تقرير

نشرت صحيفة «نيزافيسيموي فويني أوبوزريني» مقالاً تحت عنوان «جيش أوروبي موحد»، وجاء فيه أن الخارجية الروسية طالبت أوروبا بتقديم توضيحات إضافية في ما يتعلق بفكرة استحداث جيش أوروبي موحد طرحها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكرس في تصريح أدلى به مؤخراً لصحيفة «دي فيلت» الألمانية.

وأوضح يونكرس أن مثل هذا الجيش من شأنه أن يصبح عاملاً رادعاً هاماً بالنسبة إلى روسيا، وإشارة جدّية ترسل إلى العالم عن استعداد أوروبا للذود عن قيمها.

ولفتت الصحيفة إلى أن فكرة إنشاء الجيش الأوروبي لم تقلق روسيا فحسب، لا بل الولايات المتحدة التي تشعر بأنها تهيمن تماماً على الأوضاع الأوروبية بفضل سيطرتها التامة على حلف شمال الأطلسي وبوسعها فرض إرادتها على حكومات الدول الأوروبية.

وقالت الصحيفة إن الأوروبيين أدركوا عام 1991 أن الأوضاع لم تتغير إطلاقاً بعد انتهاء الحرب الباردة التي أسفرت عن تقسيم الأراضي ومناطق النفوذ، شأنها شأن أيّ حروب أخرى، إذ انتقلت أوروبا الشرقية من تحت السيطرة السوفياتية إلى السيطرة الأميركية التامة.

وعلى رغم سعي زعماء الدول الأوروبية الـ 12 إلى إنشاء ما يسمى بالوحدة الدفاعية الأوروبية وإعلان ألمانيا وفرنسا عن تشكيل فيلق ألماني فرنسي مختلط من شأنه أن يضع أساساً للجيش الأوروبي المستقبلي، فإن الوضع لم يتقدم أبعد من ذلك ودفنت فكرة إنشاء جيش أوروبي موحد قبل ولادتها.

وكتبت الصحيفة أن لا شك في أن ألمانيا هي بلد معني أكثر من أي بلد آخر بإنشاء الجيش الأوروبي، إذ أن حلف الناتو هو أداة فعالة في يد واشنطن للضغط على خصومها وأعدائها السياسية والاقتصادية. وفي حال إنشاء الجيش الأوروبي سيكون هذا الجيش أداة في يد برلين التي ستكون قادرة على الدفاع عن استقلالها في وجه الولايات المتحدة بالدرجة الأولى وليس في وجه روسيا التي تعتبر نفسها خصماً سياسياً لأميركا لا لأوروبا.

وقد أعلنت برلين أن موازنتها العسكرية ستزداد السنة الحالية بمقدار الضعف، أي من 37 مليار يورو إلى 74 مليار دولار. ومع ذلك فإن المستشارة الألمانية ميركل سارعت إلى إيضاح موقفها فأعلنت أن الجيش الأوروبي ما هو إلا مشروع مستقبلي، أما في المرحلة الراهنة فإن أوروبا بحاجة إلى تعميق التعاون بين بلدانها في المجال العسكري.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الإعلان هو محاولة لتهدئة الولاية المتحدة التي تميل أكثر فأكثر إلى تأجيج الأزمة الأوكرانية وتزويد كييف بالأسلحة الفتاكة، الأمر الذي سيزيد من احتمال نشوب حرب واسعة النطاق في أوروبا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى