جولة جديدة من المحادثات النووية في لوزان
انطلقت في مدينة لوزان السويسرية أمس المحادثات النووية بين وزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف ونظيره الأميركي جون كيري، إذ من المقرر أن تستمر هذه الجولة لغاية يوم الأحد المقبل.
جولة المحادثات هذه بدأت على ثلاثة مستويات بين ظريف وكيري ومساعدي وزراء الخارجية ولقاء رئیس منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة علي أكبر صالحي ووزیر الطاقة الأمیركي إرنست مونیز.
كيري أكد قبيل بدء الجولة الجديدة أن فشل هذه المحادثات يعني انهيار نظام العقوبات بالكامل، مضيفاً أن فشل المحادثات النووية مع طهران يعني أن بإمكانها العودة إلى تخصيب اليوارنيوم بالمقدار الذي تراه مناسباً.
وأضاف الوزير الأميركي أن فشل المحادثات يعني أيضاً وقف أي نوع من التفتيش المفاجئ للمنشآت النووية الإيرانية، إذ تم وضع الحظر كضمانة لهذا النوع من التفتيش.
وأوضح أن فشل نظام العقوبات سيأتي نتيجة لتنصل حلفاء الولايات المتحدة من الوقوف معها إذ سيرى هولاء أن مواقفنا أصبحت غير منطقية فستتخذ كل دولة قرارها في ما يخص إبقاء أو رفع الحظر عن إيران.
ونوّه إلى أن المحادثات لا تجرى مع إيران الأمس بل مع نظام أثبت بالفعل على أنه قادر على تخصيب اليورانيوم وأنه مسيطر على عملية معالجة الوقود النووية.
وتعد هذه الجولة الأولی ضمن مفاوضات لوزان-2، والتي یشارك فیها أیضاً عباس عراقجي ومجید تخت روانجي مساعدا وزیر خارجیة إیران ووندي شرمن مساعدة وزیر خارجیة أميركا وهلغا اشمید مساعدة منسقة السیاسة الخارجیة للاتحاد الأوروبي.
وناقش صالحي ومونیز خلال هذا اللقاء القضایا المتعلقة بمفاعل آراك للماء الثقیل وموقع فوردو والتخصیب وكذلك قضیة الأبحاث والتنمیة في المجال النووي، إذ أوضح صالحي أنه تم التوصل إلی فهم مشترك بین الطرفین بشأن بعض هذه القضایا. فیما یسعی الطرفان للتوصل إلی تفاهمات بخصوص الموضوعات المذكورة.
وفي السياق نفسه، قال عضو الفریق النووي الإیراني المفاوض مجید تخت روانجي إن من الصعب أن نتوقع نتائج المرحلة الجدیدة من المحادثات النوویة وذلك یتوقف علی الطرف الآخر الذي لا بد أن یتقبل الحقائق ولو أراد أن تتوصل المحادثات إلی نتیجة فما علیه إلا أن یتخلی عن سیاسات فرض العقوبات، مضيفاً أن المحادثات بلغت مرحلة تحتم اتخاذ بعض القرارات الجادة.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي سيؤدي في الأساس إلى مزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط واحتمال حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة.
وأكد هاموند «الاتفاق ممكن إذا واصلنا هذا المسار. ولكن كي نصل إليه فإنه يتعين على إيران إبداء مرونة واتخاذ قرارات صعبة»، مضيفاً: «ما زلت على موقفي بأن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من إبرام اتفاق سيء. ولكن يجب أن نكون واعين للبديل. عدم التوصل إلى اتفاق يعني عدم القيود على التخصيب وعدم القيود على الأبحاث والتطوير وعدم وجود مراقبة مستقلة أو إجراءات للتحقق. إنه يعني في الأساس المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط مع احتمال حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة».