تقرير إخباري

توفيق محمود

يسارع الدبلوماسيون الأوروبيون إلى إبرام اتفاق نووي مع إيران قبل حلول الموعد النهائي الذي فرضوه على أنفسهم في 24 من آذار ويتمحور النقاش التقني بدرجة كبيرة حول «بند الانقضاء» الذي ينص على انتهاء مدة سريان القيود الدولية على البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم بعد مرور فترة زمنية محددة، مع الإشارة إلى إمكان رفع بعض القيود. فجولة لوزان عانت ما عانته الجولات السابقة التي حالت دون التوصل إلى اتفاق فالتخريب الفرنسي للمفاوضات ورفع سقوف الشروط إلى درجة تعجيزية، والاستفادة، للقيام بذلك، من استمرار الخلاف الأميركي ـ الإيراني على صيغة تحسم مسألة العقوبات، رفعاً تدريجياً كما يستحسن الأميركي، أو دفعة واحدة كما يشترط الإيرانيون وبقرار من مجلس الأمن يلغي جميع العقوبات مع فصلها السابع، وبالتزامن مع توقيع الاتفاق.

ففي اليوم الخامس من المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في لوزان اتسمت التصريحات الصادرة عن الجانبين الأميركي والإيراني بالتفاؤل، بعدما سبقتها تصريحات متشائمة، وتحدث وزيرا الخارجية الأميركي والإيراني عن تقدّم في المفاوضات، لكن يبقى الكثير من العمل لإنجازه قبل انتهاء المهلة المحدّدة في نهاية آذار الجاري.

وقال جون كيري إنه يتم بحث بعض القضايا الصعبة إلا أنه تم تحقيق تقدم في المفاوضات، أما ظريف فقد أشار أن هناك تقدماً بشكل جيد جداً، ولكن يبقى هناك الكثير من العمل لإنجازه وأنه تم الوصول إلى نهاية هذه المفاوضات الشاقة وأن هذه المرحلة تحتاج إلى حوار مكثف.

ولكن لم يتوصل المتفاوضون إلى حل نهائي فلذلك سوف يعود المفاوضون اليوم الأربعاء وفق ما أفاد دبلوماسي أوروبي مطلع على المحادثات بأن فكرة التوصل إلى اتفاق غير واردة مساء الجمعة وبالفعل هذا ما حصل فإن مفاوضات النووي تأجلت إلى الأربعاء بهدف التشاور.

لكن منتقدي هذا الاتفاق وعلى رأسهم رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي حاول إثبات وجهة نظره أمام الكونغرس حول السبب الذي يدفعه لاعتبار الاتفاق النووي المحتمل مع إيران «صفقة سيئة للغاية»، ولكن من غير المرجح أن تقبل إدارة أوباما بحجة نتنياهو هذه، ولذلك فإن الإدارة الأميركية ترى بأنه لا يوجد بديل أفضل من الاتفاق الذي تتفاوض عليه وكلام الرئيس باراك أوباما ودعوته الإيرانيين إلى انتهاز الفرصة التاريخية التي توفرها المفاوضات النووية لتوقيع الاتفاق ربما تلميح أميركي على قرب الاتفاق وجاء الرد السريع على لسان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف الذي قال إن الشعب الإيراني قد اتخذ قراره وهو التعاطي بعزة مطالباً أميركا وحلفاءها بالتخلي عن الضغوط التي يمارسونها في المفاوضات النووية والموافقة على اتفاق وأن عليهم الاختيار إما الضغط أو الاتفاق.

في المقابل الشيء الوحيد الذي اتفق عليه الطرفان هو عدم وجود مسودة اتفاق إيرانية ـ أميركية في لوزان، وهذا ما أكده مساعد وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي مع المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست على نفي ما جرى تداوله بهذا الشأن.

أخيراً اجتماع اليوم سيكون ماراتونياً ومرهقاً حتى الأحد، وربما ينتهي باحتفال التوقيع حيث يكون التاسع والعشرين من شهر آذار أيّ قبل يومين من انتهاء المهلة المتفق عليها لحسم التفاهم وهو يوم 31 آذار.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى