الكناني لـ«العالم»: خطة «داعش» تعتمد على عرقلة هجوم الجيش وإيقاع ضحايا أكثر
نفى مدير قناة «العالم» في بغداد كامل الكناني وجود أي توقف للعمليات العسكرية الجارية في محافظة صلاح الدين وفي مدينة تكريت تحديداً، ولكن هناك عمليات من الناحية الفنية واللوجستية لتنظيف وإزالة الألغام، بعد قيام «الدواعش» بتلغيم شوارع بكاملها بمواد متفجرة كانت على شكل حجر بناء في داخل الارصفة.
وقال: «القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي المتجحفلة معها كشفت مجموعة من وسائل التلغيم الجديدة التي لم تكن مسبوقة وهذا ما يعرقل توغل القوات المشتركة وسط تكريت»، مشيراً الى ان «خطة الدواعش الدفاعية تعتمد على عرقلة الهجوم وتأخيره أكثر ما يمكن من اجل ايقاع ضحايا أكثر من خلال عمليات القنص، مؤكداً انه تم قتل قناصين بينهم سعودي الجنسية في تكريت وفي العديد من المناطق».
وأوضح ان «هناك تقدماً للقوات من محورين باتجاه منطقة الفتحة لقضم الاراضي من محيط تكريت ما يجعلها ساقطة من الناحية العسكرية، مشيراً الى ان تكريت لم تعد هدفاً استراتيجياً من الناحية التعبوية لأن القوات العراقية أحاطت بها من جميع الجهات ولا يتمكن الدواعش الحصول على امدادات خارجية ولهذا من الناحية الواقعية لا داعي لزيادة اعداد الضحايا بعملية اقتحامية للجيوب المتبقية في المدينة من دون ضرورة، حسبما تقتضي الخطة عدم الاندفاع والتسرع لتأمين اكثر ما يمكن من سلامة المقاتلين العراقيين، اضافة الى المحتجزين والعوائل التي اتخذها الدواعش دروعاً بشرية». وأضاف ان «هذه الخطة من الناحية العسكرية والانسانية والوطنية هي عمل صحيح وسليم ومدعومة شعبياً».
وأكد الكناني ان «قوة داعش الدفاعية تركزت في مدينة تكريت وأعدت 100 صهريج مفخخ من اجل ايقاع اكبر عدد من الضحايا، مشيراً الى ان خطة القوات العراقية كانت مفاجئة بالنسبة للدواعش في طريقة تنفيذها، حيث تم تحرير المناطق المحيطة كالعلم والبو عجيل والدور والعوجة الجديدة والتي كانت تعتبر معاقل رئيسية لداعش وللبعثيين في المنطقة».
واعتبر خطة المحورين الذين انطلقا باتجاه الشمال من منطقة حمرين والآخر محاذٍ لنهر دجلة، بأنهما محوران يتصرفان بذكاء وبميدانية وبحس عالٍ من البُعد الامني.
وقال: «الخطة العسكرية كانت تثبيت الدواعش في اماكن تواجدهم وعدم السماح لهم بالتواصل، لذلك كان هناك هجوم من الشرطة الاتحادية وقيادة عمليات بغداد على اطراف محيط العاصمة، اضافة الى الهجوم من الفرقة الخامسة على مدينة الرمادي حيث تم تطهير الكثير من مناطق الكرمة وعزلها عن الفلوجة في الخطة الثانية من العمليات العسكرية ما احدث خللاًً وضربة كبيرة للمقاتلين والدعم الذي كان يأتي من طريق سورية والرمادي الى مناطق القتال في صلاح الدين، حيث تم توجيه ضربتين جويتين موفقتين على الارتال القادمة من سورية، ابيد فيها اكثر من 60 داعشياً من بينهم قيادات كانوا قادمين من منطقة الفوسفات في القائم الحدودية». وأوضح الكناني ان «هذه التحركات العسكرية تعطي فرصة لتثبيت الدواعش وعدم السماح لهم بالاستقواء والتواصل وتقطيع حواضنهم الرئيسية بعزل صلاح الدين عن كركوك وعن الموصل خصوصاً بعد السيطرة على منطقة المكيشيفة والفتحة، مشيراً الى ان المنطقة اصبحت كلها بيد القطعات الامنية وبإمكانها إغلاق اي منفذ تريد، ورأى ان الهجوم القادم سيكون الى الشرق باتجاه الشرقاط والحويجة قبل تطهير الجيوب المتبقية في مدينة تكريت».