صحافة عبرية

ترجمة: غسان محمد

«الليكود» يفوز

بعد فرز 99 في المئة من صناديق اقتراع الانتخابات العامة «الإسرائيلية» لانتخاب «الكنيست» رقم 20 التي أجريت أول من أمس الثلاثاء، أعلنت صحف ووسائل إعلام عبرية عدّة، النتائج شبه النهائية صباح أمس الأربعاء، والتي أظهرت أنّ «الليكود» تفوّق على «المعسكر الصهيوني» بستة مقاعد، إذ حصد 30 مقعداً، فيما حصل منافسه الأقوى على 24 مقعداً فقط، ليخيب آمال كل الأوساط اليسارية في «إسرائيل»، فيما حققت «القائمة العربية المشتركة» أقوى مفاجآت الانتخابات بحصولها على 14 مقعداً من دون منافس، لتحتل المركز الثالث. وأوضحت النتائج أن حزب «هناك مستقبل» الوسط برئاسة يائير لابيد، حصل على 11 مقعداً، وحصل حزب «كولانو» الوسط الجديد الذي يتزعمه موشيه كحلون على 10 مقاعد، وحصل «البيت اليهودي» اليميني على 8 مقاعد، وحصد حزب «شاس» الديني المتشدد على 7 مقاعد، فيما حصد حزب «يهدوت هتوراه» الديني المتشدد أيضاً على 6 مقاعد، وحصل «يسرائيل بيتنا» الذي يتزعمه الوزير المترطف آفيغادور ليبرمان على 6 مقاعد فقط بعدما كان متوقعاً حصوله على 10 مقاعد، وحصد حزب «ميرتس» اليساري 4 مقاعد، ولم يتجاوز حزب «ياحاد» الديني المتشدد الجديد نسبة الحسم 3.2 في المئة من إجمالي عدد المصوتين. وحصلت «القائمة العربية المشتركة» ـ حصان طروادة تلك الانتخابات ـ على 436.532 صوتاً، أي ما يعادل 10.98 في المئة من إجمالي عدد الأصوات، فيما حصل «الليكود» على 23.26 في المئة من الأصوات، وحصل «المعسكر الصهيوني» على 18.73 في المئة، وبالتالي تحتفظ القائمة العربية بالمركز الثالث من دون منازع، إذ هناك فارق شاسع بينها وبين الحزب الذي يليها وهو «هناك مستقبل» الذي حصل على 348.802 من إجمالي عدد الأصوات.

وجميع التوقعات تؤكد تشكيل نتنياهو حكومة يمينية متشددة، إذ أجمعت التحليلات السياسية والإعلامية في «إسرائيل» عقب إعلان النتائج، على أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» المنتهية ولايته رئيس حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو، سيشكل الحكومة المقبلة مع الأحزاب اليمينية والدينية المتشددة، إلى جانب بعض الأحزاب الوسطية.

وأوضحت صحيفة «هاآرتس» العبرية أن عمليات إعادة فرز الأصوات في عدد محدود من مراكز الاقتراع أجريت أمس الأربعاء بالتزامن مع الانتهاء من فرز أصوات المقترعين بالمظاريف المزدوجة، ومعظمهم من جنود الجيش «الإسرائيلي» وأعضاء السفارات «الإسرائيلية» الرسمية في الخارج.

وأصدر حزب «الليكود» صباح أمس بياناً جاء فيه أن رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو سيسعى إلى إنجاز إجراءات تشكيل حكومته المقبلة خلال أسبوعْن أو ثلاثة أسابيع، مضيفاً أن نتنياهو تحدث هاتفياً مع قادة جميع الكتل البرلمانية المتوقع انضمامها إلى الحكومة المقبلة وهم كل من نفتالي بينت رئيس «البيت اليهودي»، وموشيه كاحلون رئيس حزب «كولانو»، وآفيغادور ليبرمان رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، وآرييه درعي من «شاس» الديني المتشدد، ويعقوب ليتسمان وموشيه جافني من حزب «يهادوت هتوراة». وكان نتنياهو قد أكد في خطاب ألقاه مساء الثلاثاء، في مقر «الليكود» أن الحزب حقق فوزاً كبيراً، مشيراً إلى رغبته في تشكيل حكومة قوية ومستقرة تعمل على ضمان أمن ورفاهية جميع المواطنين، خاصاً بالذكر التعامل مع ضائقة السكن وخفض غلاء المعيشة.

وكانت مصادر في ديوان الرئيس «الإسرائيلي» رؤوفين ريفلين، قد ذكرت أن الأخير ما زال يعتقد أنه من الأفضل تشكيل حكومة وحدة وطنية في الظروف الراهنة، إذ ينتظر ريفلين ورود النتائج النهائية للانتخابات قبل مباشرته التشاورات مع ممثلي مختلف الكتل البرلمانية حول الشخصية التي سيكلفها بتشكيل الحكومة المقبلة.

وكان رئيس «المعسكر الصهيوني» يتسحاق هرتسوغ، قد صرح في كلمة ألقاها أمام نشطاء حزبه في وقت سابق قبل نشر النتائج واتضاح تقدّم «الليكود» الكبير على حزبه، بأنه سيسعى إلى إحداث تحوّل سياسي في «إسرائيل»، داعياً جميع الكتل الاجتماعية على حد تعبيره إلى الانضمام إلى حكومة برئاسته، والتي تسعى إلى ضمان الطابع اليهودي الديمقراطي لـ«إسرائيل» وتتطلع إلى تحقيق السلام مع الجيران.

بدورها دعت رئيسة حزب «ميرتس» اليساري زهافا جالؤون هرتسوغ إلى عدم الانضمام إلى حكومة وحدة وطنية مع «الليكود». فيما قال رئيس حزب «هناك مستقبل» يائير لابيد، إن حزبه صار قوة في المجتمع «الإسرائيلي» لا يستطيع أحد تجاهلها، مؤكداً عزم الحزب على الكفاح من أجل تحقيق أهدافه.

وذكرت «الإذاعة العامة الإسرائيلية»، أن رئيس «المعسكر الصهيوني» يتسحاق هرتسوغ، هنّأ نتنياهو صباح أمس، بفوزه في انتخابات الكنيست. وأوضح هرتسوغ أن حزبه سيواصل كفاحه البرلماني من أجل القيم التي يقول بها بالتعاون مع أي جهة سياسية تريد ذلك.

وكتبت «هاآرتس»:

انتهى الاحتفال، «الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط»، الفيلا في الغابة، قالت كلمتها ولم تنجح في أن تقرر. الدولة انهارت إلى هذه الانتخابات وهي تحمل على ظهرها شحنة مستحيلة من المشاكل. حطامها وشظاياها متناثرة في كل صوب بعد ست سنوات من النظام التهكمي، المتملص، المفزوع والمنفلت الذي قضم كل قطعة طيبة وكأنه جيش من الجراد الجائع.

لقد انخرط هذا نظام جيداً في المنطقة التي يعدّ فيها الرعب والتهديد الوسيلتين الوحيدتين اللتين توفران طاعة المواطنين وتفرضان الصمت الجماهيري. ذات مرة كانت الدول العربية هي التي أشارت إلى «إسرائيل» كمصدر لكل مشاكلها. وقد استوردت «إسرائيل» هذا الابتكار وطبقته بنجاح هائل. موازنة دفاع عديمة اللجام؟ لا مفر، نستعد لإيران. تقليصات في جهاز التعليم؟ أولا الحرب وبعد ذلك التعليم. «إيران أولاً»، أصبحت سبب وجود الدولة اليهودية. أولاً يهودية وبعد ذلك ديمقراطية، لأن الديمقراطية، حقوق الاقليات وحرية التعبير ترف لا يطاق في دولة تقاتل في سبيل روحها.

لقد كان هذا هو النجاح الاكبر لنتنياهو الذي بترهاته أقام نظام رعب تقاس فيه المواطنة فقط بحسب الولاء المتزمت لخريطة التهديدات التي يرسمها الحاكم. واستوجب أيديولوجية الخوف هذه غلافاً سميكاً من الاكاذيب. من الكذبة الفظة التي يعرض فيها على يهود العالم «إسرائيل» بصفتها الدولة الآمنة الوحيدة التي يمكنهم فيها أن يخافوا بشكل حر، عبر كذبة «اللاشريك» التي شطبت كل فرصة للحوار مع الفلسطينيين، وانتهاء بالوعد المفزع في أن «إسرائيل» يمكنها أن تعمل وحدها حيال إيران حتى من دون الولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى