سورية في عين الحدث الثقافيّ
جمشق ـ شذى حمّود
استضاف الحزب الشيوعي السوري الموحد في مركز الأنشطة النقابية في النادي العمالي في دمشق معرضاً فنياً تشكيلياً لرسوم أطفال روس عنوانه «من روسيا مع الحب» تضامناً مع أطفال سورية في مواجهة الهجمة الإرهابية التكفيرية الشرسة التي يتعرضون لها.
تضمن المعرض رسوماً بتقنيات مختلفة لعدد من أطفال مجموعة من المدارس الفنية في روسيا الاتحادية وهي مدرسة أطفال روسيا اسيتا ألانيا الشمالية ومدرسة الفنون للأطفال تافاسيف فلاديقفقاز وأطفال مدرسة فنون مدينة بيسلان ومن أطفال المدرسة الارثوذكسية التابعة لدير أندري.
جسد الأطفال من فئات عمرية مختلفة في لوحاتهم الستين التي رسموها بأناملهم الناعمة الطبيعة والبحر وبعض رسوم الحيوانات والطيور، إضافة إلى بعض الأشكال الهندسية والفولكلور الروسي المتنوع بألوان زاهية تعبر عن تفائلهم بالمستقبل ومدى الحب الذي يحملونه في قلوبهم الخضراء لكل الدنيا وعشقهم للجمال والحياة، مثل أطفال سورية.
ألقى باسل الجاجة رئيس منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي السوري كلمة الحزب الشيوعي السوري الموحد، وممّا قال: «ليس غريباً عن الشعب الروسي الصديق أن يقوم بمثل هذه المبادرة التي تعكس عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين. هذه العلاقات التاريخية التي تمتد لعقود طويلة تزداد قوة يوماً فآخر، خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم أجمع»، موضحاً أن هذا المعرض الذي يعكس براءة الاطفال أبى إلا أن يحط رحاله في بلدنا سورية بعدما زار نحو سبعين دولة، إذ قرر القائمون عليه أن يقدموا لوحاته هدية منهم إلى مدارس أبناء الشهداء في سورية».
انعام المصري، عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد، قالت: «إن اطفال المدارس الذي قدموا هذه اللوحات تعرضوا للإرهاب، وإن سورية الآن تواجه أشد إرهاب دولي وأول ضحاياه هم الأطفال والنساء»، مضيفة «أن أطفال روسيا يمدون أيدهم إلى أطفال سورية متمنين عليهم أن يصبروا لأن السلام قادم»، مؤكدة أن النصر حليف الشعوب التي تدافع عن أوطانها وستحمل الأيام المقبلة مستقبلاً مشرقاً مليئاً بالأمن والأمان لأطفال سورية.
الفتاة كوكويفا مارينا، ذات السنوات الثلاث عشرة، كتبت رسالة إلى أطفال سورية قالت فيها: «نحن هنا في مدرستنا الفنية للصغار، ندعمكم جداً ونتمنى لكم السلام والصبر. وأتمنى أن تنتهي الحرب في بلادكم وأن تعيشوا بسلام وهدوء». وقال فلاديسلاف جدانوف، طالب في الصف السابع من مدينة بيسلان: «حصلت عندنا عام 2004 في مدينة بيسلان عملية إرهابية. إذ هجم الإرهابيون على مدرستنا رقم 1 وكثير من الصغار والكبار الأبرياء كانوا ضحية ولم يخرجوا أحياء. أريد أن أقول لكم لا تفقدوا إيمانكم»، متمنياً أن تنتهي الحرب في سورية قريباً. وجاء في رسالة تلميذة في الصف الثامن من مدرسة رقم 1 في مدينة بيسلان: «صديقى العزيز السوري، أنا أعرف بمصائبك . كن قوياً. كل شيء سيكون على ما يرام وسيعم السلام. أفهم ما يدور عندكم على اعتبار أننا مررنا في الأمر نفسه. أصلي لأجلك.
افتتاح معرض طهران الدولي الـ 27 للكتاب ومشاركة سوريّة
افتتح أول من أمس في العاصمة الإيرانية معرض طهران الدولي السابع والعشرون للكتاب بمشاركة سورية. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة له خلال الافتتاح: إن الكتاب هو الحبل المتين الذي يربط العهود والمراحل والدول مع بعضها البعض في كل أنحاء العالم» مشدداً على أن «الكتاب يعني تجلي الفكر والعقل ومن هذا المنطلق نؤكد ضرورة مراعاة حرمة أصحاب القلم والناشرين والقراء»، وأكد على أهمية العمل لترويج ثقافة الكتابة والقراءة فقيمة الكتاب مثل الثقافة تتجاوز الحدود السياسية والجغرافية لافتاً إلى أن «الحكومة الإيرانية لا تريد أن تمارس الرقابة ولذلك باتت تتعرض اليوم للنقد أكثر من أي وقت آخر، وأنا أعتز لكون الحكومة استطاعت أن توفر تلك الأجواء التي يمارس فيها الجميع حرية التعبير عن الرأي والنقد». واعتبر روحاني أن النقد حق من حقوق المواطنين وجميع الفصائل والمجموعات سواء كانت من الأقلية أو الأغلبية، موضحاً أن الشعب الإيراني يتطلع إلى «الاعتدال والتطور والأخلاق» وإذا كانت هناك بعض الجهات تحاول استغلال للمساس بالمجتمع عبر إثارة الفتن والأكاذيب فنحن لا يمكن أن نقبل بذلك».
شهد جناح وزارة الثقافة السورية الممثلة بالمركز الثقافي العربي السوري في طهران إقبالاً واسعاً من قبل الزائرين وتنوعاً في الكتب المعروضة شملت مختلف المجالات الثقافية والأدبية والتاريخية ومنشورات الطفل والسياحة والآثار التاريخية.
عرضت في الجناح أيضاً صور للمعالم السياحية والحضارية والأثرية التي تعرف بموقع سورية ودورها التاريخي والتي استهدفت من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة. وأشار طارق ناصر مدير المركز الثقافي العربي السوري في طهران إلى أن مشاركة سورية في هذا المعرض تحمل أهمية خاصة، خاصة أنها تعكس اهتمام القيادة السورية بالثقافة وترويجها لها، في ظل ما تتعرض له سورية من مؤامرة كونية تستهدف هويتها وتراثها الثقافي والحضاري. ولفت ناصر إلى ما تعرضت له الأماكن الأثرية والتاريخية من تخريب وتدمير من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة لطمس الهوية الثقافية والحضارية لسورية مهد الحضارات والثقافات والأبجدية الأولى للبشرية.
حضر افتتاح المعرض سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود.
الجدير ذكره أن معرض طهران الدولي للكتاب يقام على أرض تبلغ مساحتها 130 ألف متر مربع ويضم 266 ألفا و 429 كتاباً أصدرتها دور النشر الإيرانية، بالإضافة إلى 132 ألف كتاب أصدرتها دور النشر من مختلف البلدان العربية والآسيوية والغربية.
وتشارك في هذا المعرض الذي يستمر 10 أيام دور نشر من سورية وروسيا والصين ولبنان وفنزويلا وعمان وأرمينيا والكويت وأذربيجان وألمانيا وفرنسا وتركيا واليابان والمكسيك وقطر.
بطاقة شكر فوتوغرافية من الشعب السوريّ إلى الشعب الإيرانيّ
أقيم في المركز الثقافي العربي في مدينة جبلة معرض للتصوير الضوئي تحت عنوان: «عربون شكر ومحبة من الشعب السوري إلى الشعب الإيراني». وتميزت اللوحات الضوئية المشاركة بالدقة والإشراق وحسن الاختيار للأماكن والمواقف التي تعكس التقارب الكبير بين الشعبين، خاصة ما يمس التوجه الإنساني والأخلاقي. وأوضح نبراس علي، المشرف على المعرض وأحد المشاركين فيه، أن الصور تعكس ثقافة التواضع والمحبة والتسامح لدى الشعب الإيراني ولبناء مزيد من الجسور الثقافية والسياحية التي تزخر بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأضاف أن الهدف الأساسي من المعرض هو شكر الشعب الإيراني على مواقفه من الشعب السوري، خاصة خلال الأزمة الحالية بطريقة فنية مصورة وضوئية، للاطلاع على قيم الشعب الإيراني وحضارته التي بناها خلال مراحل كان الغرب يفرض عقوباته الصارمة عليه فنهض من تحت الرماد. ولفت إلى أن معظم اللوحات صورت الطبيعة الخلابة في إيران كبلد سياحي من الطراز الأول والأماكن الأثرية والدينية في أصفهان وغيرها وصورت حرية المرأة الإيرانية وانطلاقها إلى جانب الرجل في بناء مستقبل البلاد إذ عرضت إحدى اللوحات امرأة إيرانية بلباس العمال كونها رئيسة لمنجم للفحم الحجري.
الفنان التشكيلي محمد طبوش رأى أن ما يميز المعرض هو الجانب التوثيقي الذي تجسد بشكل فني، كما تميزت الصور بطريقة العرض، وهو النمط الفرنسي لما بعد الحداثة الذي ينحو إلى البساطة المفرطة، خاصة في عرض صور منازل رجال الدين.
شارك في افتتاح المعرض الذي يستمر حتى اليوم الخميس وفد من السفارة الإيرانية وعدد من الفنانين التشكيليين.
رحّالة تشيكيّ محاضراً عن سورية الحضارة
يؤكد الرحالة التشيكي المشهور ليبور دراهونوفسكي، أن سورية تمثل أحد المراكز الرئيسية للحضارة البشرية وتختزن آثاراً رائعة تعكس عراقتها وتميّز دورها في إغناء الحضارة الإنسانية، مشيراً في محاضرة له في مكتبة مدينة بيلهرجيموف التشيكية تحت عنوان «سورية المتنوعة بالأوتوستوب»، إلى المواقع التاريخية المهمة في سورية، لا سيما في تدمر وقلعة الحصن ومعلولا والرقة ودمشق وحلب واللاذقية، معرباً عن أسفه لعمليات التدمير والتخريب والسرقة التي لحقت بالعديد من الآثار السورية. وتمنى الرحالة التشيكي عودة السلام والأمان إلى سورية وإعادة ما خرّب وسرق من آثار لا يقدّر ثمنها بمال، مشيداً بكرم الشعب السوري وحسن استقباله وضيافته للأجانب. وأوضح أنه أمضى أياماً رائعة في سورية عام 2010 أحسّ فيها بودّ السوريين وكرمهم وانفتاحهم على الآخرين بلا قيود.