هدوء حذر في عدن… وهادي يغادر القصر الجمهوري
عاد الهدوء الحذر إلى مطار عدن بعد سيطرة اللجان الشعبية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي عليه والأخير غادر القصر الجمهوري بعد تعرض محيطه لغارات شنتها طائرات حربية يمنية، في حين وصل رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح إلى حضرموت وطالب بالعودة إلى مخرجات الحوار.
ففي أقل من أربع وعشرين ساعة عصف صراع السلطة في اليمن فوق سماء مطار عدن رئة البلاد الاقتصادية، وعلّق الملاحة الجوية فيه ملغياً برنامج رحلاته. في قلب المعركة تقف اللجان الشعبية إلى جانب قطاعات في الجيش في اشتباكات محيط المطار التي خلّفت عشرات القتلى والجرحى.
وفسّرت مصادر يمنية واسعة الإطلاع خلفية هذا التصعيد المفاجئ للأوضاع في عدن، بأنه دفع من القوى الخليجية للبلاد نحو الحرب الأهلية وورقة تمرّر من خلالها تلك الدول مشروع تدمير اليمن، عبر استهداف الجيش لتمكين المسلّحين التكفيريين وتنظيم «القاعدة» من السيطرة على الجنوب اليمني في شكل كامل، منبّهة إلى أن دعوات حزب الإصلاح لـ«إنقاذ» محافظة حضرموت تصب في هذا الإطار.
وأشارت المصادر المقربة من حركة «أنصارالله» إلى أن القوى الخارجية تحاول إستغلال البعد الديموغرافي والتاريخي – المتمثّل بالقضية الجنوبية – لتحويلها إلى مسرح لمشروعهم الخبيث بعدما كانت مدينة مسالمة.
وأوضحت المصادر أن أهمية عدن تنبع من موقعها الاستراتيجي كبوابة يمنية للملاحة الدولية، ومن أهميتها العسكرية باعتبارها على مقربة من البارجات الأميركية والفرنسية المتواجدة في المياه الدولية.
وعن معسكر القوات الخاصة الذي سيطر عليه مسلحون موالون لهادي، كشفت المصادر أن إحدى أبرز مهماته كانت رصد تواجد البارجات الأميركية في المياه الدولية، ما يعزز بحسب تلك الأوساط وجود مؤامرة دولية على البلاد.
وكان الخلاف بدأ حينما رفض قائد القوات الخاصة عبد الحافظ السقاف المحسوب على الرئيس السابق علي عبدالله صالح يقضي بإقالته من منصبه وتعيين العميد ركن ثابت جواس مكانه.
وخلّف القرار توتراً شديداً بين اللجان الشعبية وقوات الأمن الخاصة التي تضمّ نحو ألفي جندي بلغ مداه بالوصول إلى أبواب أول مطار دولي في البلاد.
وكانت منطقة العريش المحاذية للمطار ومنطقة المعلا بمحافظة عدن ساحات اشتباك بين الطرفين استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والخفيفة وقذائف «آر بي جي» دوّى صوتها ليلاً واستؤنف صباحاً ليحسم الأمر بتدخل الجيش بدباباته والسيطرة على المطار.
وفي وقت سابق أعلن مصدر أمني في الرئاسة اليمنية أن الرئيس عبدربه منصور هادي نُقل إلى «مكان آمن» بعد تعرض المجمع الرئاسي في عدن حيث يقيم لغارة جوية.
وأكد المصدر «إجلاء الرئيس هادي إلى مكان آمن»، موضحاً أنه «لم يغادر البلاد».
وذكرت مصادر أمنية ان الغارة لم تتسبب بإصابة مبنى القصر، وردت المضادات الأرضية مجبرة الطائرة على الانسحاب، مضيفة أن الضربة أصابت تلة قريبة.
من جانبه، أفاد مصدر نقلاً عن شهود عيان أن قصفاً نفذته طائرات حربية على مواقع تجمع اللجان الشعبية في عدن وعلى منطقة المعاشيق، التي يقع فيها المجمع الرئاسي، ونفذت الطائرات ضربات بـ 3 صواريخ. وأضاف أنه جرى قصف مبانٍ تابعة لقوات الأمن الخاصة بصاروخ، وذلك بعد أن دخل مسلحو اللجان الشعبية مبنى قيادة قوات الأمن الخاصة.
وذكر المصدر أنه لا يزال هناك تحليق للطائرات في سماء عدن، يقابله تصدٍ بالمقاومات الأرضية من قبل اللجان الشعبية، في وقت سيطر مسلحو اللجان فيه على معظم أجزاء المطار بعد إخراج مقاتلي القوات الأمنية منه.
وأشار المصدر إلى ورود أنباء عن مشاركة وزير الدفاع في عملية استعادة المطار.
و أكدت مصادر يمنيةٌ مطلعة أن العميد عبدالحافظ السقاف ما زال يقود المواجهات ضد المليشيات المسلحة في عدن. ونفت المصادر الأنباء عن استسلامه.
وكان الرئيس هادي قد غادر مقره الرئاسي إلى مكان آمن بعد تعرض محيط المجمع الرئاسي لغارة جوية.
وفي جنوب اليمن أفاد مصدر عن هدوء حذر في مطار عدن بعدما سيطرت اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي عليه. وأضاف: «أن اللجان المؤيدة سيطرت أيضاً على معكسري الـ 20 والأمن المركزي في محافظة عدن». وقالت اللجان الشعبية: «إنها تواصلت مع وزير الدفاع محمود الصبيحي لبحث سبل إنهاء حالة التوتر في المحافظة».
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن وزارة الدفاع الأميركية تواجه أزمة في اليمن بعدما فقدت أثر شحنة أسلحة ضخمة بقيمة أكثر من نصف مليار دولار. ونقلت الصحيفة عن مصادر في البنتاغون أن الشحنة تشمل مروحيات وسيارات من طراز هامفي وذخيرة، وبناء على هذه الواقعة قررت واشنطن تحويل وجهة شحنة أسلحة أخرى كانت مقررة إلى اليمن بقيمة 125 مليون دولار إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا.