بروح رياضية

حسن الخنسا

فيليبي نصر هو الشاب ابن الـ22 سنة الذي ظهر للمرة الأولى خلف مقود سيارة «ساوبر» في المرحلة الأولى من بطولة العالم لموسم 2015 ضمن جائزة أستراليا الكبرى، وتمكّن السائق «المغمور» من احتلال المركز الخامس في الظهور الأول له، في حين لم يكن أكثر المتفائلين يتوقّع للسائق اللبناني الأصل أن يلمع في هذا الاستحقاق العالمي.

ولم يكن نصر ليشارك في سباق أستراليا مع فريق «ساوبر» وذلك بسبب الدعوى التي كسبها السائق الهولندي غييدو فاندر غارد ضد «ساوبر» بعد أن أكد ارتباط الأخير مع فريق سويسري. لكن تفاهماً ما حصل بين الطرفين ما سمح للبناني نصر بالمشاركة في السباق بعدما حرم من خوض التجارب الحرة الأولى بسبب المشكلة عينها.

وقال السائق البرازيلي ذو الأصول اللبنانية: «إنه إنجاز… سعادتي تكمن في حلولي في المركز الخامس خلال خوض المشاركة الأولى لي عالمياً على الإطلاق ضمن بطولة العالم لفورمولا واحد»، وأضاف: «كان السباق صعباً لكنه شرف كبير لي أن أنال المرتبة الخامسة، كما أنه لارتياح كبير بالنسبة لي وللفريق أن نتمكّن من تسجيل النقاط، أنا راضٍ تماماً عن هذا الإنجاز».

لم يكن السباق سهلاً بالنسبة إلى نصر الذي اعترف بصعوبة الدخول في الأجواء بعد أن غاب عن التجارب الحرة الأولى ما زاد من صعوبة المنافسة، وقال: «من الناحية الذهنية كان من الصعب المحافظة على كامل تركيزي، لكني استجمعت قواي لهذا السباق».

وتحدّث نصر عن البداية الصعبة عندما وجد نفسه أمام موقفٍ صعب عند المنعطف الأول بحيث اصطدمت سيارته بسيارتي لوتوس وفيراري، وتمكّن في النهاية من متابعة السباق بعد احتكاكٍ طفيف لم ينتج من أضرار.

ويحلم البرازيليون واللبنانيون على حدٍّ سواء أن يكون نصر هو السائق الذي انتظروه طويلاً ليرفع اسم بلاد السامبا عالياً في حلبات الفورمولا وان وذلك بعد غياب طال لأكثر من 24 سنة عن الفئة الأولى، بحيث كان الأسطورة الراحل ايرتون سينا آخر برازيلي يتوّج في حلبات الموت «الـF1» عام 1991 قبل أن يلقى حتفه على حلبة إيمولا عام 1994.

وظهر نصر مفتخراً بأصوله اللبنانية إذ كتب اسم عائلته باللغة العربية على خوذته، وأكد أنه متعلق بجذوره اللبنانية على رغم عدم زيارته لبلده الأم بحيث قال أن جدّه أتى إلى البرازيل في سيتينات القرن الماضي، ولا تزال عائلته تجتمع كل يوم سبت في منزل الجدة التي تطهو لهم طعاماً لبنانياً، معتبراً أن هذا تقليد بالنسبة إلى عائلته.

تعلّق نصر بحلبات الموت جاء بشكل وراثي، إذ إن عمّه أمير نصر كان سائقاً وشارك في بطولات عالمية عدة في الثمانينات، وأسس فريقاً خاصاً به في فئة F3. ولعب عم فيليبي دوراً أساسياً في وصوله إلى حيث هو الآن ليس فقط على صعيد الموهبة، بل بالترويج الذي ساهم في انتقال مصرف «بانكو دو برازيل» من رعاية فريق «وليامس» إلى رعاية «ساوبر» هذا الموسم بسبب وجود فيليبي.

وانتقل فيليبي إلى الفورمولا وان بعد أن أحرز بطولة البرازيل لسباقات الكارتينغ 3 مرات، وذلك قبل أن يقرّر الاستمرار في مسيرته ولكن هذه المرة انتقل إلى سباقات الـ«Formula BMW» الأوروبية وأحرز بطولة هذه الفئة، ليؤكد بعدها السائق اللبناني الأصل موهبته بإحرازه لقب سباق «British Formula 3». ومن ثم انتقل هذا العام إلى سباق الفورمولا 1 بعد أن أكّد جدارته في المستويات الأدنى. على أمل أن يرفع فيليبي اسم لبنان والبرازيل عالياً من خلال حلبات الـ«F1»، نتمنى له التوفيق في مسيرته نحو العالمية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى