مدارات «السِّلمية» الإرهابية المزعومة في الأزمة السورية
نيبال هنيدي
ادّعوا أنها سلمية وزعموا أنها للديمقراطية، فلماذا كل هذه البهيمية والقتل والتشويه بالجثث؟ ولماذا هذا السلاح الذي أراق دماء شعب سورية وقتل البراءة والأحلام في عيون شبابها وذبح السلام و… السلمية؟
سورية التي تمرّ بمرحلة خطيرة تعيث فيها فساداً تنظيمات وجماعات إرهابية تحقق مصالح مشغليها وتحمل الساطور وتمارس سلوكيات شاذة غريبة ودخيلة على طبيعة المجتمع السوري وليس لها أي علاقة بالمطالب الشعبية والحياتية لأبناء سورية.
فهل يكون تحقيق الحرية بهذه الطريقة من إلغاء الآخر واستئصاله أو عبر سفك الدماء البريئة؟! فالذي قتل الشهيد نضال جنود بوحشية ومثل بجثته في بانياس، اعترف بذلك بعد أن ألقت السلطات السورية المختصة القبض عليه وهو أحد أعضاء المجموعة الإرهابية المسلحة ويدعى عمر عيروط، إذ قال إنه طعن جنود طعنتين بالسكين عندما كان يحتجزه أشخاص فيما أقدم يحيى الريس على طعنه بـ3 طعنات بعد قتله والتمثيل بجثته.
وسيطرة الإخوان المسلمين على واجهة الأحداث منذ بدايتها دليل على النموذج المشوه لاستخدام الإسلام في هذه الحرب الكونية على سورية، والمعروف عن الإخوان كتنظيم في كل العالم أنه يستخدم العنف والمواجهة المسلحة وفكر القاعدة المجرم في كل العمليات الإجرامية التي يقوم بها حباً برؤية أنهار دماء الأبرياء وبعيداً من تطبيق الدين السليم، واستخدام المساجد لتنظيم التظاهرات ما هو إلا محاولة لإثارة الفتنة في أول أيام الأزمة، وأولها ما حصل في الجامع العمري في درعا واستخدامه كمنطلق للأعمال الإرهابية وكمستشفى ميداني ومكان لتصوير مسرحياتهم، كما عثر في بداية الأحداث عام 2012 على نفق لتهريب الأسلحة بقرب الجامع.
وقد أنشأ حزب «النهضة» الإخواني في تونس في بدايات عام 2012 مراكز سرية لتطويع الإرهابيين من كل العالم وقام بإرسالهم إلى سورية بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأميركية في ليبيا، وقد نقلت وكالة «يونايتد برس إنترنشيونال» عن صحيفة « الصريح» التونسية قولها في السادس والعشرين من شهر أيار 2012 أن الأجهزة الأمنية التونسية تنبهت إلى وجود «نشاط مكثف لخلايا سلفية تكفيرية متشددة في عدد من المناطق الحدودية التونسية المحاذية لليبيا، وأن تلك الخلايا تعمل على تجنيد الشباب المتدين، وتعبئته وإرساله للقتال في سورية، وذلك بالتنسيق أيضاً مع المعارضة في إسطنبول التي تتولى إرسالهم للقتال في صفوف ما سمي بالجيش الحر». وكانت السلطات السورية قد أعلنت في وقت سابق اعتقال عدد من التونسيين كانوا قد تسللوا إلى الأراضي السورية عبر تركيا للمشاركة في القتال إلى جانب ما يسمى الجيش السوري الحرّ. كذلك أعلنت مقتل عدد من التونسيين في سورية، فيما قال أهالي مدينة بن قردان التونسية الحدودية مع ليبيا إن 5 شبان من المنطقة قتلوا في سورية مع الجماعات الإرهابية.
ولم نكن في عام 2012 بعد قد سمعنا بجبهة النصرة و«داعش» الإرهابي، ارتكبت أيدي المجموعات الإرهابية مما سمي بـ «الجيش الحر» المجازر المروعة في بلدتي الشومرية وتل دور والحولة بريف حمص، في إطار تصعيد جرائمها وإرهابها الذي تتبعه قبل انعقاد أي جلسة لمجلس الأمن وبالتزامن مع الزيارة المعلنة لكوفي عنان مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، في 2012.
ومن هذه المجازر مجزرة جسر الشغور في الحادي عشر من شهر تموز 2012 والتي ذهب ضحيتها العديد من المدنيين الأبرياء.
كل المحاولات لتشويه الدين المعتدل في بلاد الشام وتدمير الدولة السورية سيكون مصيرها الفشل، لأن سورية بلد له إرث حضاري وتاريخ عريق وستبقى صخرة الصمود التي ستنكسر على أعتابها كل المؤامرات لتستعيد دورها الحضاري في إغناء الإنسانية.