الجيش العربي السوري في عيد الأم… التضحية من أجل الأمّ سورية أولاً
رانيا مشوح
حاله كحال كل عيد مر على سورية منذ أربع سنوات جاء عيد الأم من دون أن يحمل معه رسالة الفرح والمحبة. جاء عيد الأم وهناك الكثيرون ممن يعانون ألم الفراق للأبناء أو الأمهات. وبقي هناك رجال ضحوا بأمان العائلة وحنان الأم الثانية لتحيي الأم الكبيرة الأولى.
شباب الجيش العربي السوري لم تكن لهم حصة في هذا العيد ولا سواه منذ بدء الحرب على سورية لكنهم عاهدوا أنفسهم أن يحمل هذا العيد وكل عيد رسالة العطاء من الأبناء إلى الأم.
«البناء» كان لها شرف مشاركة شباب الجيش العربي السوري صدق مشاعرهم وسخاء عطائهم، قال ماهر الزامتلي جندي في الجيش العربي السوري لـ»البناء»: «أنا أخدم في صفوف الجيش العربي السوري في حرستا منذ تسعة أشهر وأصبت إصابة بالغة في رأسي وبعدها عدت للميدان لأن الوطن غالٍ ويستحق التضحية من أجله ومن واجبنا أن نكمل مسيرة الشهداء الذين ضحوا بدمائهم فداء لسورية». أما الجندي علي الكاتب فقال: «أنا أخدم في الجيش العربي السوري منذ ثلاث سنوات في أماكن عدة ومنها جوبر، درعا، عدرا، حرستا وحلب القلعة. والآن أنا أخدم في دوما وتعرضت لإصابات في درعا وعدرا ناجمة عن شظايا قذيفة هاون وأصبت بطلقة سطحية في الكتف ولكني عدت إلى ساحة القتال لأن سورية تستحق التضحية بكل شيء ولآخر رمق سوف استمر في واجبي في الدفاع عنها». هذان الجنديان كانت لهما مشاعرهما الخاصة جداً والتي عجزت كلماتهما عن البوح بها في هذه المناسبة، فاكتفى الزامتلي بالقول: «لا أخفيك يأن شعوري هو الحزن الشديد المصحوب بغصة من الألم بسبب غيابي عن أغلى إنسان على قلبي وهي أمي».
وفي الإطار نفسه قال الكاتب: «مشاعري الحقيقية من الصعب أن أفسرها بكلمات لكني استغل هذا اليوم لأقول لكل عسكري في الجيش العربي السوري وهو بعيد عن أهله أنك شمعة تنير درب النصر القريب بإذن الله والرحمة للشهداء وأدعو الله أن يحمي كل من يقاتل على الجبهات فكلنا نضحي ونتعب ليعود وطننا أفضل من السابق». ووجه رجال الجيش العربي السوري عبر «البناء» معايداتهم لأمهاتهم والتي كانت مشحونة بعاطفة الفراق وحرقة البعد فقال الزامتلي: «أقول لوالدتي كل عام وأنتي بألف خير وأرجو منك يا أمي أن تدعي لنا فكلنا فداء للوطن ونحن هنا ليس لأننا اخترنا فراقكم بل نحن ندافع عن عرضنا وشرفنا ولا نريد منكم سوى الدعاء لنا وأن تعذرونا إن كنا قد قصرنا يوماً بحقكم».
ووجه الكاتب كلمة لوالدته قائلاً: «لا أقوى على البوح بما تكنه نفسي في هذا اليوم فلا أظن أن هناك منزلاً في سورية يعيش بسعادة وفرح ولكني أريد أن أقول لك يا أمي كل عام وأنتي بألف خير يا مصنع الأبطال لكن أرجوكِ لا تلومي غيابي لأن الوطن غالٍ ولا بد من أن نضحي لأجله فسورية أولاً وأخيراً هي أم الجميع يا أمي».
ولرجال الوطن كلمة لوطنهم الأم سورية وجهوها عبر «البناء» وفي هذا الإطار قال الزامتلي: «سورية الغالية أنت أم الجميع وأنت بلد الانتصارات وبلد الشرفاء وأم العزة والكرامة وأرض الطهارة وليخسأ من يريد أذيتك وسوف تعود سورية أفضل من السابق بهمة رجال الجيش العربي السوري وبهمة قائد سورية عظيم الأمة بشار الأسد».
وكانت للكاتب كلمة لسورية قال فيها: «سورية سوف يبقى اسمك مرفوع والتاريخ يشهد بذلك يا أرض الرجولة والتضحية أنت شرفنا وكرامتنا وعزنا متوج باسمك يا سورية وسيبقى شعارنا وطن شرف إخلاص. هدروا دماءهم الغالية التي استدانوها من شرايين أمهاتهم وسفحوها على مذبح الوطن كهدية رخيصة لسورياهم الأم الكبرى، هؤلاء هم رجال الجيش العربي السوري المؤمنون بأن الجنة تحت ثرى الوطن هؤلاء هم وطن، شرف، إخلاص».