مدارات بعد فوزه بالانتخابات البرلمانية نتنياهو أمام خيارين: اليمين أو خليط؟

ناديا شحادة ورئبال مرهج

مع إقفال صناديق الاقتراع وظهور أولى نتائج الانتخبات «الإسرائيلية»، وإعلان بنيامين نتنياهو أنّ نتيجة الانتخابات انتصار كبير لليكود وللمعسكر القومي، بدأت تساؤلات عدة في «إسرائيل» حول الوجهة التي ستتخذها الحكومة المقبلة في ظل ما أفرزته انتخابات الكنيست وفوز حزب الليكود على المعسكر الصيهوني الذي حل في المرتبة الثانية، فيما حلت القائمة العربية المشتركة في المرتبة الثالثة التي خاضها السياسيون العرب لأول مرة بقائمة مشتركة ضمّت المحافظين والعلمانيين والشيوعيين والمدافعون عن حقوق المرأة بهدف الحصول على أعلى نسبة من عدد مقاعد الكنيست.

نتائج هذه الانتخابات كشفت عن انقسام حاد في «إسرائيل» بشأن المستقبل السياسي، عكسه الفارق بين حزب الليكود والمعسكر الصهيوني والقائمة العربية – القوة الثالثة.

ويرى الخبراء في الشؤون «الإسرائيلية» أن نتنياهو الذي جدد رفض حزب الليكود الذي يترأسه تشكيل حكومة وحدة وطنية مع منافسيه من المعسكر الصهيوني سيكون مضطراً لتشكيل ائتلاف واسع ستكون فيه المواقف غامضة والحسم عسيراً، فدعا قادة جميع الأحزاب للانضمام إليه وتشكيل حكومة من دون تأخير لتكون قوية ومستقرة وتعمل على ضمان أمن «الإسرائيليين».

إسحاق هرتزوغ زعيم حزب العمل ووزيرة العدل السابقة تسيبي ليفني أعلنا في بيان أنهما سوف يكافحان مع الشركاء في الكنسيت من أجل القيم التي يؤمنان بها، معتبرين نتيجة الانتخابات قاسية عليهما وعلى من يثق بنهجهما.

أولى ضحايا الإنتخابات الكنيست «الإسرائيلي» كانت رئيسة حزب ميرتس «زهافا غالؤون» التي قدمت استقالتها من الكنيست عقب فشل الحزب في الانتخابات بعد حصوله على 4 مقاعد برلمانية لا أكثر.

نتنياهو الذي يحكم منذ آذار عام 2009 أصبح اليوم في الموقع الذي يخوله بتشكيل الحكومة المقبلة باعتبار أن حزبه هو الحائز أكثرية المقاعد، وهذا ما أكده حزب الليكود الذي أصدر بياناً أعلن فيه أن نتنياهو سيسعى إلى إنجاز إجراءات تشكيل حكومته المقبلة خلال أسبوعين أو 3 أسابيع.

ويؤكد الخبراء أنه لا يستطيع أحد قراءة المشهد الإسرائيلي بصورته المستقبلية من دون أن يأخذ في الاعتبار المتغيرات في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً في ما يتعلق بحسم الملف النووي الإيراني الذي بات الاتفاق عليه وشيكاً، هذا الأمر الذي زاد من توتر العلاقة بين واشنطن ونتنياهو، بلغت ذروته في عدم استقبال أوباما رئيس الحكومة «الإسرائيلية» في زيارته الأخيرة للعاصمة الأميركية، حيث يواجه نتنياهو مأزقاً حاداً بخاصة بعد عدم تقديمه لأي حل يقنع واشنطن بتغير موقفها الحاسم في إنجاز الاتفاق النووي النهائي مع طهران.

كما أن لحروب غزة والاستمرار في سياسة الاستيطان «الإسرائيلية»، نتائج كفيلة بزيادة الغضب الدولي الذي بدأ بالتفكير في اتخاذ خطوات عقابية، وأصبح الكثير في «إسرائيل» متخوفاً من أن تقوده هذه السياسة إلى عزلة دولية.

ويؤكد الخبراء أن «إسرائيل» في ظل حكومة نتنياهو واجهت العديد من الانتقادات الدولية بخاصة من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي جراء استمرار الاستيطان في أراض فلسطينية محتلة وتوقف مفاوضات السلام مع الجانب الفلسطيني لرفض نتنياهو العام الماضي تنفيذ إفراج كان مقرراً عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى في السجون «الإسرائيلية». ويرى المتابع للشأن «الإسرائيلي» أن سياسة نتنياهو المتعجرفة في العدوان على غزة وعلى سورية ولبنان، ورد المقاومة القاسي في مزارع شبعا على رغم الاستعدادات التي قام بها الجيش «الإسرائيلي»، إذ أثبت أن المقاومة هي منظومة متكاملة وقادرة على إلحاق الهزيمة بجيش العدو، الأمر الذي كان له تأثير في خيار الناخب «الإسرائيلي»، وتجلى ذلك بالنتائج المتقاربة بين الأحزاب الرئيسة.

ويرى متابعون أن اليمين المتطرف هو التيار المقبل ليسيطر على الساحة السياسية «الإسرائيلية» من جديد عقب نتائج انتخابات الكنيست، وأن الراسم المقبل للسياسة «الإسرائيلية» هو ذاته رئيس الوزراء نتنياهو والذي سيكون أمام خيارين لتركيبة الائتلاف الحكومي «الإسرائيلي» المقبل، إما أن تكون يمينية أو يمينية مع لفيف من أحزاب أخرى، وبالتالي فإنه لن يكون هناك أي تغيير متوقع في السياسات «الإسرائيلية» بالمقارنة مع الماضي .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى