تقارير دبلوماسية: اليمن يعيد إنتاج موقف الخليج من دمشق وبيروت وطهران

يوسف المصري

هل انتقل ثقل الأحداث والاهتمام الدولي والإقليمي من سورية والعراق ولبنان إلى اليمن؟

التقارير الدبلوماسية المسربة إلى بيروت جميعها تقريباً ركزت خلال الأسبوع الماضي على هذا المعنى. وهي عددت ثلاثة اعتبارات يجدر بلبنان أخذها في الاعتبار:

أولها تأجيل العودة للمحادثات الأميركية إلى يوم الأربعاء أو الخميس من هذا الأسبوع، والهدف من ذلك إفساح الوقت لوزير الخارجية الأميركي كي يستطلع آراء حلفائه الغربيين بقضايا حساسة وصل إليها الحديث الإيراني الأميركي في لوزان. المهم في هذه الواقعة هي أن الاتفاق الإيراني – الأميركي أصبح في ملعب تفاهم الغرب عليه وليس في ملعب الرد الإيراني على الأجوبة الدولية وتحديداً الأميركية. يعني هذا أن العالم في لحظة صعبة… لحظة اتخاذ القرار الكبير حول ملف العصر الإيراني.

لا يوجد أي تقرير يغامر بتوقع نوعية الإجابة الأميركية التي سيعود بها كيري إلى ظريف يوم الخميس. لكن هناك ميلاً للاعتقاد بأن الإدارة الأميركية متهيبة، وقد تلجأ إلى قرار «لعم» ما يعني الاستمرار في المفاوضات أي تمديدها حتى حزيران المقبل. وخلال هذا الوقت يقوم أوباما بمزيد من الإجراءات لتحسين شروط ربح رهانه على السلم مع إيران، وذلك على الصعد الدولية والداخلية.

ثانياً – التصعيد في اليمن المصاحب لدخول مفاوضات كيري ظريف اللحظة الحاسمة والأصعب، هو بلا شك أمر شديد الصِّلة بجعل المناخ السائد في غرف مفاوضات كيري الحالية مع حلفائه الغربيين أكثر توتراً.

أحد التقارير يقول إن اليمن هو ساحة الحرب الباردة بين مناخ المعادين للاتفاق الأميركي الإيراني وبين مناخ موضوعي جديد يقول إن الاستقرار في المنطقة من دون تفاهم مع إيران هو سراب.

يضيف التقرير ما يحدث في اليمن هو «انتفاضة يمنية على إرث من التبعية للسعودية». صحيح أن إيران لديها علاقة بمكون أساسي من المنتفضين اليمنيين الحوثيين ، ولكن الأصح أن اليمن تغير وأن العامل الإيراني بداخله ليس هو المحرك لهذا التغير وإن كان يستفيد منه. وبالمحصلة فإنه على «الخليج الاعتراف بعد ما حصل في اليمن، أنهم ما عادوا يستطيعون الادعاء بأن أحداث عام 2011 واستتباعاتها، تجري وراء بابهم، بل هي باتت تقرع أبوابهم بقوة». والحل «بإعادة ترتيب منطقهم وخطابهم السياسيين تجاه كل هذه الأحداث»، علماً أن ذلك لن يكون «ممكناً من دون تفاهم مع إيران ومن دون مراجعة موقفهم من الأزمة السورية».

ثالثاً – خلال المرحلة الماضية كان طريق تأثيرات أحداث المنطقة على لبنان، تمر بحسب هذه التقارير انطلاقاً مما يحدث في سورية ومن ثم في العراق اليوم تمر هذه التأثيرات انطلاقاً من «تأثيرات الفعل اليمني على دول الخليج وتأثيرات ذلك تالياً على مواقفهم من الحوار الإيراني – الأميركي واستدراكاً من الأزمة السورية».

وبنظر هذه التقارير فإن أحداث اليمن قد «تجعل السعودية تبكر في فتح حوار مع طهران من دون انتظار اتفاق ظريف مع كيري»، وقد تجعل» الدور المصري المتسامح مع فكرة حل مع الرئيس الأسد في سورية، يجد فرصة لإنشاء مناخ عربي – روسي لحوار مصالحة في سورية تؤيده دول الخليج».

… واشنطن تحاول قطع الطريق على كل هذه المسارات التي قد تنتجها أحداث اليمن، ولذلك فهي لا تقوم حالياً فقط بتطمين السعودية في شأن عدم تأثر مصالحها نتيجة مفاوضاتها مع طهران، بل بتقديم تطمينات لها بأن أحداث اليمن لن تؤدي إلى نتائج تخرجها أي السعودية من جارها البلد السعيد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى