«إسرائيل» تحظى بأكثر من نصف المساعدات الخارجية الأميركية
ترجمة: غسان محمد
جاء في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية:
أظهرت دراسة أميركية، أنّ الدعم القوي الذي تحظى به «إسرائيل» في الكونغرس الأميركي، سمح لها بالحصول على مساعدات ومكاسب أكبر بكثير من أيّ دولة في العالم تحصل على مساعدات أميركية، لدرجة أنّ «إسرائيل» تحظى بأكثر من نصف المساعدات الخارجية الأميركية.
وبحسب الدراسة الأميركية، فإنّ المساعدات الأميركية لـ«إسرائيل» تشمل بشكل عام، مساعدات عسكرية انطلاقاً من علاقة الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين، وبما يضمن التفوق النوعي الدائم لـ«إسرائيل» على جميع جيوش الدول المجاورة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ مجموع ما حصلت عليه «إسرائيل» من مساعدات أميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى اليوم، بلغ 121 مليار دولاراً.
وجاء في الدراسة، إن المساعدات العسكرية التي تقدّمها الولايات المتحدة لـ«إسرائيل»، تستحوذ تقريباً على مجمل المساعدات الأميركية، يضاف إليها المساعدات الاقتصادية التي تأتي على شكل ضمانات قروض ومساعدات للمهاجرين إلى «إسرائيل» واللاجئين إليها، إضافة إلى المساعدات والمعونات في مجال البحوث العلمية والطاقة.
بإمكان «إسرائيل» استخدام بعض المساعدات الأميركية في البحث والتطوير داخل الولايات المتحدة نفسها، ومن أجل شراء أسلحة من مصانع السلاح «الإسرائيلية»، إلى جانب استخدام المساعدات النقدية لمصلحة تمويل مشترياتها العسكرية من الولايات المتحدة الأميركية.
تتمتع «إسرائيل» بمنزلة لا تحظى بها أيّ دولة أخرى في العالم تتلقى مساعدات أميركية، إذ تستطيع بفضل الدعم القوي الذي تحظى به داخل الكونغرس، الحصول على كامل المساعدات الأميركية خلال الأيام الثلاثين الأولى من بدء الميزانية السنوية الأميركية، في حين تحصل الدول الأخرى على المساعدات التي تتلقاها من الولايات المتحدة، بالتقسيط.
إنّ عدم موافقة واشنطن على بعض السياسات «الإسرائيلية»، ومنها بناء المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، لم يؤثر على المساعدات الأميركية لـ«إسرائيل» وعلاقاتها مع الولايات المتحدة، لأن مسؤولين كثيرين في الادارات الأميركية وأعضاء الكونغرس يعتبرون «إسرائيل» شريكاً حيوياً للولايات المتحدة في المنطقة، وبالتالي فإن المساعدات الأميركية لها تعكس هذه القناعة لديهم.
الهدف من المساعدات العسكرية الأميركية لـ«إسرائيل»، والتي تحتل النصيب الأكبر من مجمل المساعدات، يتمثل في ضمان استمرار تفوّق «إسرائيل» النوعي، عسكرياً، على جيوش جميع دول الجوار في المنطقة. بدليل أنّ معظم المساعدات الأميركية المقدّمة إلى «إسرائيل» في الوقت الراهن، هي مساعدات عسكرية ساهمت في جعل القوات «الإسرائيلية» واحدة من القوات العسكرية المتقدمة تكنولوجياً على مستوى العالم. يضاف إلى ذلك أنّ هذه المساعدات سمحت لـ«إسرائيل» ببناء صناعة عسكرية محلية تحتل اليوم موقعاً مهما في قائمة أكبر عشر دول مصدّرة للسلاح في العالم.
الدعم العسكري الأميركي لـ«إسرائيل»، كما طلب الرئيس الأميركي باراك أوباما في ميزانية عام 2015، يتجاوز 55 في المئة من مجمل الدعم العسكري الأميركي الخارجي، علماً أنّ الدعم الذي تحصل عليه «إسرائيل» يتراوح بين 23 في المئة إلى 25 في المئة من مجمل ميزانية الدفاع «الإسرائيلية». يضاف إلى ذلك الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة لـ«إسرائيل» من أجل تصميم برامج ونظم صواريخ دفاعية مشتركة وتطويرها، بهدف ضمان التفوّق النوعي العسكري «الإسرائيلي»، وتمكين «إسرائيل» من مواجهة التهديد الذي تشكله إيران وسورية، بما تمتلكانه من الصواريخ الباليستية. علاوة على مخزونات الأسلحة الأميركية الموجودة في «إسرائيل» لمواجهة حالات الطوارئ.
على أنّ الخلافات التي كانت تظهر في بعض الأحيان بين الطرفين، حول طريقة استخدام «إسرائيل» التقنيات العسكرية الأميركية، لم تؤثّر على استمرار تدفق المساعدات الأميركية العسكرية والاقتصادية لـ«إسرائيل».