركية في أوروبا، وبيار دوفيليه رئيس أركان الجيوش الفرنسية، والذي لم يجلب الكثير من التغطية الإعلامية، حضر الموضوعان الأوكراني والسوري على طاولة النقاشات، على رغم أن الاجتماع كان مخصصاً لعملية تغيير قيادة الحلف الأطلسي في أوروبا.

وتتناقل المعلومات في العاصمة الفرنسية باريس أنّ قائد القوات الأميركية في أوروبا الجنرال بريدلوف قال في حديث خاص لمجموعة عسكرية فرنسية: «إنّ أمن أوروبا لم يعد مضموناً بشكل نهائي ولا محدود».

وتنقل المعلومات في باريس أن هذا الكلام الأميركي أتى بعدما طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما من الجميع في الحلف الأطلسي التزام تعليمات واشنطن في كلّ ما يخصّ الأزمة الأوكرانية، وعدم تصعيد الموقف مع موسكو. وتضيف المعلومات أنّ الأميركي أبلغ نظراءه في الأطلسي أنه يعمل في أوكرانيا على الحلّ الدبلوماسي.

وبحسب المعلومات طلبت كلّ من بولونيا وليتوانيا إرسال قوات أميركية كبيرة إلى أراضيها، لكن القرار الأميركي اتخذ بإرسال قوات محدودة لطمأنة الحلفاء. وبحسب ما يتناقل هنا في باريس وجه أمين عام الحلف الأطلسي خلال الاجتماع انتقاداً للسياسة الأميركية في أوكرانيا، كما كان يوجه الانتقادات للسياسة نفسها في سورية، وتضيف المعلومات أيضاً أنّ الفرنسي هذه المرة كان على نفس خط الأميركي منتقداً الأطلسية المتطرفة لكلّ من بولونيا وليتوانيا، والتي تعيد إحياء أجواء الحرب الباردة. وتنقل مصادر أنّ الأزمة في أوكرانيا أوجدت خطين في الحلف الأطلسي… أحدهما متطرف أطلسياً وهو يضمّ بولونيا، دول البلطيق وبريطانيا وقد مارست بولونيا ضغوطاً كبيرة على واشنطن لدفعها باتجاه تصعيد لهجتها تجاه موسكو، خصوصاً أنّ فارصوفيا تخشى من الروس.

الرئيسة السابقة لمجلس الشيوخ البلجيكي آن ماري ليزين قالت في حديث إلى «البناء» أنّ الأميركي غير مستعدّ حالياً للتصعيد مع روسيا، بانتظار أن تتوضح الصورة أكثر، ويمكن أن أوباما ينتظر تورّطاً روسياً أكثر في أوكرانيا، مستبعدة أيّ تدخل عسكري أطلسي لمساعدة كييف على رغم أن الأطلسي لديه الإمكانيات، بحسب قولها.

ومن مفارقة التاريخ أن واشنطن تظهر في هذه الأزمة أقلّ أطلسية من دول ضعيفة وصغيرة مثل ليتوانيا، كما ظهر في هذا الاجتماع أنّ كلّ من ألمانيا وفرنسا تشكلان إلى جانب واشنطن الطرف الأقلّ أطلسية في الحلف، خصوصاً ألمانيا الشريك الاقتصادي الأكبر لموسكو ضمن الحلف الأطلسي، وتنقل مصادر فرنسية عن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين قوله: «يجب الالتصاق بالموقف الأميركي في أوكرانيا وفي سورية»، ويظهر الموقف الفرنسي القريب من واشنطن في تصريحات وزير الدفاع الفرنسي الذي لا يتوقف عن شكر واشنطن للمساعدة التي تقدمها لباريس في أفريقيا الوسطى، في حين لم يقدم حلفاؤنا الأوروبيون الأعزاء شيئاً كما تنقل مصادر عن الدبلوماسي الفرنسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى