نتنياهو يعلن فوز معسكره وعريقات يوعده بالمحكمة الجنائية
أعلن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على «تويتر» فوزه بالانتخابات التشريعية «الإسرائيلية»، ويتفق هاتفياً مع زعيم حزب البيت اليهودي على البدء في تشكيل الحكومة بعد إعلان النتائج الأولية، وقد سارع البيت الأبيض إلى الإعلان أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيظل ملتزماً بـ«العمل المتقارب» مع الفائز بالانتخابات «الإسرائيلية» أياً كان. في حين وعده الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس طاقم المفاوضات الفلسطينية «الإسرائيلية» سابقاً، بالمحكمة الجنائية في أول رد على نتائج الانتخابات.
وكان نتنياهو قال قبل النتائج إنه سيضم الأحزاب الدينية المتشددة إلى حكومته إذا كلف بتشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات، وحذر نتنياهو عقب إدلائه بصوته من تداعيات صوت فلسطينيي الداخل على الاقتراع. من جانبه وصف إسحق هرتسوغ رئيس حزب العمل والمنافس الأول لرئيس الحكومة أداء نتنياهو بالبائس متأملاً الفوز بمعركة رئاسة الحكومة.
وعلى رغم أن استطلاعات الرأي أشارت إلى تقدم يسار الوسط بزعامة رئيس حزب العمال وزعيم تحالف «المعسكر الصهيوني» إسحق هرتسوغ الذي حصل على 27 مقعداً بحسب القناة الثانية، إلا أن نتنياهو استطاع في الساعات الأخيرة للحملة تقليص الفارق بجنوحه إلى أقصى اليمين المتطرف مع إعلانه انه لن تكون هناك دولة فلسطينية في حال فوزه وحصل على 28 مقعداً بحسب القناة ذاتها وهو ما يتناقض مع ترتيب القناة العاشرة التي أشارت إلى تعادل بين نتنياهو وهرتسوغ بـ 27 مقعداً لكل منهما. كما حصلت قائمة «هناك مستقبل» على 11 مقعداً و«البيت اليهودي» 8 مقاعد، و«شاس» يحصل على 7 مقاعد و«إسرائيل بيتنا» على 5، في حين حصلت القائمة العربية على 13 مقعداً. وقال أيمن عودة لقد حققنا هدفنا الأساسي في الانتخابات بذهاب نتنياهو إلى المعارضة، وأضاف سنكون للمرة الأولى في رئاسة المعارضة، معلناً نحن على استعداد أن ندرس أي عرض من هرتسوغ إذا كان هناك توجه نحو السلام.
وسيوكل رئيس كيان العدو رؤوفين ريفلين إلى أحد النواب مهمة تشكيل ائتلاف حكومي: نتنياهو أو منافسه الرئيسي هرتسوغ الذي سيصبح في حال فوزه أول رئيس حكومة عمالي منذ نهاية حكم ايهود باراك في 2001 أو حتى شخصية أخرى عملاً بحسابات حساسة.
وكانت أقفلت صناديق الاقتراع في انتخابات «الكنيست» الصهيوني عند الساعة العاشرة مساءً بنسبة تصويت وصلت إلى 81,74 في المئة، وصدرت فور انتهاء عمليات التصويت، نتائج العينات لدى قنوات التلفزة، التي أظهرت فوزاً بسيطاً لحزب «الليكود» واليمين الصهيوني عامة، على حساب «المعسكر الصهيوني» برئاسة إسحق هرتسوغ، واليسار، إلا أن عدد المقاعد جاء أكثر مما توقعته استطلاعات الرأي في الأيام الماضية، نتيجة توجهات الكتلة الناخبة العائمة في اليوم الانتخابي.
وكان «الإسرائيليون» أدلوا أمس بأصواتهم لاختيار أعضاء البرلمان الجديد كنيست في انتخابات تبقى نتائجها مفتوحة على كل الاحتمالات، في حين تمثل هذه الانتخابات «معركة مصيرية» لرئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو وتحالف «المعسكر الصهيوني» الذي يضم رئيس حزب «العمال» يسار إسحق هرتسوغ وزعيمة حزب «هاتوناه» الحركة وسط تسيبي ليفني.
وسائل إعلام «إسرائيلية» أكدت نسبة تصويت منخفضة في معاقل اليمين مقابل نسبة تصويت مرتفعة في معاقل اليسار.
وذكرت القناة العاشرة، في نشرتها المسائية المركزية أن نسبة التصويت في المناطق التي تتبع اليمين في شكل عام في مختلف المناطق «الإسرائيلية»، تميزت طوال أمس بنسبة تصويت منخفضة قياساً بارتفاع نسبة التصويت في الصناديق المحسوبة مناطقياً على معسكر اليسار ويسار الوسط، الأمر الذي يعني، بحسب محللي القناة، إمكان تحقيق خرق كبير جداً، وربما مفاجأة من العيار الثقيل.
وفي الإطار نفسه، تناول المتخصّص في الشؤون الحزبية في صحيفة «هآرتس» باراك رابيد في مقالته «خيبة الأمل الكبرى» وسط الجمهور الصهيوني رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، وخلص إلى أنه «حتى لو شكّل حزب الليكود الحكومة المقبلة فإن عهده قد ولّى»، معتبراً أن «الانتخابات التي تجرى هي ذروة الحملات العاصفة العاطفية والمكثفة والمشوقة والدراماتيكية التي تحصل في «تل أبيب»… فقد خرج ملايين «الإسرائيليين» إلى صناديق الاقتراع من دون أن تتضح صورة المنافسة».
وذكرت إذاعة العدو أن رئيس الكنيست السابق يولي إدلشتاين أعرب عن ارتياحه حيال نسبة الاقتراع العالية، متمنياً العودة إلى نسب التصويت العالية التي كانت «إسرائيل» تشهدها من قبل.
من جهته، أدلى نتنياهو وزوجته سارة بصوتيهما بعد بضع دقائق فقط من بدء التصويت في السابعة صباحاً بتوقيت «إسرائيل» في القدس. وسعى إلى إنقاذ شعبيته التي تراجعت مؤخراً أمام خصومه السياسيين وتعهد بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية إذا أعيد انتخابه رئيساً للحكومة.
واستبعد نتنياهو تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم حزبه «ليكود» وتحالف «المعسكر الصهيوني» بعد الانتخابات، مؤكداً أن هوة عميقة تفصل بين القائمتين، وذلك في تصريحات له أثناء إدلائه بصوته.
وذكرت الإذاعة «الإسرائيلية» أن نتنياهو رفض خلال حديث إذاعي الإفصاح عن هوية الشخصية التي سيسند إليها وزارة الدفاع في حال فوزه في الانتخابات، قائلاً إنه لا ينشغل بتوزيع الحقائب.
وكتب نتنياهو على صفحته عبر «فايسبوك»: «إن حكم اليمين في خطر وإن العرب يتحركون بأعداد كبيرة نحو صناديق الاقتراع».
ورداً على تصريحات نتنياهو قال عضو الكنيست أحمد الطيبي إن رئيس الحكومة أصيب بالهلع، وهو «يحرض ضد المقترعين العرب الذين يمارسون حقهم الطبيعي والديمقراطي في الانتخاب ككل مواطن».
في المقابل، قال هرتسوغ الذي يتزعم «المعسكر الصهيوني»، إنه يرغب في استبدال نتنياهو وتشكيل ائتلاف حكومي مستقر وقوي، لكنه لم يستبعد إشراك الـ«ليكود» في مثل هذا الائتلاف إذا كلف بتشكيله. وأضاف هرتسوغ إن حكومة برئاسته ستعرف كيفية تحريك المفاوضات مع الفلسطينيين وصد إجراءاتهم أحادية الجانب. وأكد أن القدس ستبقى موحدة ضمن أي تسوية بحسب تعبيره، وأن الكتل الاستيطانية الكبرى ستظل تحت السيادة «الإسرائيلية»، مشيراً إلى أنه سيدعو جميع الأحزاب للانضمام إلى حكومته.
على الجانب الآخر، راقب الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة عن كثب الانتخابات لكنهم لا يعولون كثيراً على نتائجها ولا يتوقعون منها خيراً يُذكر.
نائب رئيس المجلس الثوري لحركة فتح صبري صيدم كان ناشد فلسطينيي الداخل هي أن يخرجوا للاقتراع آملاً بالقائمة المشتركة يهود وفلسطينيين معتبراً اليمين أو اليسار وجهين لعملة واحدة في انتخابات أعضاء الكنيست.