دلا لـ«أنباء فارس»: ردّ الأسد على تصريح كيري يرتكز إلى دعم ومحبة شعبه
اعتبر المحلل السياسي السوري الدكتور عفيف دلا، أن تصريحات وزير خارجية أميركا جون كيري تمهد لاستدارة في المواقف الغربية حيال الصراع في المنطقة.
وعن التصريحات الأميركية الأخيرة بشأن سورية، رأى دلا أن «تصريحات كيري ليست الأولى من نوعها على المستوى السياسي والدبلوماسي الغربي الذي يريد اليوم أن يمهد سياسياً لاستدارة مواقفه وتعاطيه مع الصراع في المنطقة بناءً على مجموعة من المتغيرات فرضها واقع الميدان بالدرجة الأولى، وتقدم الجيش العربي السوري على محاور عديدة واستهداف البنية القيادية للتنظيمات الإرهابية بشكلٍ مباشر، الأمر الذي أثر بشكلٍ كبير في إدارة هذه التنظيمات لذاتها وللمعركة، إضافة إلى وجود متغيرات سياسية إقليمية ودولية أفرزت خريطة جديدة للقوى على رغم استمرار الاشتباك الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى الاعتراف بضرورة التفاوض مع الدولة السورية وتزايد الحديث عبر مسؤولين غربيين ولا سيما الأميركيين منهم مثل جون برينان وروبرت فورد وغيرهم عن فشل السياسة الأميركية تجاه سورية وضرورة إعادة تقييم وتصحيح هذه السياسة».
وأضاف: «هذه التصريحات ليست تعبيراً عن مزاجية غربية بقدر ما تعكس تعامل الغرب مع واقع قائم في المنطقة بحكم الضرورة، مؤكداً أن «هذه التصريحات هي دليل تخبط في السياسة الغربية عموماً حيال الصراع القائم في المنطقة وكيفية إدارته، وهو أيضاً لا يعدو كونه ضجيجاً لا نهتم به فنحن واثقون من قدراتنا وثبات شعبنا وجيشنا وقيادتنا».
وأضاف: «بالنسبة لتأثير هذه التصريحات على علاقة أميركا بحلفائها أعتقد أن الولايات المتحدة تتبع سياسة براغماتية متحركة لا تعبأ بمصالح حلفائها إلا بمقدار ما تتقاطع مع مصالحها وتخدمها، أما عندما تتباعد المصالح في نقطة معينة فهي تسير باتجاه مصالحها فقط، لذلك نراها تتحرك للتفاوض مع إيران وتقترب من الوصول إلى اتفاق حقيقي وتعيد ترتيب أوراقها في المنطقة عموماً وفي ساحة الصراع خصوصاً، مضيفاً: «المطلوب بالتالي من حلفاء أميركا أن يتكيفوا مع سياساتها الجديدة في إدارة الصراع وإلا سيزداد التباين بينهم، الأمر الذي ينذر بخطر على هؤلاء الحلفاء خصوصاً في ظل عدم استقرار واقعه الداخلي أنفسهم».
وتابع دلا: «بعد تصريح كيري كان جواب الرئيس بشار الأسد يرتكز إلى دعم ومحبة شعبه الذي عبر ويعبر عنها على مدى أربع سنوات».