مسرحية الحوار اللبناني في باريس تنتهي بالفشل والاستحقاق الرئاسي مؤجل إلى تموز المقبل
باريس ـ نضال حمادة
تذكر جولات الحوار اللبناني عام 2014 بجولات حوار لبناني مماثل جرى في خريف عام 2007 بين نفس الأفرقاء اللبنانيين في باريس وتحديداً بين الرئيس ميشال عون والرئيس سعد الحريري. يومها حاول الطرفان الإيحاء بأجواء إيجابية لمحادثات فاشلة جرت بينهما وهذا ما يتكرر حالياً، فبينما تنتهي المحادثات من دون أي تقارب ولو هامشي توحي تصريحات تيار المستقبل بالإيجابية وهي بالحقيقة تسعى إلى عدم استفزاز المسيحيين بانتظار اختمار المواعيد الدستورية ونقل صلاحيات الرئيس إلى مجلس الوزراء حتى إشعار آخر.
وتفيد مصادر فرنسية في باريس عن الحوار بين الحريري وعون انه كان أشبه بحوار الطرشان، خصوصاً أن تيار المستقبل طرح على عون شروطاً تعجيزية لا يمكن له قبولها وهي بكل بساطة تخليه عن كل تيار 8 آذار وفك التحالف مع حزب الله تحديداً.
وتورد المصادر أن لا تلزيم أميركي ولا روسي لفرنسا في الاستحقاق الرئاسي اللبناني ، وليس هناك أي تغير سعودي من ناحية رئيس التيار الوطني الحر، فهم بكل بساطة لا يثقون به بحسب قول المصادر الفرنسية التي تؤكد أن هناك نية واضحة لدى تيار المستقبل للوصول إلى 25 أيار الحالي ومحاولة السطو بالعرف على بعض من صلاحيات الرئيس لمصلحة رئاسة الحكومة.
الأوساط الباريسية تحدد تموز المقبل مبدئياً موعداً لبدء الحلحلة في الاتفاق على رئيس لبناني جديد، تزامناً مع استحقاقات عدة في المنطقة منها البدء الرسمي لولاية رئاسية جديدة للرئيس السوري بشار الأسد الذي سوف يقسم اليمين الدستوري في تموز المقبل، فضلاً عن توقعات بوصول المحادثات الأميركية الإيرانية إلى مراحل مصيرية في شهر تموز وفق المسار التصاعدي الذي تشهده حالياً، أضف إلى ذلك أن فصل الصيف سيشهد تسريعاً في عملية التغيير في مراكز النفوذ في السعودية.
بانتظار هذه الاستحقاقات وغياب أي استراتيجية مشتركة أميركية روسية في القرم وفي سورية أتى الاستحقاق الرئاسي اللبناني ليدخل في براد المواقف المؤجلة، خصوصاً أن السعودية تعتبر أن مسار الحرب في سورية لا يسمح لها بفرض رئيس لبناني موال لها، وهي تحاول إيجاد نوع من التوازن الاستراتيجي والعسكري على الأرض السورية توظفه لمصلحتها، وهي في هذا المسعى موّلت وشجعت على فتح جبهة الريف الغربي لدرعا الأسبوع الماضي للتخفيف عن حليفها في الريف الدمشقي زهران علوش الذي يمر بوضع عسكري صعب في الغوطة الشرقية منذ تحرير القلمون وبدء معركة المليحة وجوبر اللتين تعتبران معقلاً له بعد دوما، فيما حركت تركيا وقطر الوضع في الساحل السوري في محاولة لتعطيل الانتخابات الرئاسية السورية.
وتعتبر السعودية وفرنسا الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في مطلع حزيران المقبل هزيمة كبيرة لمشروعهم في سورية الذي بني منذ لحظاته الأولى على استراتيجية إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه في وقت لا توجد معجزة توحي بحصول مفاجأة جدية في الاستحقاق الرئاسي اللبناني قبل اتضاح مصير الاستحقاقات الروسية الأميركية الإيرانية في الصيف المقبل تزامناً مع انجلاء غبار معركة الغوطة الشرقية عن وضع عسكري واستراتيجي جديد.