حزب الله: ملء الشغور الرئاسي بمن يحفظ المسار الوطني للمقاومة

أكد حزب الله «أننا سنصل إلى ملء الشغور الرئاسي بمن يحفظ المسار الوطني للمقاومة والنهوض وللأمن والإستقرار الداخلي والصمود والسيادة والحرية والإستقلال وبمن لا يملك قدرة على تعطيل هذا المسار»، ولفت إلى «أننا قدمنا وجهة نظرنا، وطرحنا مرشحنا وبقي على الطرف الآخر أن يتأمل ويتدبر ويفكر ويقرر». ولفت إلى «أن المقاومة في لبنان استطاعت أن تصنع المعجزات وتغير موازين القوى وترسخ معادلات جديدة وتغير قواعد اللعبة».

وفي السياق، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أن حزب الله التزم قناعته بولاية الفقيه ولم يفرضها على أحد، كما لا يقبل أن يفرض عليه أحد قناعات وقواعد ما أنزل الله بها من سلطان». وقال: «تحت إمرة الولي الفقيه قدمنا تجربة عظيمة في لبنان، بينما رأينا تجارب أخرى لا تحتمل في لبنان. تحت إمرة الولي الفقيه تم تحرير الجنوب ودحر العدو وآمنا بالاستقلال ورفض التبعية، وأدركنا قبل الكثيرين خطر «داعش» والتكفيريين وواجهنا هذا الخطر فكرياً وعملياً، وبدأ الآخرون يلتحقون بموقفنا، تأخروا جداً، في حين حقق حزب الله نجاحات متتالية وبيّن صوابيّة خيار الولي».

واعتبر الشيخ قاسم خلال حفل توقّيع كتابه «الولي المجدد» في مركز الإمام الخميني الثقافي في بعلبك، «أن المقاومة انتصرت وحمت لبنان وأشعلت روح الجهاد في فلسطين تحت إمرة الولي الفقيه الذي التزم الإسلام وسماحته والدعوة الحسنة».

وأشار الشيخ قاسم إلى «أن إيران قدمت بإدارة الولي الفقيه تجربة مشرقة وعظيمة لها مكانتها، تقدّمت علميّاً واقتصادياً، وأصبحت دولة ذات شأن، تقف الساحات الدولية عند رأيها وقناعاتها، حتى أنها دخلت إلى قلب أميركا بقوتها وعظمتها ودورها، وأعطت الحرية للشعب الإيراني الذي اختارها بملء إرادته».

وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد: «شتّان بين تيار مهزوم يرضى بالتبعية والإرتهان للأجنبي الذي يريد أن يستحكم ويتسلط ويهيمن على مصالح الناس، وبين تيار مقاوم يدفع كل وأغلى وأعز ما لديه من أجل أن تنهض الأمة كلها، وأن يستقر وضعها ويتحقق أمنها وأن تستقر مصالحها وتتحقق سيادتها، فلماذا تنصب كل الضغوط من أجل أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي، ليس لأن إيران ستمتلك الطاقة النووية لأجل غايات سلمية فحسب، بل لأن إيران وشعبها امتلكا إرادة التحدي للمنهجية الغربية فما احتاجوا لأن يقلدوا تلك المنهجية، بل صنعوا منهجيتهم للتقدم والرقي والنهوض والتنمية في وطنهم بعيداً من منهجية الغرب والإستكبار، وهم التزموا الاستقلالية في بناء مجتمعهم وقوتهم ودولتهم، فلذلك تنصب كل هذه الضغوط عليهم».

وأشار في كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة كفرا الجنوبية إلى «أننا الآن في مرحلة ما زال البلد يراوح فيها بين شغور رئاسي وتعطيل للمؤسسات الدستورية وتهديد من الإرهاب التكفيري، أما «الإسرائيلي» فهو محبوس ومسجون الآن داخل قفص معادلة الردع التي ألزمته المقاومة بالدخول إليها، ففي نهاية المطاف سنصل إلى ملء الشغور الرئاسي بمن يحفظ مسار النهوض ومسار المقاومة، وبمن لا يملك قدرة على تعطيل هذا المسار، لأن هذا المسار فيه الخير ليس للمقاومين وأهل المقاومة وشعبها فحسب بل فيه الخير لكل اللبنانيين».

وأكد «أن المقاومة حين تتصدى للإرهاب التكفيري في كل مكان تصدت فيه، فهي لا تدافع عن رجالها فحسب وإنما تدافع عن كل مكونات هذا البلد، فالآن استيقظت شرائح واسعة من اللبنانيين»، مشدّداً على أنه «لولا المقاومة وقتالها لهؤلاء التكفيريين وتجافيها عن معادلة النأي بالنفس لكان القتال والخطر سيطاول كل المناطق والشرائح اللبنانية، لكن هناك من لا يزال يناور ويكابر ولا يريد أن يتبنى استرايتيجية وطنية لمكافحة الإرهاب التكفيري، فهم يطلقون الشعارات ولكن يربطونها بملء الشغور، ويعرفون أن المقاومة ليست طرفاً يمكن أن يملأ الشغور أو يتوقف على رأيه ملء الشغور، فهناك معادلة في البلد تستوجب التفاهم الوطني حتى يملأ الشغور وهذا التفاهم نحن قدمنا وجهة نظرنا به، وطرحنا مرشحنا الذي نفترضه أنه يخدم المسار الوطني للمقاومة والنهوض وللأمن والإستقرار الداخلي والصمود والسيادة والحرية والإستقلال في بلدنا، وبقي على الطرف الآخر أن يتأمل ويتدبر ويفكر ويقرر.

من جهة أخرى، قال رعد: «قريباً سيذوب الثلج وسيتبين للناس أن التكفيريين الذين يتهددون بقاعاً واسعة من أرضنا اللبنانية، لم يعودوا قادرين على قلب الطاولة في لبنان، فربما يستطيعون أن يشغلوا بال البعض وربما يستطيعون أن يتسللوا مجموعات لإثارة رعب في مكان ما، لكن أن يقلبوا الطاولة على البلاد فإن هذا الأمر انتهى، وهذا يعود إلى جاهزية المقاومة والجيش الذي يقدم التضحيات ويبذل ما في وسعه من أجل أن يقطع أي طريق على أي اعتداء يمكن أن يقدم عليه الإرهابيون التكفيريون سواء في القلمون أو في جرود عرسال».

وتابع: «لا داعي للقلق لأن إمكانية وقدرة هؤلاء المتبقين في القلمون لا يستطيعون أن يقلبوا الطاولة على أحد في لبنان، فكيف إذا كان الوضع في سورية يتحسن تباعاً، حيث بدأت الوفود الأوروبية والتصريحات الأميركية تقرّ بما أعلناه نحن منذ بداية الأزمة في سورية بأن الحل فيها لا يمكن أن يكون إلا حلاً سياسياً».

وأكد النائب نوار الساحلي خلال احتفال تأبيني في البزالية «أن ما حصل في الكيان الصهيوني والنتائج المترتبة عن الانتخابات لا تقدم ولا تؤخر، فهذا الكيان وهؤلاء الصهاينة كلهم سواسية، فهم عنصريون فئويون هدفهم تهويد فلسطين والاستمرار بسياسة الاحتلال والقتل والإرهاب»، منبّهاً الى «أن الخطر على القضية الفلسطينية يزداد يوماً بعد يوم».

وشدّد الساحلي على «أن المقاومة في لبنان استطاعت أن تصنع المعجزات وتغير موازين القوى وترسخ معادلات جديدة وتغير قواعد اللعبة وتفرض قواعدها على الارض وذلك بقوة سلاحها وعزيمة وإيمان مجاهديها ووقوف أهلها وشعبها إلى جانبها وخلفها وأمامها»، مردفاً «أما في الداخل وفي السياسة فيجب أن تهدئ النفوس وتسكت الاصوات المغردة خارج سربها الطبيعي».

وتابع الساحلي «هذا البلد لا يحكم إلا بالتوافق والحوار والتحاور. ونحن كنا وما زلنا من دعاة التلاقي والحوار، الأخطار محدقة بوطننا، على الجميع أن يأخذ العبر مما يحصل حولنا، فنحن نعيش في إقليم ملتهب وما زلنا حتى هذه الساعة نحاول تجنيب الوطن شرارات هذه الحرائق، لذلك ولكي نستطيع أن نحمي بلدنا ونمنع المشروع الإرهابي التكفيري العالمي من الوصول إلى مآربه، علينا أن نكون موحَدين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى