في طريقه لإعلان إيران دولة نووية… كيري يبوح بانتصار الأسد

رئبال مرهج

« لا بد لأميركا من أن تتفاوض مع الأسد»، قالها جون كيري، لم يكن متعباً هذه المرة، فلا زلة لسان ولم يكن مشوش الذهن، بدا مرتاحاً، فلا أوهام فمن كان «منفصماً عن الواقع» إذاً؟

الواقع الذي لطالما أصر الأميركي على نكرانه، ولكن أبناء سورية، أبناء قادش وحطين، هم من يعرفون واقعهم جيداً، الذي وإن عاكسهم، أصروا على تغيير مجرى التاريخ من جديد.

ليست هي المرة الأولى التي يُلملم الأميركي خيباته فيها محولاً مجريات الأحداث والوقائع إلى نقاطٍ في ميزان المصالح وإن كانت على حساب حلفائه.

فقبل أربعة أعوام ومنذ بداية المؤامرة الأميركية «الإسرائيلية» على سورية لم تتوقف واشنطن بلسان مسؤوليها عن تأكيد أن الأسد راحل لا محالة، بل ذهبت هيلاري كلينتون إلى التاكيد ومن باريس، أن رحيل الاسد هو مجرد مسألة وقت فالضغوط الدولية بحسب هيلاري لا تخطئ صاحبها، والثمن الذي ستدفعه روسيا والصين حلفاء الأسد سيكون باهظاً.

ربما كان على كلينتون أن تقرأ كتاب سلفها كولن باول، وأن تتعظ من إقراره، يوم جاء مغروراً إلى دمشق في 2003 حاملاً معه إنذار غورو الجديد – أميركي اللكنة – رده الأسد يومها بلغة الواثق الصريح، إذا أردتم الحرب فنحن لأعدائنا جاهزون.

لغة ربما لم يفهمها الصهيوني تيري لورد لارسون، يوم جاء آمراً وليته لم يفعلها – قبل أسبوع من زلزال الخامس عشر من شباط 2005 واضعاً شروطه على طاولة الأسد: «تعاونوا معنا ضد حزب الله والمقاومة الفلسطينية وخذوا منا ما تريدون وإلا»! ضحك الأسد، وجاء الرد وبلغة الواقع تكلم وادي الحجير، يوم تعمدت أكتاف أبطال المقاومة بسيف الحق، فراحت دبابات الميركافا تحترق واحترقت معها آمال بني صهيون وآماني وهابيي سدير.

ولكن كلينتون ومن ورائها أوباما، لم يقرأا العظة، فلربما أرادوا أن يستمعوا إلى درس جديد وبلغة التاريخ «الآسيري».

ففي مثل هذا اليوم وفي شهر الربيع تحديداً، بدأ انقلابهم، يومها وقف الأسد شامخاً في برلمان عرينه، مراهناً على حقيقة الشعب ووعيه في صد المشروع وإسقاطه على أنقاض عرابيه كما تتهاوى أحجار الدومينو، فوقف الشعب السوري مدافعاً عن سيادة قراره، ملتحماً مع قرار الأسد، داعمين لجيش الحق، الجيش السوري، فرسموا معاً ملاحم الصمود والانتصار على لوحات الواقع، ليلاقيهم السيد الإمام علي الخامنئي ومن طهران، راسماً الخطوط الحمر على أسوار الشام .

فسقط الرهان الأميركي وتهاوى المشروع الصهيوني، وصرخت عاصمة بني عثمان وجعاً بعد ارتداد سيفها مكسوراً على رأس صقور حكومة «الصفر أخلاق»، بينما اصطكت أسنان أمراء آل سعود غيظاً، لا بل ذعراً، فهم من أدوار المنطقة لربما خارجون.

وفي وقت تستعد طهران لإعلان اعتراف العالم بها كقوة نووية يتعدى نفوذها من الإقليمي إلى الدولي، يُخبر جون كيري نظيره جواد ظريف تأجيل اجتماعه معه لساعات فقط، فالحدث جلل، وهو إعلان انتصار الأسد، فتنتظر دمشق الأفعال وتبتسم طهران.

وفيما يلاقي «سديريو الحجاز» في خوفهم وذعرهم، اختلاجات أولاد العمومة في «تل أبيب»، عندها، ربما لم يبق لهم، سوى ترصيع تيجانهم ومعابدهم، بفتات الموائد، موائد السيد… الأسد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى