ديما مقصود ترصد واقع الأنثى في معرضها المنفرد الأوّل

كتبت بشرى سليمان ولين علي من اللاذقية سانا : ترصد الفنانة التشكيلية ديما مقصود في معرضها الفردي الأول الذي يقام في مقهى هيشون واقع الأنثى عامة، فهي لا تكتفي بالسعي إلى لوحة فنية جميلة، إنما تبحث عن أفكار ومواضيع غنية بأحاسيسها تجسد واقع المرآة. وفي كل لوحة من لوحات الفنانة مقصود شكوى لامرأة، فهي تصور عبر لوحاتها أن الحياة أنثى، فمن استطاع فهم الحياة تمكن من فهم الأنثى.

يحوي المعرض 36 عملاً فنياً بأحجام ومقاسات مختلفة ومواد وتقنيات متنوعة من الأكريليك على القماش والكانسون، كما وظفت الفنانة في تشكيل لوحاتها الفنية موادّ مثل الرمل والحبر الصيني، إضافة إلى أدواتها الخاصة ومواد لونية أخرى ابتكرتها بنفسها.

وتشير الفنانة مقصود إلى أن لوحات المعرض تنتمي إلى مدارس فنية مختلفة من التعبيرية والتكعيبية والتجريدية والانطباعية، موضحة أنها سعت إلى رصد حالة المرآة في واقع مجتمعها بظروفها المختلفة، سواء كانت سيدة عاملة أو سيدة تعيش في منزلها مثل لوحة «أنثى الطائر».

قدمت الفنانة أربعة أعمال تحت عنوان «نمط العيون» تظهر فيها حاجة الإنسان للخروج من الضيق إلى عالم أكثر جمالاً ورحابة، إضافة إلى لوحة «المرأة الشارع» وهي أنثى تتوسط اللوحة وعلى جانبيها دلالات رمزية لأبنية عشوائية رمادية اللون تميل إلى السواد تريد الفنانة من خلالها أن تعكس انطباعاً آخر عن واقع امرأة أخرى تعيش خارج منزلها لأجل العمل. في المعرض أيضاً لوحة بعنوان «الشقيقتان» وفيها أنثى تتكىء على كتف الأخرى كتعبير عن توحد بالآلم والمعاناة، وتجسد الفنانة مدى حاجة الأنثى إلى أنثى أخرى تتفهم شكواها، وبحسب تعبير الفنانة لا يستطيع تفهم مشاكل الآخر أكثر من إنسان خاض التجربة نفسها ومر في الظروف القاسية ذاتها.

لم تغب الأزمة في سورية وانعكاساتها عن أعمال مقصود إذ ضمنت معرضها تسعة أعمال من وحي الأزمة، بينها لوحة «صعود» وهي عبارة عن نافذة مغلقة وبجوارها سلم يدلّ على الرغبة في الخروج من النافذة والصعود إلى الحياة. إلى ثلاثة أعمال لوجوه تخرج من الجدران شاءت أن تقول فيها «هذا وجهي المتحرك الحالم… أريد الخروج من الصمت والجماد ومن جدار لا حراك فيه إلى عالم يتحرك يبعث فيه الحياة».

تكشف الفنانة أنّها رغم إطلالتها على الواقع الاجتماعي بريشة تعبيرية مرت على مدارس أخرى مثل الانطباعية فرسمت الطبيعة بأسلوب جديد استخدمت فيه أدوات خاصة والرسم بالسكين. وتؤكد أن هاجسها اليوم صناعة لوحة فنية تحمل جميع المواصفات الجماليات مع الفكرة دونما حاجة إلى الأدوات التقليدية، وهي تقوم يومياً بمجموعة أبحاث فنية لبلوغ طريقة خاصة بها، ولوحة تحمل فيها بصمتها الخاصة، معتبرة المعرض تمهيداً لمعارض فنية أخرى مقبلة تحمل بصمة جديدة، بالاستناد إلى أبحاثها التي تخوضها بالفن التشكيلي.

الفنانة مقصود من مواليد عام 1977 في مدينة جبلة، خريجة علم نفس في جامعة دمشق، شاركت في معارض جماعية واقتنت وزارة الثقافة اليونانية عملاً فنياً لها على هامش مشاركة فنية في لبنان، كما أنها خريجة معهد وليد عزات للفنون التطبيقية في دمشق، اختصاص الخزف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى