دونيتسك ولوغانسك تدعوان برلين وباريس إلى الضغط على كييف لتنفيذ اتفاقات مينسك
دعت قيادة «دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» برلين وباريس إلى الضغط على كييف من أجل تنفيذ اتفاقات مينسك.
ووجه ألكسندر زاخارتشينكو وإيغور بلوتنيتسكي رئيسا «جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» في شرق أوكرانيا رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تتضمن دعوة إلى وقف تمويل كييف وحظر دخول رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك وغيره من كبار المسؤولين للاتحاد الأوروبي، كما طلبا من فرنسا وألمانيا إرسال خبراء إلى شرق أوكرانيا لإعادة إقامة النظام المصرفي في المنطقة.
وأعرب زاخارتشينكو وبلوتنيتسكي عن أملهما في أن برلين وباريس ستؤثران في كييف من أجل الإسراع في تبني البرلمان الأوكراني قراراً بشأن تحديد مناطق شرق أوكرانيا التي ستتمتع بوضع سياسي واقتصادي خاص.
وكانت سلطات «جمهورية دونيتسك الشعبية» قد حذرت كييف من أن تجاهلها لشروط اتفاقات مينسك في ما يتعلق بمنح نظام الحكم الذاتي لمناطق شرق أوكرانيا قد يؤدي إلى نسف تطبيق تلك الاتفاقات.
وتنتهي اليوم السبت المهلة الزمنية التي تمنحها اتفاقات مينسك لكييف لتحديد الأراضي التي يشملها «النظام الخاص» أي الحكم الذاتي المقدم للمناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدفاع الشعبي في شرق أوكرانيا.
وقال دينيس بوشيلين مفوض «جمهورية دونيتسك» في مفاوضات مينسك «بقي أمام كييف 24 ساعة للوفاء بالتزاماتها. وإذا لم يتخذ القرار في غضون 24 ساعة، فسيرى العالم برمته بوضوح كييف أنها لا تنوي الوفاء بخريطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في مينسك»، مشيراً إلى أن عدم التزام كييف البند المذكور قد يؤدي إلى نسف اتفاقات مينسك والعملية السلمية كلها.
يذكر أن زعماء «رباعية النورماندي» نسقوا خلال مفاوضات استغرقت ساعات طويلة في مينسك يوم 12 شباط حزمة من الإجراءات لتسوية النزاع في شرق أوكرانيا، منها اتفاق بشأن وقف إطلاق النار بدءاً من 15 شباط وسحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس بين الطرفين وتبادل الأسرى وإجراءات ترمي إلى التوسية السياسية طويلة الأمد.
وتسود حالة من الهدوء مدينة دونيتسك بعد توقف العمليات القتالية بشكل عام. وفي ظل تحسن الوضع الأمني تتواصل في المدينة عمليات إعادة الإعمار، إذ تمكنت السلطات من إعادة التيار الكهربائي إلى بعض الأحياء. لكن ما زالت 16 محطة توزيع كهرباء مصابة بالشلل في ظل انعدام التيار.
أما بلدة ديبالتسيفو التي شهدت معارك طاحنة بين قوات الدفاع الشعبي والجيش الأوكراني في شباط الماضي، فقال رئيس «جمهورية دونيتسك» ألكسندر زاخارتشينكو إن الجنود الأوكرانيين زرعوا الألغام في 90 في المئة من مساحة البلدة.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الدفاع الشعبي أعلنت الشهر الماضي محاصرة ديبالتسيفو التي كانت قاعدة لمجموعة كبيرة من القوات الأوكرانية. ونفت كييف تلك التصريحات، لكنها أعلنت في نهاية المطاف سحب وحداتها العسكرية كافة من ديبالتسيفو التي سيطرت عليها قوات الدفاع الشعبي في 19 شباط.
وفي السياق، أعربت الرئاسة الروسية عن قلق موسكو من رفض كييف تنفيذ التزاماتها بالعفو عن مشاركين في النزاع المسلح في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا وتهيئة الظروف المناسبة لإجراء انتخابات هناك.
وفي حديث لوكالة «أسوشيتد برس» الأميركية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن السلطات الأوكرانية لا تتخذ خطوات لإنعاش منطقة دونباس مالياً واقتصادياً.
وبحسب بيسكوف، فإن أوكرانيا تماطل في تنفيذ اتفاقات مينسك المتعلقة بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من خط التماس بين العسكريين الأوكرانيين وقوات الدفاع الشعبي في دونباس، مضيفاً أن موسكو تعول على تمسك الطرفين بالتزاماتهما.
وذكر المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مينسك 12 شباط الماضي أسهم في تخفيض حدة العنف في منطقة النزاع المسلح.
وأسفرت المفاوضات الصعبة التي أجراها قادة «مجموعة النورماندي» حول أوكرانيا روسيا، أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا في مينسك 12 شباط عن تبني «مجموعة الإجراءات الخاصة بتنفيذ اتفاقات مينسك». وضمت هذه الوثيقة عدداً من البنود، بينها وقف إطلاق النار في بعض مناطق مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك اعتباراً من الـ 15 من شباط، وسحب الطرفين أسلحتهما الثقيلة من خط التماس، إلى جانب إجراءات أخرى من شأنها المساعدة على تحقيق تسوية سياسية راسخة للوضع في المنطقة.
إلى ذلك، شن السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين هجوماً حاداً على وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير بسبب موقف الأخير من الأزمة الأوكرانية، معتبراً أنه لا يملك أية صدقية.
واتهم ماكين شتاينماير بانتهاج سياسة الاسترضاء تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال «إنه ينتمي إلى مدرسة نيفيل تشامبرلين في الدبلوماسية»، في إشارة إلى اتفاق ميونيخ الذي وقع عليه رئيس الوزراء البريطاني تشامبرلين مع هتلر وموسوليني عام 1938.
وقال ماكين للصحافيين إن شتاينماير «هو الشخص نفسه التي يرفض بجانب حكومته فرض أية قيود على تصرف فلاديمير بوتين الذي يذبح الأوكرانيين بينما نتحدث نحن هنا»، وأضاف: «إنه بالنسبة لي لا يمتلك صدقية على الإطلاق».
تجدر الإشارة إلى أن وكالة «بلومبرغ» ذكرت أن الهدف الرئيسي لزيارة شتاينماير إلى واشنطن هو إقناع القيادة الأميركية بعدم توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.