حزب الله: إما نخوض حواراً هادئاً أو يذهب كل واحد في سبيله
أكد حزب الله «أن ما سمعناه بالأمس عن انبثاق المجلس الوطني من قبل فريق 14 آذار يجعلنا نفكر إن كان هؤلاء يمزحون أم هم جديون! فإن كانوا جديين فهم بذلك يريدون أن ينعوا الحكومة اللبنانية القائمة التي هم فيها الغالبية». وقال: «لا نفهم معنى أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها، فإما أن نخوض حواراً وسط أجواء هادئة ومنضبطة، أو دعونا نذهب كل واحد منا في حال سبيله». ودعا حزب الله «الجميع في لبنان إلى التفاهم مع المرشح الطبيعي الذي له حيثية ولديه مواصفات ليكون مرشحاً توافقياً، حيث أن التفاهم معه يشكّل فرصة لإنجاز هذا الإستحقاق».
وفي السياق، رأى رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، «أن ما سمعناه عن انبثاق المجلس الوطني من قبل فريق 14 آذار يجعلنا نفكر إن كان هؤلاء يمزحون أم هم جديون، فإن كانوا جديين فهم بذلك يريدون أن ينعوا الحكومة اللبنانية القائمة التي هم فيها الغالبية، وإن كانوا يمزحون كما هي عادتهم وكما هو الأرجح، فإن الحكم للناس، وكل هذا الكلام لا طائل منه على الإطلاق».
وأشار خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله في حسينية بلدة ميس الجبل لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد عصام غازي الشرتوني، إلى أن «اللبنانيين لم يعرفوا من هؤلاء على مدى كل السنوات الماضية إلا الشعارات، والكلام الأجوف، والمعادلات الواهية، أما الأفعال فلم نرها، فإذا كان المجلس الوطني للأقوال والشعارات فهناك الكثير منه»، لافتاً إلى «أن في التسمية إيحاء للمجالس الوطنية الفاشلة»، مضيفاً: «أن هذا الفريق قد اعتمد في تاريخه السياسي على قوى من الخارج كانت تعدهم دائماً بأنها ستحقق لهم ما لم يحلموا به، وأنهم سوف يفعلون بالمقاومة عظائم الأمور والثبور، وهذه هي سياساتهم، فإذا كانت القوى الخارجية التي هي بالأصل مأزومة سواء كانت إقليمية أو دولية، فمن الطبيعي أن يكون الفرع في لبنان مثلها، وأن لا يكون لديه سوى بضعة خطابات بلا جدوى».
وخلال احتفال تكريمي آخر الذي أقامه حزب الله في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد زين سعيد رشيد، أكد صفي الدين «أن كل من ارتكب حماقة في دعم القوى الإرهابية والتكفيرية هو اليوم يكتوي بنارها ويدفع أثمان أخطائه وحماقته، ووظيفتنا ليست أن نلملم نتائج الحماقات التي ارتكبوها، بل أن ندافع عن شعوبنا في كل هذه المناطق، ونحن سندافع عنهم، أما هم فليتدبروا أنفسهم بعد كل ما فعلوه في المنطقة من فتح حدود وإعطاء سلاح وغير ذلك».
وشدد على «أن الدول المأزومة والقلقة والخائفة التي اعتادت أن تعتمد على الولايات المتحدة لتدافع عنها، تجد نفسها اليوم في موقع أن أميركا ليست جاهزة للدفاع عنها، وهي تواجه خطراً صنعته بنفسها، حيث أن مشكلتها الحقيقية متمثلة في سياساتها وخياراتها، وفي التجنّي والظلم الذي مارستهما هذه الدول في حق المقاومة ونهجها وأبنائها، وهو أمر لن ننساه بهذه السهولة. وأما الذين كانوا ينتظرون بالأشهر والأيام والساعات سقوط النظام في سورية، فها هو النظام وبعد أربع سنوات لا يزال قوياً ومتيناً ومتماسكاً ويقوم بمبادرات هجومية في الجنوب وحلب وفي كل الأماكن، فيما العالم اليوم يفتش عن طريق ليأخذ ودّ السوريين وإن كان بقليل من الخجل في البداية ولكن شيئاً فشيئاً سيعترف العالم بالحقيقة».
ورد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بشكل غير مباشر على ما ورد في البيان الختامي لمؤتمر قوى 14 آذار ، بالقول: «إننا واعون لكل ما يخطط له البعض سواء في لبنان أو في خارجه، فلا يغرينا تشكيل مجالس وطنية، ولا يخيفنا رفع شعار العبور إلى الدولة، فالمقاومة قامت حينما لم تكن دولة في لبنان تدافع عن شعبها وعن سيادتها، ولولا انتصارات المقاومة في لبنان لما استعيدت مؤسسات الدولة إلى الأرض التي تطأها أقدام أجهزة ولا مؤسسات رسمية منذ عقود من السنين».
وأضاف رعد خلال احتفال تكريمي أقامه حزب الله في حسينية بلدة حولا الجنوبية لمناسبة مرور اسبوع على استشهاد محمد فؤاد غنوي،: «هناك في لبنان من يشكل مجالس وطنية، بعد «أن رجع الناس من الحج»، فلا مفر لهؤلاء إلا أن يمدوا أيديهم ويراجعوا التزاماتهم، لأنهم ليسوا قادرين على أن يأخذوا البلد إلى حيث المحور الذي ينتمون إليه، وعلى هؤلاء أن لا يتحدثوا عن انتمائنا إلى محور معين، لأننا نحن ننتمي إلى القضية القائمة على التحرر والتحرير والحفاظ على السيادة الوطنية، وبناء دولة قوية قادرة وعادلة، وكل هذه الأمور لا تتحقق إلا بإرادتنا المستقلة والأصيلة النابعة من شعبنا وأرضنا».
وأردف قائلا: «وبالمقابل إلى من ينتمي الآخرون، وأين هي قضيتهم وبماذا يخدمونها وكيف ينتصرون لها، فهل تخدمونها من خلال وقوفكم على أبواب الطواغيت والقوى الخارجية لكي تشحذوا منهم الكرامة والإذن بأن تسلحوا جيشكم، أوليس عيبا أن تبقوا جيشنا في البلد وهو في وسط الصراع ضد إرهاب تكفيري منافق يتهددنا ويتهددكم، ولا تعطوه السلاح الذي يستطيع من خلاله أن يدفع هؤلاء وخطرهم، وتمنون النفس بأن تتلاقوا معهم على المدى الطويل والمتوسط، فهؤلاء لا يتلاقون مع أحد، ولقد فتحتم الطريق لهم من أجل أن يصلوا إلى الموصل ونينوى، ولكن تمادوا في طغيانهم فتناسوا دعمكم، وأعلنوا خلافتهم، وطلبوا من ملوككم وأمرائكم أن يبايعوا أميرهم وخليفتهم، فهؤلاء لهم مشروعهم، وعندهم منهجيتهم، ونحن ننصحكم أن تنفضوا أيديكم منهم، لأنه حتى الآن لم تنقطع الصلة بين الإرهابيين التكفيريين وبين بعض القوى التي ترفع شعار مكافحة الإرهاب في هذه المرحلة».
وتابع: «لا نفهم معنى أن ندخل في حوار وتبقى ألسنة السوء تتطاول على المقاومة ومشروعها، فإما أن نخوض حواراً وسط أجواء هادئة ومنضبطة، وإما أن نعرف مع من نتحاور، وما هو حجمهم ونفوذهم وتأثيرهم حتى على داخل تنظيمهم وكتلتهم النيابية والسياسية، وهذا الأمر لا يمكن أن يستمر، فنحن نسكت ونصبر ونترفع عن أن نطل على الإعلام بتصريحات أو بسجالات، ولكن إلى متى التمادي وزج الرؤوس في الرمال كالنعامة، فأنتم غير قادرين أن تخبئوا أنفسكم، ونحن دخلنا إلى الحوار لنتصارح ونتفاهم على النقاط التي يمكن التفاهم عليها، فلماذا تشتموننا في الخارج، وهو أمر غير مقبول، فإما أن تلتزموا بالحوار أو دعونا نذهب كل واحد منا في حال سبيله».
وقال وزير الصناعة حسن الحاج حسن: «ان جزءاً أساسياً من المعركة الهدف منه إسقاط المقاومة بإشغالها بقتال التكفيريين» مؤكداً «أن محور المقاومة قادر على أن يكون حيث يجب في مواجهة الصهاينة والتكفيريين».
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقيم في بلدة الفاكهة في البقاع الشمالي بمناسبة الذكرى السنوية ا ولى لشهيد التفجير الإرهابي في النبي عثمان الشهيد خليل خليل قال الحاج حسن: «إن شهداء الجيش والشعب والمقاومة استطاعوا خلال السنوات الماضية تحقيق انجازات كبيرة ومنها منع اسقاط سورية ولبنان والعراق بيد التكفيريين ومنع حصول الفتنة الطائفية والمذهبية في المنطقة».
وأكد النائب حسن فضل الله «أن بقاء لبنان الدولة والجغرافيا والوطن والمؤسسات والتماسك الداخلي والعيش الواحد والتنوّع مرهون بتضحيات المقاومة». وقال فضل الله خلال حفل تكريمي للاساتذة المتقاعدين في مدينة بنت جبيل: «قرار المقاومة هو إجهاض المشروع التكفيري سواء كان في سورية أو في لبنان بمعزل عن التفاصيل الميدانية الكثيرة أياً كانت هذه التفاصيل في الصيف أو في الشتاء أو في الربيع أو في الخريف». ودعا الجميع في لبنان إلى أن «يتفقوا على استراتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب التكفيري من أجل حماية بلدنا، والتوصل إلى تفاهم حول القضايا الداخلية».
وأكد فضل الله «أننا ذهبنا إلى الحوار بروحية التوافق وبمرونة وبإيجابية وباستعداد للتفاهم والتلاقي على كل قضية يمكن لنا أن نتفاهم عليها لمصلحة البلد»، آملاً بـ«أن يتمكّن هذا الحوار الذي هو فرصة وحاجة وطنية من الوصول إلى النتائج المرجوة التي نريدها له»، داعياً «الجميع في لبنان إلى التفاهم مع المرشح الطبيعي الذي له حيثية ولديه مواصفات ليكون مرشحاً توافقياً، حيث أن التفاهم معه يشكّل فرصة لإنجاز هذا الإستحقاق».
وفي ما يتعلق بسلسلة الرتب والرواتب، أكد «أن هذا الموضوع أنجز في المجلس النيابي على مستوى البنود الإصلاحية، وعلى مستوى توازن السلسلة بين نفقات وإيرادات وتأمين مصادر التمويل». وشدد على «أن حزب الله إلى جانب السلسلة، لكن ما نخشاه أن يضيّعها البعض مرة أخرى في لعبة المزايدات من أجل أن يحمي بعض التكتلات الإقتصادية والمالية، أو لأنه لا يريد لمصادر التمويل التي تحققت أن يتم الإستفادة منها، ويتم التذرّع بأسباب أخرى واهية».
ورأى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي أنه «لو تمكنت الجماعات التكفيرية الإرهابية من تحقيق ما رُسم لها من أهداف في سورية لكان لبنان هو الهدف التالي».
وقال الموسوي خلال لقاء سياسي نظمه حزب الله مع فاعليات بلدة مشغرة في البقاع الغربي: «إن مواجهتنا للفكر التكفيري لا تتطلب ولا تحتاج ولا تنتظر ترخيصاً أو إذناً من أحد لأن ذلك يتعلق بنقطة أساسية وهي مقدار الخطر الذي يهدد المنطقة وشعوبها وهويتها»، لافتاً إلى «أن شرعية هذه المعركة منتزعة من حجم هذا الخطر الذي يمثله التكيفريون على المنطقة وهويتها وتاريخها».