روسيا سبب تقديم طائرات الآباتشى الأميركية إلى مصر

جاء في صحيفة «غلوبال بوست» الأميركية:

إن أحد الأسباب التي دفعت الولايات المتحدة لتقديم طائرات الآباتشى لمصر مؤخراً، المنافسة التي تواجهها من قبل روسيا لتوقيع صفقات أسلحة مع القاهرة بمليارات الدولارات.

وأضافت الصحيفة أن دعم مصر للديمقراطية قد يكون محل شكوك، وفقاً لتعبيرها، إلا أنها على الأقل تحافظ على الأوضاع مع الولايات المتحدة و«إسرائيل»، وهو ما يكفي لإرسال 10 طائرات آباتشى، دُفع ثمنها بالفعل. وهناك 650 مليون دولار أخرى من المساعدات العسكرية ستتجه إلى القاهرة قريباً.

ويقول زاك غولد، المحلل الأميركي لشؤون التعاون الأمني وسيناء، إن العلاقات العسكرية بين مصر والولايات المتحدة قامت على تحديث القوات المصرية وشراء الأنظمة الدفاعية الأميركية، وهي هدية لتلك الصناعة في الولايات المتحدة منذ أوائل الثمانينات.

وعن المنافسة الأميركية ـ الروسية لتزويد مصر بالسلاح، قال مايكل فايس، رئيس تحرير مجلة «Interpreter» الأميركية التي تركز على روسيا، إن موسكو تريد بالتأكيد أن تتنافس مع واشنطن في تزويد مصر بالسلاح. وأضاف أن القاهرة تعلم هذا الأمر، ولذلك لجأ السيسي إلى روسيا، وهذا ما دفع الولايات المتحدة إلى مواصلة إرسال الهليكوبتر إلى مصر.

لكن روسلان بوكوف، الخبير الروسي في شؤون الدفاع، يقول إنه لا يوجد تأكيد على وجود صفقة أسلحة مقبلة بين مصر وروسيا. بل يعتقد أن تلك الصفقة غير مرجحة.

وصرح بوكوف لـ«غلوبال بوست» قائلاً إنه غير مقتنع بأن الاقتصاد المصري يستطيع أن يدهم مثل هذه الصفقة الباهظة، كما أنه يعتقد أن العلاقات المصرية الأميركية لا تزال قوية لدرجة لا تسمح لروسيا بأن تحل محل واشنطن.

ويتفق غولد مع تلك الرؤية، ويقول إن الحديث عن صفقات روسية وسيلة من جانب مسؤولي مصر لإثبات استقلالهم، ومن جانب روسيا لاستفزاز الولايات المتحدة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت تلك الصفقات التي يدور الحديث عنها ستسفر عن شيء.

غير أن الصحيفة تستدرك قائلة إن اهتمام روسيا حقيقي، وفقاً لتقديرات مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات الذي يديره بوكوف، والمعني بتجارة السلاح، فإن قيمة مبيعات السلاح الروسية لمصر بين عامي 2001 و2010 زادت من أقل من 100 مليون إلى ما يقارب مليار دولار.

وسلّمت روسيا مصر طائرات هليكوبتر من طراز «14 Mi-17V-5» عام 2013. ويقول فايس إن بوتين لا يريد أن يحل محل نفوذ أميركا في مصر بشكل كامل، بل يكفيه أن يعقد أو يخفض النفوذ الأميركي، ويعزّز نفوذ موسكو، لتصبح ورقة مساومة أخرى في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى