واشنطن: حلفاؤنا مستعدون لدعم «المعارضة السورية» بالجنود

دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي الحكومة السورية إلى عدم اعتراض الطائرات الأميركية من دون طيار في الأجواء السورية. وقالت: «أستطيع تأكيد فقدان الجيش الأميركي لطائرة من دون طيار في الأجواء الشمالية الغربية من سورية، وتدرس وزارة الدفاع هذا الحادث، وسنقدم التفاصيل حين يكون ذلك ممكناً».

ولم تؤكد بساكي فيما إذا كانت الطائرة أسقطت من قبل الدفاع الجوي السوري أم لا. وأضافت أن «البنتاغون» سيقوم بالدور الرئيسي في التحقيق، وقالت: «لا شك في أننا سندرس حيثيات الواقعة، ونؤكد مطالبتنا مرة أخرى لنظام الأسد بعدم اعتراض الطائرات الأميركية من دون طيار في الأجواء السورية».

جاء ذلك في وقت رجح رئيس أركان الجيش الأميركي راي أوديرنو استعداد بعض حلفاء واشنطن لإرسال جنود لتدريب ودعم «مقاتلي المعارضة السورية المسلحة».

وقال أوديرنو إنه أبلغ مجلس الشيوخ بإطلاع الجيش على حاجة «المعارضة» للمساعدة والدعم، موضحاً أن الجيش يتدارس آليات تقديم تلك المساعدة، مشيراً إلى أن الحلفاء سيكونون أكثر حذراً في شأن الأماكن المزمع إرسال مقاتلي المعارضة إليها.

وأوضح المسؤول الأميركــي قائلاً: «ندرس استخدام تلك العناصر حال تدريبها… يجب توخي الحذر في ذلك، أعتقد أنــه ستكون هناك بعض عناصر الدعم الضرورية لمساعدتهم». لكنه لم يحدد شكل الدعم المقــدم للمقاتلين، وغالباً ما تستخدم كلمة دعم للإشارة إلى مهام استخباراتية واستطلاعيــة وإخلاء طبي واتصالات ومهام أخرى تدعم العمليات القتالية.

وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية إن الحلفاء حددوا حتى الآن حوالى 2000 مرشح من المعارضة للتدريب. ويدور الحديث حول تدريب 5000 إلى 5500 من المسلحين سنوياً، وأن تكون البداية بقوة صغيرة قوامها 200 إلى 300 متدرب لكل مجموعة.

واعتبر الجنرال الأميركي أن إنشاء قوة من مقاتلي «المعارضة السورية» هدفه الأساسي هو التصدي «لمتشددي تنظيم داعش»، حيث شرع الجيش الأميركي في شباط في انتقاء الأعضاء لتدريبهم في معسكرات تقام في 4 دول بالمنطقة.

إلى ذلك، أعرب السيناتور الأميركي ريتشارد بلاك الذي يمثل ولاية فرجينيا في مجلس الشيوخ، عن قلقه من مصير منطقة الشرق الأوسط بأكملها في حال سقوط دمشق وسورية.

وقال السيناتور الذي كان قد أعرب عن شكره للرئيس السوري بشار الأسد على الجهود التي بذلها من أجل حماية المسيحيين، أنه «في حال سقوط دمشق، سيرتفع العلم الأسود والأبيض المروع لـ»داعش» فوق سورية». وتابع: «خلال شهور بعد سقوط دمشق، سيسقط الأردن ولبنان». واعتبر أن تنظيم «داعش» سيتوجه بعد ذلك إلى أوروبا.

وأعاد بلاك إلى الأذهان أن سنوات التدخل الأميركي في الشرق الأوسط وفي مناطق أخرى أسفرت عن تشريد أعداد هائلة من المسيحيين في سورية والعراق والبلقان.

ويؤكد بلاك الذي خدم في قوات المارينز، ثم عمل في هيئة القضاء العسكري التابعة للجيش الأميركي قبل انتخابه ممثلاً لولاية فرجينيا في مجلس الشيوخ، أن الحكومة السورية تحارب «داعش» بصورة فعالة وتعمل على حماية المسيحيين الباقين في سورية. وأضاف: «إنني أنظر إلى سورية باعتبارها مركز ثقل… بالنسبة للحضارة الغربية». وتابع: «في حال سقوط سورية، سنرى تقدماً سريعاً للإسلام في أوروبا».

وفي السياق، استغرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اختلاف مواقف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة من محاربة تنظيم «داعش» في العراق وسورية.

وأعاد إلى الأذهان أن التحالف يعمل في العراق اعتماداً على الموافقة الكاملة من الحكومة العراقية، مشيراً إلى انعدام مثل هذا الأساس القانوني في ما يخص الضربات التي يشنها التحالف إلى أراضي سورية، وقال: «اتخذ قادة التحالف موقفاً مسيساً صارخاً، معتبرين أن التعاون مع الحكومة السورية في محاربة «داعش» أمر عديم الشرعية. وإنني أرى أن مثل هذا الموقف غير بناء».

وذكر لافروف أن واشنطن قبلت التعاون مع الحكومة السورية في إتلاف ترسانة سورية الكيماوية، مشدداً على أن الخطر الذي يمثله الإرهاب ليس أقل من خطر الأسلحة الكيماوية.

ودعا الوزير الروسي في هذا السياق شركاء روسيا الغربيين إلى العمل تحت إشراف مجلس الأمن الدولي لإجراء تحليل شامل للأخطار القائمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبالدرجة الأولى خطر الإرهاب والتطرف، وذلك من أجل وضع مقاربة مشتركة تعتمد على معايير موحدة.

واعتبر أن مثل هذا التحليل ضروري لكي «لا ينشب هناك وضع غريب، عندما يحارب الجميع في حالة من الحالات جماعة إرهابية معينة، وفي الحالات الأخرى يعتبرون نفس المتطرفين كشركاء في الجهود المبذولة لإسقاط الأنظمة التي لا تروق للشركاء الغربيين ».

وقال رداً على سؤال حول احتمال انضمام روسيا إلى التحالف الدولي الخاص بمكافحة الإرهاب: «إننا نعمل بنشاط لدعم العراق في ضمان قدراته الدفاعية وتعزيزها في وجه تنظيم «الدولة الإسلامية».

ميدانياً، استعاد الجيش السوري أمس سيطرته على تلة المضافة الاستراتيجية، بعد ساعات من سيطرته على قرية حندرات في الريف الشمالي لمدينة حلب. كما سيطرت وحدات الجيش على مزارع العرندس ومزارع الغنم ومزرعة الحلبي في محيط حندرات، في حين استهدف الجيش بالمدفعية والأسلحة الرشاشة مراكز وتحصينات المسلحين وتحركاتهم داخل مخيم حندرات.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى