الموسوي: العراق والمالكي دفعا ثمن موقفهما من سورية

حوار: محمد حمية

أكد المستشار الإعلامي للرئيس نوري المالكي عباس الموسوي أن «الرئيس نوري المالكي عوقب أميركياً لأسباب عدة أهمها موقفه من سورية لأنه رفض ان تُفتح الحدود العراقية لضرب سورية».

وأكد أن «تماسك الجيش العراقي والحشد الشعبي مع العشائر والشرطة شكلوا قوة عسكرية قوية جداً مع الدعم المباشر من إيران، لافتاً إلى أن اللواء قاسم سليماني كسب صدقية وحب الشعب العراقي وأن إيران فتحت مخازن السلاح للعراق بأموال وبلا أموال خلال أحداث الموصل».

وتوقع الموسوي أن العراق مقبل على تغييرات مستقبلية، معرباً عن ثقته بأن «الحرب مع داعش سترسم مستقبل العراق السياسي».

وفي حوار مع قناة «توب نيوز» اعتبر الموسوي أن «أميركا جاءت في عام 2003 الى العراق لتبقى، ولكن وجدت أن هناك إرادة عراقية رافضة لا يمكن أن تدجن لذلك بقيت وجاءت بوعودٍ كاذبة كنشر الديمقراطية وحصلت العملية السياسية وجرت الانتخابات الأولى والثانية وخلال هذه السنوات بقي المحور السعودي القطري التركي على عدائه للعراق، فبعد الانتخابات الأخيرة وحصول اتتلاف دولة القانون على ثلث أصوات ناخبي العراق، حينها شعرت دول الخليج بهزيمة نكراء على رغم كل التهويل الذي مارسته على العراق وحصل اجتياح «داعش» للموصل وما حصل لم يكن قضية تهميش ومظلومية لأهل السنّة، بل الواقع كان اتفاق استخباراتي عقد في الأردن بين «داعش» و«النقشبندية» وحزب البعث وبعض الأطراف الكردية برعاية استخباراتية دولية لإسقاط العملية السياسية العراقية».

وأوضح الموسوي أن «الجيش العراقي لم يقاتل في الموصل وأن الفرق العسكرية التي كانت فيها معظم كوادرها المقاتلة من أهل الموصل والأكراد وعندما جاءهم القرار بالانسحاب في ليلة واحدة انسحبوا ضمن اتفاق سياسي بين تلك الاطراف بأن تكون الموصل لـ«داعش» وصلاح الدين للنقشبندية والأنبار لمجموعات اخرى»، معتبراً أن مشروع السيطرة على الموصل والأنبار جاء ضمن المشروع السلفي لزيادة الخناق على سورية لأن الرئيس نوري المالكي عوقب أميركياً لأسباب عدة أهمها موقفه من سورية الذي سيذكره التاريخ لأنه رفض ان تفتح الحدود العراقية لضرب سورية. وتحدث المالكي علناً الى الرئيس باراك أوباما قائلاً ان إسقاط سورية من المستحيلات وأيضاً ان موقف العراق ملتزم بعلاقات جيدة مع إيران».

ورأى الموسوي أن «المشكلة هي أن الاميركي رفض تسليح الجيش العراقي بطلقة واحدة، فالعراق في عام 2010 طلب من اميركا المساعدة لمسح الصحراء بين العراق وسورية وكشف قواعد المسلحين فوافقت الادارة الاميركية وأرسلت صوراً للصحراء لكنها رفضت ضرب هذه القواعد تحت حجج متعددة على رغم ان اميركا ملزمة الدفاع عن العراق بموجب الاتفاقية الأمنية لأنها كانت تحضر شيئاً لسورية من العراق، لذلك عوقب العراق والرئيس المالكي على الموقف من سورية والقيادة السورية تدرك انه لولا المالكي لكانت سورية في مكان آخر».

وعن إذا ستكون معركة الموصل «تكريت رقم 2»، شرح الموسوي بأن «فكرة الحشد الشعبي جاءت من فكرة الباسيج الايراني، حيث نجحت هذه الفكرة في سورية وقبلها مع حزب الله في لبنان والآن في العراق، وهي مجموعة من القوات الشعبية مرتبطة بالدولة وهناك امر ديواني صدر من حكومة المالكي بأنها قوات نظامية ولها هيئة رسمية مرتبطة برئيس الحكومة تمول وتسلح من وزارة الدفاع».

وأكد أن «عودة وتماسك الجيش العراقي والحشد الشعبي مع العشائر والشرطة شكلوا قوة عسكرية ضاربة قوية جداً مع الدعم المباشر من إيران، لافتاً إلى أن قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني كسب صدقية وحب الشعب العراقي لأنه صادق وعندما حصل ما في الموصل فتحت إيران مخازن السلاح للعراق بأموال وبلا أموال واتصل السيد المالكي بالحكومة الايرانية ومكتب الإمام علي الخامنئي وطلب المساعدة وارسلت ايران 5 طائرات «سوخوي» مجاناً وايضاً روسيا كان موقها مشرفاً وتم التعاقد معها على طائرات «سوخوي» و«صائد الليل» وصواريخ ومنظومات دفاعية اخرى، فالموقف الايراني والروسي بعد احداث الموصل كان موقفاً مشرفاً وسليماني هو جزء من المستشارين العراقيين في شكلٍ رسمي».

وإذ عبر عن إدانته أي تدخل في الشأن العراقي، شدد الموسوي على أن «المساعدة الايرانية للعراق هي ليست للفصائل الشيعية فقط بل أيضاً للكثير من العشائر السنّية والأكراد، فمسعود البارزاني طلب من سليماني في شكلٍ مباشر المساعدة ولولا التدخل الايراني لسقطت اربيل».

وعن نظرة العراق للتحالف الدولي أعرب عن اعتقاده بأن «تشكيل التحالف الدولي كان لأسباب انتخابية اميركية لأن وضع الديمقراطيين الانتخابي سيئ جداً وأرادوا تحقيق اهداف عدة، كما أن خفض أسعار النفط فيه اسباب انتخابية حيث انعكس انتعاشاً اقتصادياً داخل الولايات المتحدة ليعود اوباما إلى شعبه ويقول أنه حقق صلحاً تاريخياً مع كوبا واتفاقية مع إيران ومنتصف العام المقبل سيبدأ بتحقيق انتصارات شكلية كبيرة على «داعش»، ويعود للناخب الأميركي ليقول إني حققت انجازات كبيرة لاميركا، إضافة إلى إشعال المنطقة لأن اميركا مستفيدة من حالة الفوضى الموجودة في المنطقة خصوصاً شركات السلاح والنفط».

ولفت إلى أن «الموصل لا يحررها إلا الجيش العراقي والحشد الشعبي لأن الاميركيين غير جادين، معتبراً أن معركة صلاح الدين في تكريت معركة استراتيجية وفيها رسائل سياسية للاميركي بأننا لا نحتاج مجيئكم الى العراق وأيضاً فيه رسائل داخيلة وهي أن حسن سلوك الحشد الشعبي والجيش يعطي رسائل لأبناء المناطق السنية في الموصل والأنبار بأننا لم نأتِ بحسابات طائفية بل وطنية لتحرير هذه المناطق من «داعش» الذي هو جزء من مشروع تركي خليجي صهيوني».

وأضاف: «قوات الحشد الشعبي اثبتت انضباطاً عالياً جداً والآن عدم دخول تكريت ليس ضعفاً من الحشد الشعبي، بل حرص على أملاك العراقيين وأرواح المدنيين الذين أخذوا رهائن ولهذا السبب توقفت المعارك ولأن قوات داعش تحصنت جيداً في المدينة وخزنت الأسلحة».

ولفت إلى أن العمليات الآن في صلاح الدين، وجزء كبير من القرى حرر ومحيط صلاح الدين أطبق عليه الحصار، لكنه استبعد بدء معركة الموصل قريباً لأنها «بحاجة الى تهيأة نفسية ويجب ان يكون هناك حشد شعبي من ابناء الموصل لأننا لا نريد ان نرسل ابناء الجنوب والوسط ليكونوا بين كماشتين: بين ابناء الموصل الذين يمكن ان يعبئوهم وبين قوات «داعش»، لذلك نعمل في المرحلة المقبلة لأن يكون جزء كبير من الحشد الشعبي من الموصل بمساعدة الحشد الشعبي في الجنوب والعشائر».

وأضاف: «داعش يسيطر على الموصل وجزء من صلاح الدين والانبار، وحتى مركز الانبار بيد الدولة والاقضية المحيطة بها بيد داعش، جازماً بأن بغداد غير معرضة للسقوط ولا المدن الاخرى لأنها محمية بأبناء العراق».

وعن حجم تدخل حزب الله في العراق، قال: «حزب الله هو قوة كبيرة لها تخطيطها وانضباطها وتجربتها في المواجهة مع الكيان الصهيوني ومع التكفيريين في سورية وأصبح الحزب قوة إقليمية وربما في الايام المقبلة ستطلب السعودية من حزب الله المساعدة للدفاع عنها في مواجهة داعش، وعبّر الموسوي عن شكره للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ولحزب الله وإيران وروسيا ولكل دولة قدمت المساعدة للعراق في محاربة الارهاب».

وعن ما ارتكبه «داعش» في الموصل لا سيما تدمير متحف الموصل، بيّن الموسوي أن «هدف هذا التنظيم الاساسي تدمير الاسلام وتشويه صورته وهذا هو الفكر الصهيوني نفسه يعيش عقدة الماضي، فالمنشأ والمشروع والممول واحد».

وحذر من أن «أكثر بلد معرض للخطر بعد سورية والعراق هو السعودية لذلك عليها ان تعيش الواقعية فهذا الفكر المتطرف نشأة سعودية وليس نشأة عراقية، مشيراً إلى أن مبايعة احد المتطرفين في السعودية داعش امام الكعبة هي رسالة للسعودية».

وقال: «السعودية تعيش تخبطاً وهي استعملت الجيش العراقي في السنوات السابقة كجيش يحارب عنها فزج بحرب مع ايران لثماني سنوات، لذلك عليها ان تدرك جيداً انها تكون دولة محترمة اذا لم تتدخل في دول المنطقة، الرئيس المالكي أول دولة عربية زارها هي السعودية منذ ثماني سنوات ومنذ ذلك الوقت حتى الآن السعودية لم تفتح سفارة لها في العراق والخارجية السعودية لا يوجد فيها قسم للشؤون العراقية فهم لا يفهمون ماذا يعني العراق، عليها ان تفهم ان العراق دولة مستقلة ولا تريد استعداء الآخرين بل بناء علاقات جيدة مع جميع دول المنطقة».

وأكد أن «موقف العراق من الأزمة السورية كان ولا يزال هو ان تستقر سورية سياسياً واقتصادياً حتى يستقر العراق نظراً الى الترابط القديم بينهما والمصالح المشتركة للشعبين».

وعن تداعيات الاتفاق النووي إن تم على العراق والمنطقة توقع الموسوي أن يبقى «المحور الخليجي يشاكس في الوضع العراقي، متمنياً على إيران وأميركا استيعاب هذا المحور وإعطائه جزءاً من الفتات لكي لا يعملوا على عرقلة الاتفاق النووي».

وتوقع أن يرتد الارهاب على تركيا، قائلاً: «تركيا ستكوى بنار الارهاب الذي عاش وترعرع في استخباراتها والذي تسبب في جزء كبير من الأزمة السورية ونقل المقاتلين من تركيا الى سورية وحتى اشعال الفتنة الطائفية في اليمن».

ورأى أن العراق يستقر عندما يتوقف التحريض وتشعر الدول بأن صراعاتها ليست على ارضه، معتبراً أن «الخلل الذي حصل في العراق هو قيام احدى الدول بخرق التوازن في مرحلة من المراحل بين اميركا وايران فجاء الأميركي وتجاوز هذا التوازن ما جعل الايراني يتجاوزه ايضاً».

وأكد أن «الصيغة السياسية الموجودة الآن في العراق على رغم إشكالاتها الموجودة الا انها أفضل صيغة موجودة، فالعراق بلد ديمقراطي وهناك انتخابات واذا اوقفنا التحريض الطائفي فجميع المكونات العراقية ستنصهر في العملية السياسية».

وتوقع الموسوي أن العراق مقبل على تغييرات مستقبلية لأن قوات المقاومة في ساحات الميدان لن تعطي دوراً كبيراً لرجال البرلمان والسياسة الذين يعيشون على التصريحات السياسية، جازماً بأن الاكراد لا يريدون الإنفصال ما دام هناك برميل نفط واحد في الجنوب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى